خبير صيني: الشراكة السورية الصينية ورغم التدخلات الغربية ستحقق الاستقرار الأولي في سورية

الإثنين, 25 أيلول 2023 الساعة 22:06 | سياسة, عالمي

خبير صيني: الشراكة السورية الصينية ورغم التدخلات الغربية ستحقق الاستقرار الأولي في سورية

جهينة نيوز

علقت وسائل الإعلام الصينية على زيارة السيد الرئيس (بشار الأسد) إلى الصين وإعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وفي مقال تحليلي على موقع غلوبال تايمز قال الدكتور والخبير الصيني إن الشراكة السورية الصينية ورغم التدخلات الغربية ستحقق الاستقرار الأولي في سورية.

ويعتقد (ليو تشونغ مين) أستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية في مقال تحليلي نشر في صحيفة " غلوبال تايمز" الصينية يوم 25 أيلول الجاري أن الارتقاء بالعلاقات الصينيةـ السورية إلى شراكة استراتيجية ذات أهمية كبيرة:أولاً: ستساعد الجانبين على تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودعم كل منهما للآخر بقوة في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية لكل منهما.. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسورية في عام 1956 ظلت الصين تدعم قضية الاستقلال الوطني لسورية.. وخاصة منذ "الربيع العربي" عام 2011 حيث شهد بقاء سورية وتطورها اختبارات غير مسبوقة وقدمت الصين لسورية دعما سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا هائلا.. كما استخدمت الصين وغيرها من الدول الأخرى حق النقض ضد المقترحات الغربية الرامية إلى تغير النظام في سورية في الأمم المتحدة وهي التي مكنت سورية من تجنب مأساة سياسية مماثلة لليبيا.ولأكثر من عشر سنوات تلتزم الصين بمبدأ الملكية والقيادة السورية لتعزيز التسوية السياسية للقضية السورية وتدعم سورية بقوة في حماية الاستقلال الوطني والسيادة والوحدة وسلامة الأراضي.. كما قدمت الصين المساعدة الاقتصادية لسورية في مناسبات عديدة لحل الصعوبات المعيشية للشعب وتنفيذ إعادة الإعمار بعد الحرب. بالإضافة إلى ذلك ساعدت الصين بنشاط سورية على العودة إلى العالم العربي وتحسين العلاقات مع دول المنطقة. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 67 عاماً تلقت الصين أيضا دعما طويل الأمد من سورية.وكانت سورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين وأحد رعاة استعادة الصين الجديدة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة في عام 1971 ولفترة طويلة ظلت سورية تدعم الصين بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين باختصار فإن إقامة شراكة استراتيجية من شأنها أن توفر ضمانة أكثر صلابة للدولتين لدعم المصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية لكل منهما.ثانياً: يفضي إلى تعاون واسع النطاق بين الجانبين حول مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية ويعزز بشكل مشترك البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق".. تاريخياً كانت حلب وتدمر في سورية مدينتين مهمتين على طريق الحرير القديم.. وفي كانون الثاني 2022 وقعت سورية والصين رسمياً مذكرة تفاهم وانضمت رسميًا إلى عائلة "الحزام والطريق".ولقد أظهر التاريخ والممارسة أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية لهم أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط التي تعاني من التدخلات الخارجية والتنمية غير المتكافئة و"صراع الحضارات" والعجز الخطير في تحقيق السلام والتنمية والأمن والحوكمة.وكان لترويج الصين للمبادرات المذكورة أعلاه في الشرق الأوسط آثار إيجابية على دول الشرق الأوسط بما فيها سورية في تحقيق السلام والتنمية والأمن والاستقرار والتسامح والتعلم المتبادل وأن ظهور تيار المصالحة في الشرق الأوسط وسعي دول المنطقة للتنمية والتحول الاقتصادي كلها مرتبطة بمبادرات الصين النشطة وتعزيز ارتباطا وثيقا.ومن المتوقع أن يساعد التنفيذ المستمر لمبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية في الشرق الأوسط سورية على الانتقال من الصراع المضطرب إلى التنمية السلمية والاستقرار على المدى الطويل.

ثالثاً: يؤدي إلى تعميق التعاون بين الجانبين في مجالات شؤون الشرق الأوسط والشؤون الدولية.. وفي البيان الصيني السوري حول إقامة شراكة استراتيجية توصل الجانبان إلى توافق واسع النطاق حول أهمية توحيد وتقوية الدول العربية وتقدير ودعم المصالحة الإقليمية وتعزيز التعاون الجماعي الصيني العربي وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.. ويؤكد الجانبان على تعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء واحترام مسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية لجميع البلدان ومعارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والالتزام بالتعددية الحقيقية.وبالنسبة لسورية التي ظلت خاضعة لعقوبات من قبل الدول الغربية والإقليمية لفترة طويلة فقد استفادت قدرتها على الصمود في الاختبار والعودة إلى العالم العربي والمجتمع الدولي من إصرار الصين ودول أخرى على التمسك بالعدالة في القضية السورية فضلاً عن موجة المصالحة الإقليمية التي أثارها سعي الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.لذلك فإن تعميق التعاون بين الصين وسورية في مجالات شؤون الشرق الأوسط والشؤون الدولية له بلا شك قيمة كبيرة بالنسبة لسورية كما أن له أهمية تنويرية ثمينة للشرق الأوسط والعالم.

ولا شك أنه نظراً للوضع الداخلي والخارجي المعقد الذي تعيشه سورية ولا سيما استمرار وجود التدخلات والعقوبات الغربية فإن تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسورية يواجه العديد من الضغوط والتحديات، التي تتطلب من الجانبين مواجهتها وتجاوزها.ومع ذلك تبقى العوامل مثل تحقيق الاستقرار الأولي في سورية والتعميق المستمر للمصالحة الإقليمية وتعزيز الحكم الذاتي الاستراتيجي لدول المنطقة ودبلوماسية الصين الأكثر نشاطا في الشرق الأوسط وآلية التعاون الجماعي الصينية العربية والمحسنة بشكل متزايد مهمة ومن شأنها أن تساعد على تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسورية.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا