تحليل إخباري: العملية العسكرية الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين..هل أثرت على القدرات العسكرية للجماعة؟

الأربعاء, 14 شباط 2024 الساعة 23:52 | سياسة, عالمي

تحليل إخباري: العملية العسكرية الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين..هل أثرت على القدرات العسكرية للجماعة؟

جهينة نيوز

تتواصل العملية العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الحوثيين في اليمن، في حين اختلف محللون عسكريون يمنيون حول مدى فاعلية هذه العملية وتأثيرها على القدرات العسكرية للجماعة.

وفي حين يرى محلل وباحث عسكري يمني أن الضربات أثرت بشكل مباشر على القدرات العسكرية للحوثيين، قلل آخر من أهمية العملية والتي تمكن الحوثيون من امتصاصها بفعل خبراتهم التي امتدت لسنوات.

وتشن واشنطن ولندن منذ 12 كانون الثاني الماضي عملية عسكرية تشمل غارات جوية وقصفا صاروخيا على أهداف في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى في اليمن خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ردا على هجمات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر نفذها الحوثيون.

واستهدفت العملية العسكرية أهدافا واسعة للحوثيين، تركزت الكثير منها في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن والتي تخضع لسيطرة الحوثيين منذ أكتوبر 2014.

وأعلنت جماعة الحوثي (الثلاثاء) عن شن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية جديدة استهدفت مناطق متفرقة في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.

وتقع أجزاء واسعة من مديرية التحيتا على الشريط الساحلي على البحر الأحمر، ويتبعها إداريا عددا من الجزر اليمنية في البحر الأحمر.

وجاء شن الغارات الأمريكية البريطانية اليوم غداة إعلان الحوثيين استهدفت سفينة (ستار أيرس Star Iris) الأمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية واصابتها بشكل مباشر.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية على موقع (إكس) اليوم إن الحوثيين اطلقوا صباح يوم الاثنين صاروخين باتجاه سفينة (MV Star Iris) ما تسبب بحدوث أضرار طفيفة وعدم وقوع إصابات في الطاقم.

ويشن الحوثيون منذ نوفمبر من العام الماضي عمليات عسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ضد سفن تقول الجماعة إنها إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وعلى خلفية العملية العسكرية لواشنطن ولندن، وسعت جماعة الحوثي دائرة الاستهداف للسفن حيث شملت السفن التجارية والعسكرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي حين تتواصل العملية العسكرية الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين يرى محلل وباحث عسكري يمني أن هذه العملية أثرت بشكل مباشر على القدرات العسكرية للحوثيين.

وقال المحلل العسكري اليمني الدكتور علي الذهب، لوكالة أنباء (شينخوا) إن العملية العسكرية الأمريكية البريطانية على جماعة الحوثي كان لها تأثير مباشر على القدرات العسكرية للجماعة.

وأوضح الذهب وهو أيضا باحث متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن التأثير المباشر للعملية العسكرية الأمريكية البريطانية كان في استهداف قوى الحوثي والمتمثل بالأفراد المشغلين للأدوات العسكرية، وكذا في الوسائل الممثلة بالأدوات والمعدات والتقنيات العسكرية للجماعة.

واستدرك قائلا "لكن هذا التأثير ليس بالقدر الذي تطمح إليه أمريكا وخصوم الحوثيين سوا في الداخل اليمني أو الإقليم".

وأشار الذهب إلى أن الحوثيين لديهم قدرة على الإخفاء والتمويه بطريقة لا يمكن للأمريكيين تحديدها بشكل دقيق وفاعل خاصة مناطق تجهيز وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ أو الزوارق البحرية غير المأهولة (مفخخة) بالبحر، حيث تعتمد الجماعة على مجموعة من الإجراءات إزاء ذلك، بالإضافة إلى طبيعة التضاريس في اليمن.

وتتميز معظم المناطق في الشمال اليمني والتي يتمركز فيها الحوثيون بتضاريسها المتنوعة والتي يطغى عليها الجانب الجبلي، وتطل مناطق جبلية على أجزاء واسعة من محافظة الحديدة على البحر الأحمر والممر المائي مضيق باب المندب.

ويرى محلل عسكري يمني أن خبرة الحوثيين لسنوات من الحرب وتعرضهم للضربات الجوية مكنتهم من امتصاص الضربات الأمريكية البريطانية وتقليل حجم الخسائر العسكرية.

وأوضح المحلل العسكري المقدم حامد أبو البدرين لـ(شينخوا) أن منطقة البحر الأحمر تشهد حاليا مرحلة تصعيد كبيرة منذ يناير الفائت عقب الاستهداف المباشر للحوثيين للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية والبريطانية، بعد أن كانت الجماعة تستهدف في السابق ما تزعم أنها سفن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

واعتبر أن الرد الأمريكي البريطاني والذي شمل غارات جوية مكثفة وقصف صاروخي بحري على أهداف الحوثيين، لم يخلف خسائر بشرية تذكر ولم يلحق أضرار أو تأثير في القدرات العسكرية للحوثيين.

وأكد أبو البدرين أن المواقع التي تستهدفها العملية العسكرية الأمريكية البريطانية سبق وأن تعرضت للضرب المتكرر بمئات الغارات من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية منذ العام 2015.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا ينفذ عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن منذ مارس 2015، بناء على طلب من الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، إلا أن تلك العملية توقفت منذ ابريل العام 2022، بناء على هدنة رعتها الأمم المتحدة بين الأطراف في اليمن.

ولفت المحلل العسكري أبو البدرين إلى أن جماعة الحوثي تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة تمكنوا من الحصول عليها إما من دولة حليفة لهم أو من خلال تطوير وتحديث المخزون الكبير لسلاح الجيش اليمني والذي تم الاستيلاء عليه عقب سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء أواخر العام 2014.

وواصل قائلا "الحوثيين تمكنوا من بناء قدراتهم القتالية في ظروف استثنائية بحتة أي تحت ظروف حرب دامت لنحو ثمانية أعوام".

وأشار المحلل العسكري اليمني أبو البدرين إلى أن جماعة الحوثي تمكنت من ابتكار طرق جديدة في الإخفاء والتمويه والتخزين وتبديل المواقع و امتصاص الضربات، وهو ما يؤكد أن الضربات الأمريكية البريطانية لم تحدث فارقا أو تأثيرا في القدرات العسكرية للجماعة.

في مطلع شهر فبراير الجاري، وصف زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي الضربات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد الجماعة بأنها "فاشلة".

وقال زعيم الحوثيين حينها إن "الضربات الأمريكية والبريطانية فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية"، مشيرا إلى أن "العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا لن يؤثر على موقفنا وإنما له تأثير في أن نطوّر قدراتنا العسكرية".

وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، وتخوض حربا ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ اجتياح الجماعة للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا