جهينة نيوز
بعد عشرات السنوات من استخدام غاز الطهي وفي فترة أن غالبية المنازل في أوروبا تركب أجهزة تشفط روائح الطعام ونواتج احتراق الغاز ظهرت دراسات غربية تقول إن استخدام غاز الطهي ضار بالصحة ويلوث كامل المنزل.
و للمفارقة فقد ظهرت هذه الدراسات بعد العقوبات على الغاز الروسي وتفجير خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا وارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية ولجوء الكثير من الأسر الأوروبية إلى الطهي على الحطب.
ونهاية العام الفائت توصل تقرير إلى أن مواقد الغاز تضخ الملوثات المرتبطة بالربو لدى الأطفال إلى المطابخ وغرف المعيشة وغرف النوم في جميع أنحاء أوروبا ويستمر تأثيرها لساعات.
وقام علماء هولنديون بقياس جودة الهواء في 247 منزلاً ووجدوا أن متوسط مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) كانت أعلى بمقدار الضعف تقريباً لدى أولئك الذين يطبخون بالغاز مقارنة بمن يطبخون من دونه.
واليوم كشفت دراسة جديدة مرعبة أن الطهي على موقد الغاز يمكن أن ينتج جزيئات أكثر خطورة بما يصل إلى 100 مرة من عادم السيارة.
ووجد باحثون من جامعة بوردو أن مواقد الغاز تطلق جزيئات متناهية الصغر تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وقال الأستاذ المشارك براندون بور من كلية لايلز للهندسة المدنية في بوردو لـ Southwest News Service يوم الجمعة: إن هذه الجزيئات النانوية هي صغيرة جداً لدرجة أنك لا تستطيع رؤيتها إنها ليست مثل جزيئات الغبار التي قد تراها تطفو في الهواء.
وأضاف: بعد ملاحظة مثل هذه التركيزات العالية من الهباء الجوي العنقودي النانوي أثناء الطهي بالغاز لا يمكننا تجاهل هذه الجزيئات بعد الآن.
واستخدم بور وفريقه أحدث أجهزة قياس جودة الهواء التي قدمتها الشركة الألمانية GRIMM AEROSOL TECHNIK في هذه الدراسة.
ومن خلال هذه التقنية تمكنوا من قياس هذه الجزيئات الصغيرة بحجم نانومتر واحد أثناء الطهي على موقد غاز في مختبر "منزل صغير".
وتم تجهيز المنزل الصغير بجميع ميزات مساحة المعيشة النموذجية، قبل أن يتم تزويده أيضا بأجهزة استشعار تراقب عن كثب تأثير الأنشطة اليومية على جودة هواء المنزل.
وكشفت النتائج أن جزيئات الهباء الجوي النانوية شديدة الثبات في رحلتها من موقد الغاز إلى بقية المنزل.
وعلى الرغم من أن العديد من الجزيئات انتشرت بسرعة إلى الأسطح الأخرى، فقد أشارت التجارب إلى أن ما بين 10 مليارات إلى 1 تريليون جزيء يمكن أن يترسب في الشعب الهوائية ومنطقة القصبة الهوائية في الرئتين أثناء تشغيل الموقد.
ويشجع الباحثون العائلات على تشغيل مراوح سحب العادم أثناء الطهي والتي يعتقدون أنها من المرجح أن تعيد توجيه الجزيئات بعيدا عن الرئتين.
واختتم الدكتور بور قائلا: نظرا لأن معظم الناس لا يقومون بتشغيل مروحة العادم الخاصة بهم أثناء الطهي فإن وجود شفاطات المطبخ التي يتم تنشيطها تلقائيا سيكون حلا منطقيا.