جثامين مئات الشهداء بعضها مكبل اليدين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة وفي الطرقات المحيطة به، أقسام المجمع محروقة ومدمرة بالكامل، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة نهائياً بينما عشرات المنازل في محيطه سويت بالأرض، جرائم حرب جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المجمع وانكشفت وحشيتها مع انسحاب قواته منه فجر اليوم.
وسائل إعلام فلسطينية ذكرت أن قوات الاحتلال أحرقت مباني المجمع ومنازل قريبة منه ثم انسحبت فجراً مع آلياتها باتجاه جنوب غرب مدينة غزة وسط إطلاق نيران كثيف بعد عملية اقتحام وحصار استمرت أسبوعين مخلفة دماراً هائلاً وخراباً واسعاً.
وأوضحت مصادر طبية أن الاحتلال دمر بشكل كامل طوابق عدة في مبنى الجراحات التخصصية وأحرق بقية المبنى، فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي ودمر جميع الأجهزة الطبية كما أحرق مباني الكلى والولادة والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية وثلاجات دفن الموتى وفور الانسحاب توافد مئات الفلسطينيين إلى المجمع لإنقاذ أكثر من 100 فلسطيني احتجزهم الاحتلال داخل المجمع في ظروف غير إنسانية دون ماء أو دواء أو طعام أو كهرباء بينهم 40 مريضاً وجريحاً وقرابة 60 من الطواقم الطبية، حيث كان الاحتلال يمنع كل محاولات إجلائهم من المجمع عن طريق المؤسسات الدولية ما شكل تهديداً خطيراً على حياتهم.
وقال الناطق باسم الدفاع المدن محمود بصل: إنه تم العثور على نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء والطرقات المحيطة به بعد انسحاب قوات الاحتلال، بينهم من تم إعدامهم برصاص في الرأس وهم مكبلو اليدين، مبيناً أن قوات الاحتلال جرفت جميع المقابر المحيطة بالمجمع، وأخرجت الجثامين وألقتها في مناطق متفرقة فيه.
وأوضح بصل أن الاحتلال قام بتجريف الطرقات ودفن عددا من الشهداء داخل وفي محيط المجمع، لافتاً إلى أن غالبية الجثث متحللة وبعضها عبارة عن هياكل عظمية جراء حرقها داخل المجمع، وأنه من الصعب إحصاء عدد الشهداء بدقة.
وكان المكتب الإعلامي في غزة حمل الإدارة الأمريكية والدول الغربية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة كونهم يقدمون الدعم العسكري والسياسي للاحتلال ويعطونه الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي شنها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مطالباً المنظمات الدولية وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال من أجل توفير الحماية للمستشفيات ووقف العدوان.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي منذ بداية العدوان على القطاع إذ اقتحمته في الـ 15 من تشرين الثاني بعد حصاره لمدة أسبوع وقامت بقتل واعتقال المئات، ودمرت ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولدات كهرباء.