ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمة في الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك الروسية الضوء على مشاريع عملاقة وأبرز الانجازات الاقتصادية في منطقة الشرق الروسي عموما وتطرق لعدد من الملفات الدولية.
وحضر الجلسة إلى جانب الرئيس الروسي رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ.
وقال بوتين في كلمته إن علاقات الأعمال الأساسية والممرات الأساسية تتوجه نحو الشرق والجنوب العالمي وإن الشرق الأقصى في روسيا يفتح آفاقا كبيرة للأسواق ويتجاوز العقبات التي تضعها النخب الغربية مضيفاً هناك أكثر من 100 شركة تشارك في هذا المنتدى ممثلين عن أكثر من 75 دولة و الشرق الأقصى هو عامل كبير في تعزيز دور روسيا وتطورها بشكل عام.
وتابع بوتين في المنتديات السابقة تم التوقيع على أكثر من ألف اتفاقية بقيمة أكثر من 10.3 تريليون روبل.
ومنذ 2013 أطلق برنامج استراتيجي لتطوير منطقة الشرق الأقصى، وهو ما أثبت فعاليته وكفاءته خلال الأعوام الماضية حيث ضمنت هذه المنطقة عودة أصول روسية بقيمة 5.5 تريليون روبل.
وقال بوتين إن روسيا ستتخذ نهجا جديدا في التعامل مع المستثمرين الأجانب في الشرق الأقصى، لإيجاد الظروف الملائمة، حيث يوجد اهتمام لدى أصدقائنا في الصين وبيلاروس في هذا الاتجاه.
وتابع هناك استثمارات كبيرة في قطاع السياحة، وبناء نقاط العبور الحدودية. في مايو خلال زيارتي إلى الصين اتفقنا على العمل المشترك في هذا الاتجاه، وهو ما سيعطي دفعة لتطوير المنطقة بشكل عام.
وقال بوتين: أوصينا بالعمل مع الشركات الكبرى للتحضير لمشروع تطوير مستقبلي للطاقة الكهربائية في الشرق الأقصى، وإيجاد أدوات التمويل، لتعويض النقص في الطاقة الكهربائية في الشرق الأقصى.
واضاف بوتين إن روسيا ستتخذ نهجا جديدا في التعامل مع المستثمرين الأجانب في الشرق الأقصى، لإيجاد الظروف الملائمة، حيث يوجد اهتمام لدى أصدقائنا في الصين وبيلاروس في هذا الاتجاه وهناك استثمارات كبيرة في قطاع السياحة، وبناء نقاط العبور الحدودية. في مايو خلال زيارتي إلى الصين اتفقنا على العمل المشترك في هذا الاتجاه، وهو ما سيعطي دفعة لتطوير المنطقة بشكل عام.
وقال أوصينا بالعمل مع الشركات الكبرى للتحضير لمشروع تطوير مستقبلي للطاقة الكهربائية في الشرق الأقصى، وإيجاد أدوات التمويل، لتعويض النقص في الطاقة الكهربائية في الشرق الأقصى.
وقال بوتين أؤكد على أن خطة تطوير الطاقة الكهربائية لتوفير الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمنطقة، ما يتطابق مع تعزيز الإمكانيات اللوجستية، بتوسيع السكك الحديدية، حيث تم بناء أكثر من 2000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية مضيفاً ستخدم الممرات الجديدة من بطرسبورغ إلى فلاديفوستوك قطاعات مختلفة بما في ذلك النقل والسياحة وغيرها وسيبلغ طول الممر حوالي 10 آلاف كيلومتر.
وتابع بوتين وصولنا إلى ديناميكية جيدة في عبور الحدود، وجرى عمل كبير شارك فيه المهندسون والمصممون من كافة المناطق الروسية، وأثبتوا أن روسيا قادرة ومستعدة للبناء بسرعة وكفاءة وجودة فائقة وكذلك هناك الممر الشمالي الذي ازداد العبور بخمسة أضعاف.. زاد إلى 36 مليون طن.
وأضاف نقوم ببناء كاسحات الجليد ونزيد من مجموعة الأقمار الصناعية، والبنى التحتية، ونفتح تلك الممرات اللوجستية المختلفة، حيث افتتح 14 مرفأ في الشرق الأقصى. عبر في الممر الشمالي أكثر من 40 مليون طن كما نشارك تلك المشاريع مع دول أخرى، ونلمس الاهتمام لديهم بتلك المشاريع والاستثمارات وهناك طلب على الاستثمار في قطاعات العقارات والمجال العلمي وأوساط الأعمال المختلفة والشرق الأقصى هو موطن لاستخراج التنجستن والألماس والذهب والفضة.
وأشار بوتين إلى أن الشرق الأقصى لديه إمكانيات كبيرة للتطور لا سيما في استخراج الثروات الباطنية التي يحتاجها الاقتصاد المستقبلي. تطور الشرق الأقصى سيوفر أماكن عمل في مجال الخدمات والاتصالات ونقل البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي وبناء المسيرات وفي مجال العقارات وغيرها وذلك ما يخلق آفاقا لبناء القدرات العلمية والعملية في المنطقة.
كما تم افتتاح جامعات ومعاهد مختلفة في المنطقة، وهنا في منطقة فلاديفوستوك تحديدا تظهر الظروف الملائمة للسكن والدراسة بالنسبة للطلاب. سنعمل على تطوير الجامعات حتى في منطقة القطب الشمالي واضاف المشروع الحالي لتحديث خط "بايكال-آمور" الرئيسي BAM أكثر طموحا من نظيره خلال الحقبة السوفيتية و مشروع طريق "بايكال-آمور" لا يجب أن يكون ثنائي المسار فحسب بل يجب أن يكون متصلا بالكهرباء بالكامل وستظهر طرق خدمات موازية على طوله خط "بايكال-آمور" بالكامل.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تم مدّ أكثر من 2000 كيلومتر من الطرق في الشرق الأقصى، وتم تحديث 5000 كيلومتر أخرى.
كما ستصل القدرة الاستيعابية للسكك الحديدية العابرة لسيبيريا وطريق "بايكال-آمور" إلى 180 مليون طن.
وتشمل الخطط كذلك إنشاء أكثر من 300 منشأة للبنى التحتية للنقل، بما في ذلك طريق الخدمات لنفق الممر الشمالي وجسر آخر عبر نهر آمور، وسيتم مد 3000 كيلومتر أخرى من خطوط السكك الحديدية.
وحول العلاقات الدولية قال الرئيس بوتين ليس لدينا هدف في التخلص من الدولار.. لم نكن من بادر بالتخلي عن الدولار.. ولكننا نبحث عن طرق لتجاوز تلك الهيمنة.
واضاف.. اعتمد ويعتمد استخدام الدولار على حجم وقوة الاقتصاد.. الوضع الراهن في الاقتصاد العالمي يتغير، وبالتالي أصبحت دول الجنوب العالمي تمثل أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي، ودول "بريكس" تمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يدفع نحو استخدام عملات أخرى.
وتابع: نستخدم في معاملاتنا التجارية عملات أخرى بنسبة 65%، لا بد على الغرب أن يتعامل مع ذلك باحترافية، وبدون عواطف. لا بد أن يعترف الغرب بأخطائه، وأن كل ما حاول القيام به فشل.. المسار واضح، إنهم يدفعون نحو هذا المسار بإجراءاتهم.
وقال بوتين إن الاقتصاد الصيني من حيث القدرة الاستهلاكية هو الاقتصاد الأول في العالم من حيث الحجم، والاقتصاد الأمريكي هو الثاني، والفرق بينهما يتسع عاما بعد عام، والهند هي الثالثة، وروسيا هي الاقتصاد الرابع، تلينا اليابان.
واضاف بوتين إن الظروف أكثر ملاءمة للاستثمار لرجال الأعمال الصينيين في مدينة هاربين الصينية من نظيرتها في مناطق الشرق الأقصى، وهو ما يجب العمل عليه، حتى يستثمر الصينيون في روسيا.
وقال بوتين.. علينا أن نوفر تطوير الاقتصاد استنادا إلى الحلول التكنولوجية المحلية والكوادر الوطنية والجنوب العالمي يجب أن يكون رائد الاقتصاد العالمي إيقاعا وحجما.
و عن العملية العسكرية في أوكرانيا قال بوتين لا بد من التفكير في البشر الذين يعانون من الهجمات الإرهابية.. دورنا أن نطرد العدو من هذه المناطق، وكل الدولة تحشد إمكانياتها وراء هذا الهدف وقد تمكنت قواتنا المسلحة من الحفاظ على استقرار الوضع، ولم يحقق العدو أيا من أهدافه بل ما حدث هو العكس، فقد أضعف العدو نفسه، وسرعت القوات المسلحة من هجومها في دونباس.
وقال بوتين: أول أمس حررنا مساحة 5 كيلومتر في 7 كيلومتر.. وأصبح تحرير المناطق من قبل القوات المسلحة الروسية يتم ليس بالأمتار وإنما بالكيلومترات المربعة مضيفا أن خسائر القوات الأوكرانية ضخمة استنادا لعدد من المصادر المختلفة و تلك الخسائر تسرع من انهيار الجيش الأوكراني، وهو ما نسعى لتحقيقه.
وتابع بوتين إن ضربات تشكيلات القوات الأوكرانية للمحطات النووية في كورسك أو زابوروجيه خطيرة للغاية، ولكم أن تتصورا ماذا سيحدث في أوروبا إن ردت روسيا على ضربات أوكرانيا للمحطات النووية الروسية.
وقال بوتين يهدف العدو إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، هجوم كورسك دفع نحو العكس تماما، فقد ازداد عدد الملتحقين بالقوات المسلحة الروسية بعقود بعد ذلك الهجوم، وازداد حشد الجبهة الداخلية ضد العدو.
وحول المفاوضات مع أوكرانيا قال بوتين: تحدثت كثيرا عن المفاوضات، كنا قد وصلنا إلى حل كافة المعايير الخاصة بالعملية السلمية مع ممثلي كييف، واتفقنا على كل شيء. بل وقد وقع رئيس وفد المفاوضات، الذي لا يزال يترأس الكتلة الحزبية الحاكمة، على هذه الاتفاقيات. كان من المطلوب استكمال هذه الاتفاقيات، إلا أن السيد جونسون والسلطات البريطانية لا تنكر هذا، وأعطى الإذن بالقتال حتى آخر أوكراني "لإلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا"، والسلطات الأوكرانية أعلنت أنها لو لم تطع الرعاة، لما كان الأمر قد تدهور على هذا النحو وتم الاتفاق على وثائق والتوقيع عليها في إسطنبول، ونحن لم نعترض على المفاوضات، بل هم من انسحبوا من تلك المفاوضات.
وقال بوتين: أنا دائم الاتصال بقادة الدول الصديقة، ولديهم نية حقيقية لحل هذه الأزمة المعقدة، أود التذكير هنا أن كل شيء بدأ بالانقلاب عام 2014، يتحدثون الآن عن حقوق الإنسان، وعن مبادئ القانون الدولي التي يجب أن نلتزم بها. فماذا عن هذا الانقلاب. إن هذا هو ما أدى إلى أن جزءا من سكان أوكرانيا بدأوا في السعي للحصول على حقوقهم.
وسنعمل على حماية مصالحنا وحماية من يحمل الثقافة الروسية واللغة الروسية وهو ما تحدثت وأتحدث عنه مع زملائنا ونحن نتفهم طبعا وندرك مع من نتعامل، ومن لا يحترمون مصالح الدول الأخرى، ومن يخرقون كل الالتزامات حتى بعد توقيعهم على الوثائق موجودون، يجب بهذا الصدد البحث عن ضمانات. الضامن الأساسي للأمن هو نمو الاقتصاد والقدرات العسكرية الروسية، وبناء العلاقات المستقرة مع شركائنا وأصدقائنا وتمكنا من الاتفاق، هنا كانت المشكلة، ووافق الجانب الأوكراني بالفعل. ولم ينفذ الاتفاق لأنهم تلقوا الأوامر بعكس ذلك، تلقوا الأوامر بـ "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".. جاء جونسون وقال: "لا داعي، عليكم بالقتال".
وتابع بوتين: لدي تصور أن من يحكمون أوكرانيا هم من كوكب آخر. الآن يجب عليهم أن يقومون بالتعبئة الشاملة، ثم بخفض سن التجنيد، وإنشاء كتائب مثل "شبيبة هتلر"، إنهم يخدعون شعبهم، ويتخفون وراء الشعارات القومية.
كما تحدث بوتين عن اعتقال فرنسا لدوروف:
وقال: التقيت بافل دوروف مرة واحدة في الكرملين بموسكو، في إطار اللقاء مع رجال الأعمال منذ سنوات.. وتحدث عن خططه لتطوير عمله.. لم ألتق دوروف في باكو ولا أرى هدفا أو سببا لذلك.
بوتين: ألتقي رجال الأعمال وأتابع تلك الأوساط في العلن، ولا ننفصل عن أوساط رجال الأعمال. إذا أراد لقائي فأنا على استعداد، أعلم أنه يعيش في موسكو (تعديل من جانب المنسقة: كلا، يعيش في دبي)، إذن هو رجل العالم، هؤلاء المليارديرات بإمكانهم الحياة في أي مكان وأضاف.. إجراء السلطة الفرنسية غير مفهوم بالنسبة لنا لأنه يحمل طابعا انتقائيا وقال: هناك قمع للحريات وإجراءات اختيارية تناهض حرية التعبير.
وحول الانتخابات الأمريكية قال بوتين إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي خيار الشعب الأمريكي.. كان اختيارنا هو الرئيس الحالي جو بايدن، وهو قام باختيار نائبته كامالا هاريس لخلافته في الترشح، لهذا فنحن أيضا.. إضافة إلى أن ضحكتها معدية، وتعطي انطباعا بأن "كل شيء على ما يرام"، لهذا فنحن سنحول اختيارنا نحوها.
وتوجه بوتين بالشكر لمحمد بن سلمان وقال: نتعامل بالمساواة مع جميع المواطنين الروس، فيما يتعلق بتبادل المحتجزين الروس والأمريكيين الأخير، فإن من اتخذ القرار بشأن عودة الصحفي الأمريكي، أو بمعنى أصح الذي كان يعمل تحت ستار "الصحافة"، فإن ما اتخذ المبادرة بشأنه كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونحن ممتنون لوساطته.
وحول سوق الطاقة وطرق التغلب على عوائق تصدير موارد الطاقة الروسية قال بوتين سنستخدم "السيل الجنوبي" عبر تركيا لإيصال الغاز، لكن أوكرانيا هي من تقف أمام شركائها.. إن تصرفات وإجراءات أوكرانيا غير مفهومة، تم تفجير "السيل الشمالي" أحد خطوط "السيل الشمالي" لا زالت تعمل. وكان من الممكن أن تقوم ألمانيا بالموافقة على تشغليها ويصل حجم الغاز إلى 27 مليار متر مكعب.. لكن هم من يرفضون.
وتابع بوتين في العام المقبل سنصل إلى 38 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين، وإلى دول أخرى. أكرر لا علاقة لهذا بما يحدث في أوكرانيا، وإنما يتعلق بخطط وضعت منذ فترة طويلة.
وقال بوتين حجم الغاز المسال من روسيا إلى السوق العالمية في ازدياد والاقتصاد العالمي لن يتحمل إغلاق أسواق الغاز والنفط أمامنا. في اليوم التالي ستقفز أسعار موارد الطاقة إلى السماء والغرب يستند إلى التعالي ويضر بمصالحه بنفسه.
واضاف أن الاقتصاد الألماني يعتمد على موارد الطاقة الروسية، هناك عدد من القطاعات الصناعية هناك تغلق أبوابها لهذا السبب.. نحن مستعدون للتوريد، لكنهم هم من يغلقون الأبواب.
وقال بوتين تعليقا على إغلاق أوروبا وأوكرانيا للغاز: لا بأس، "غازبروم" سيورد مزيدا من الغاز داخل البلاد.
وحول الزيادة السكانية في أوزبكستان مليون نسمة في السنة سننسق مع أوزبكستان وتركمانستان وإيران، هناك طلب وإمكانيات مختلفة وأسواق مختلفة، وسنطور تسييل الغاز.. هناك آفاق لصناعة الغاز بما في ذلك في منطقة الشرق الأقصى.
وقال بوتين لدينا أسطول كاسحات جليد فريد، ولدينا 34 كاسحة جليد من بينهم 7 كاسحات نووية. ونبني 4 أخرى وكل هذه الكاسحات توفر إمكانية نقل طوال العام. كذلك نطور قطاع صناعة السفن.
وحول الأحداث على الأراضي الفلسطينية قال بوتين: موقفنا وموقف الكثير من الدول بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية هو حل الدولتين، إلا أن ذلك لا يتم تنفيذه، ومشكلة اليوم هي بسبب محاولة هيمنة الولايات المتحدة على حل الأزمة في الشرق الأوسط واضاف تقابلنا مع الرئيس محمود عباس، وسوف نسعى للإسهام في التوصل لحل المشكلة.
وتابع بوتين من جانب آخر نحن نقدم الدعم الإنساني، ونحاول حل مشكلة الرهائن، ونتوصل إلى بعض النتائج في هذا المسار، وسنواصل المحاولة