يعود الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة اليوم الاثنين في حفل تنصيب يقام داخل مبنى الكابيتول لأول مرة منذ 40 عاماً.
وقد أدّى ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، في حين أدّى جاي دي فانس أيضاً اليمين الدستورية نائباً للرئيس الأميركي.
وقال ترامب في القسم: "أقسم أنّني سأقوم بأمانة بتنفيذ مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور البلاد وحمايته والدفاع عنه".
وبعد أدائه القسم، قال ترامب إنّه "ابتداءً من هذا اليوم وصاعداً، سيزدهر هذا البلد ويحظى بالاحترام مجدداً"، مردفاً: "لن أسمح باستغلالنا، وسأضع أميركا أولاً".
وتابع بالقول: "سنستعيد السيادة والأمن، وأولويتنا هي إنشاء بلد يفتخر بنفسه ومزدهر وحر، حيث ستصبح أميركا أقوى وأكثر استثتائية من أي وقت مضى".
وأشار ترامب إلى أنّ "هناك العديد من التحديات، لكننا سنقضي عليها، فبينما نجتمع اليوم، تواجه الحكومة أزمة ثقة، كما فقدت المؤسسة الثقة من المواطنين، إذ لدينا حكومة أعطت تمويلاً كبيراً للدفاع عن حدود أخرى، في حين ترفض الدفاع عن حدود أميركا".
وأضاف أنّ "لدى الولايات المتحدة نظام رعاية صحية لا يلبي المطلوب، بينما تنفق الحكومة أموالاً أكثر من أي بلد آخر في أكثر من مكان في العالم".
ورأى ترامب أنّ انتخابه هو تفويض لتغيير كل الخيانات التي حصلت، معتبراً أنّ "انحدار أميركا قد انتهى من الآن فصاعداً".
وقال: "حاولوا أن يأخذوا مني حياتي لكنني أؤمن أنّ الله أنقذني لسبب، وهو أن أجعل أميركا عظيمة مجدداً"، مؤكّداً أنّ "هذا اليوم هو يوم التحرير، ويوم مارتن لوثر كينغ، حيث سنسعى معاً لنجعل حلمه حقيقة"، وفق تعبيره.
كما صرّح، خلال خطاب تنصيبه، بأنّ "الوحدة الوطنية تعود الآن إلى أميركا"، مضيفاً: "ونحن لن ننسى بلدنا ودستورنا".
ترامب سيعلن حالة الطوارئ عند حدود المكسيك
وبشأن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، كشف ترامب أنّه سيعلن حالة الطوارئ على الحدود، وأنّه سيرسل الجنود إلى الحدود الجنوبية للوقوف بوجه ما وصفه "الاجتياح الكارثي للولايات المتحدة".
وأوضح أنّ مسؤوليته "العمل ضد التهديدات والاجتياح والغزو"، وأنّه سيفعل ذلك "بشكل لم يسبق أن شاهده أحد"، معلناً أنّه سيقوم بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.
كما أعلن أنّ "أميركا ستصبح دولة منتجة مجدداً، بحيث إنّ ستستفيد مما لديها من كميات من النفط والغاز، التي تعدّ أكبر من أي بلد، وستكون دولة ثرية مجدداً".
وبالإضافة إلى ذلك، تعهّد ترامب بأنّه "سيعيد حرية التعبير إلى أميركا والعدالة المتساوية إستناداً إلى حكم القانون الدستوري".
وبخصوص الخطة الدفاعية الأميركية، قال الرئيس الأميركي: "سنبني مجدداً أقوى جيش في العالم، وسنقيس ذلك بالحروب التي ننهيها، والأهم بالحروب التي لا ننخرط بها".
وشدّد على أنّ إرثه الأهم سيكون إرث "صانع سلام"، قائلاً: قبل تنصيبي بيوم أعيد الرهائن إلى عائلاتهم".
وتوجّه ترامب إلى الأميركيين بالقول: "رسالتي إليكم هي أنّه حان الوقت كي نتصرف بشجاعة.. ولن نُردع".
وأضاف أنّ "كثيرين اعتقدوا أنّني لن أعود بهذه القوة، لكنني موجود، والشعب الأميركي قال كلمته"، مردفاً: "سننتصر بشكل لم يسبق أن رأيناه، وسنكون أمة شجاعة، وسنوقف كل الحروب، ونعيد الوحدة إلى العالم".
وأدلى ترامب بتصريحاته، تحت قبة المبنى الذي حاول فيه أنصاره في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 الحيلولة دون التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، بينما يجلس أعضاء "الكونغرس" وقضاة المحكمة العليا وعائلته وأعضاء حكومته المستقبلية والمديرين التنفيذيين للتكنولوجيا على المنصة.
وسيشارك ترامب في مراسم في قاعة التوقيع الخاصة بالرئيس، ومن ثم مأدبة غداء، وسيعود بعد ذلك إلى قاعة التحرير لمراجعة القوات.
وإلى جانب هؤلاء، وصل إلى مبنى "الكابيتول" الأميركي عدد كبير من الشخصيات لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب، والذي تم نقله إلى الداخل بسبب درجات الحرارة المنخفضة في واشنطن.
ومن بين الضيوف الذين حضروا الرئيس السابق، بيل كلينتون، والسيدة الأولى السابقة، هيلاري كلينتون. وإيلون ماسك، الحليف المقرب من ترامب والذي سيقود الإدارة الجديدة للكفاءة الحكومية (DOGE)، والرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة "Meta" مارك زوكربيرغ، ومضيف البودكاست "جو روجان".
وشوهد أيضاً بعض أعضاء مجلس الوزراء الذين اختارهم ترامب، بما في ذلك دوغ بورغوم، وهو اختيار الرئيس المنتخب لقيادة وزارة الداخلية، وماركو روبيو، الذي قد يكون وزير الخارجية المقبل.
وشوهد زعيم الحزب الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أيضاً بالقرب من مبنى "الكابيتول"، إلى جانب زوجته إيلين تشاو، التي شغلت منصب وزيرة النقل خلال إدارة ترامب الأولى.
وحسب التوقعات، تواجد نحو 800 شخص في قاعة "روتوندا" في "الكابيتول" لحضور حفل تنصيب دونالد ترامب، مع 1300 شخص آخرين في قاعة التحرير، و500 شخص آخرين في المسرح في مركز زوار "الكابيتول"، وفقاً للجنة المشتركة لـ"الكونغرس" المعنية بمراسم التنصيب.