الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكايا

الخميس, 10 نيسان 2025 الساعة 20:59 | ثقافة وفن, أخبار الفنانيين

الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكايا

لم تعد المرأة العنصر الحامل للدراما فقط، بل أصبحت صانعة لها، وباتت تسهم في إعادة تشكيل المفاهيم الثقافية والاجتماعية والدرامية.

ولم ينحصر حضور النساء بنموذج واحد في الأعمال، بل تعداه إلى النص الدرامي وأخذ مكانا يكاد يكون موازيا للرجال في تشكيل المشاهد، فالدهاء الأنثوي هو الطاغي وهو المحرك الرئيسي لمجريات أي عمل فني، فلا دراما بلا أنثى وهي بعصاها السحرية تحرك حبكة العمل بتصاعدية لافتة، فمن ينسى "شهرزاد" ألف ليلة وليلة التي استطاعت بسلاحها الناعم - سلاح الخيال والحكاية جعل شهريار يعيش في أجواء ساحرة وعوالم غامضة، وبصوتها العذب تسرد حكايات مليئة بالإثارة والمغامرات والتشويق والأسرار لتؤرخ عالما من الحكايا والتاريخ، فمن سيسمع بشهريار دون حكايا شهرزاد.

ومن هذا العالم تحضر المرأة في الدراما بثوب الدهاء والحيلة لتؤكد على حضورها الطاغي، وتسيطر على البناء الحكائي وتحركه بفطنة.

وتقول الناقدة الصحفية سلوى عباس لروسيا اليوم بأن للمرأة حضورها الفاعل في أكثر من عمل، ففي "البطل" مثلا حضرت شخصيات نسائية كانت لهن بصمتهن الإبداعية في العمل كالفنانتين جيانا عيد وهيما إسماعيل، ومن الجيل الجديد حضرت وبقوة الفنانات نور علي ورسل حسين ونانسي خوري وغيرهن، وهؤلاء يمثلن امتدادا لقامات فنية حققن حضورهن عبر تاريخ الدراما السورية.

أما من حيث حضور المرأة في الدراما كمحرك للأحداث، نرى الفنانة أمل عرفة تتميز وتبدع بدور "ثريا" في مسلسل "السبع" بشخصية قوية تعتمد الدهاء والمكر في تعاملها مع الناس فهي المخطط والمدبر ومحرك الأحداث وصانعة لها، ولا أحد يقف بوجهها وهي بأدائها أخذت المشاهد ليعيش حالة من الترقب والإبهار. وتضيف عباس أنه بالمقابل لهذه الشخصية المركبة التي صاغتها عرفة باقتدار نذهب إلى النقيض في مسلسل "يا أنا يا هي" وتعيدنا إلى كوميديا جذابة تؤكد على امتلاكها لأدواتها الفنية وتنتفي الحدود الفاصلة بين شخصيتها الحقيقية والشخصية التي تجسدها في أي عمل درامي.

شكل حضور الفنانة شكران مرتجى علامة فارقة وبصمة إبداعية في الدراما السورية، فقد عادت في هذا الموسم بأكثر من عمل درامي، لكن دورها في مسلسل "قطع وريد" يتقارب بقوته مع دورها في مسلسل "وردة وشامية"، ولا يقل أهمية عنه، مما يؤكد على تميزها ومقدرتها على تمثل أي دور يسند لها واشتغالها عليه ليليق بمسيرتها الدرامية.

وتشير عباس إلى أن الأنظار توجهت هذا العام للفنانة كاريس بشار بدور "بلقيس" وهي إمرأة قوية ومهيمنة، تنفذ ما يخطر لها دون أي تردد، انصهرت بالشخصية وتقمصت تفاصيلها وبدت بالكاد لا تنفصل عنها، وكأنها كتبت لها تحديدا، فهي في كل شخصية تجسدها تحاول أن تطوع الورق بما يتناسب مع رؤيتها للدور، فتبتكر أدوات جديدة تتناسب مع كل شخصية وحيثياتها، لتجعلها أكثر حياة من الواقع، وأشد صدقا من الحقيقة.

وأشار الصحفي جوان الملا بأن دراما هذا العام لم تولي اهتماما بالعناصر النسائية، وإنما استعانت بلمساتها الفنية لتفعيل الأحداث. وأضاف أنه لم تطرح قضايا المرأة بشكل مباشر على الشاشة، ولكن يمكن القول إن المرأة كانت عنصرا فاعلا في أدوار الدراما هذا العام، وكان لها تأثيرها الفاعل في صيرورة الأحداث. وفي بناء الحدث الدرامي وتأثيراته وتداعياته في الشخوص الفنية كانت العناصر النسائية بارزة وكانت البطولة للنساء في عدة أعمال، ولكن القضايا النسوية الحقيقية لم تطرح بعمق، بل تم التطرف إليها من خلال مشكلات اجتماعية قائمة على النساء ولامستها بشكل بسيط.

نستطيع القول إن كاريس بشار حركت الأحداث بظرافتها في مسلسل "تحت سابع أرض"، وحضرت أمل عرفة بأداء أسطوري في مسلسل "السبع". وفاجأتنا شكران مرتجى بدور الأم المفجوعة بأدوات جديدة نحتت فيها دورها ببراعة، لكن رغم هذه الأدوار وبصمة فناناتها فيها إلا أنه لم يكن هناك حضور حقيقي لقضايا جوهرية تخص المرأة، وإنما مجرد تحريك للأحداث ضمن بيئة معينة، بعيدة عن القضايا العميقة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا