تصعيد دعائي من تنظيم "الدولة" ضد الشرع

السبت, 17 أيار 2025 الساعة 15:35 | سياسة, عالمي

تصعيد دعائي من تنظيم

شهدت الأيام الماضية تصعيدًا إعلاميًا لافتًا من تنظيم "الدولة الإسلامية" ضد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، عقب لقائه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في العاصمة السعودية الرياض.

جاءت انتقادات التنظيم ضمن افتتاحية عدد جديد من صحيفة "النبأ" الأسبوعية التابعة له، وركزت على طبيعة اللقاء الذي جمع الشرع وترامب، وما رافقه من تصريحات ومواقف سياسية تم تسريبها أو الإعلان عنها من الطرفين. التنظيم استخدم لغة حادة، معتبرًا أن الاجتماع يعكس ما وصفه بـ"خلاف عقائدي" جوهري مع الشرع، وليس خلافًا سياسيًا مؤقتًا أو مرحليًا.

خلفية اللقاء والمواقف المعلنة

عُقد اللقاء بين الشرع وترامب في 14 أيار الجاري في العاصمة السعودية، على هامش فعاليات سياسية وإقليمية لم تُعلن تفاصيلها بالكامل، غير أن مصادر دبلوماسية أمريكية أشارت إلى أنه تناول عدة ملفات، أبرزها مستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق، وتعزيز التعاون الأمني في مواجهة تنظيم "الدولة"، إضافة إلى بحث سبل إرساء الاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا.

وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عبر منصة "إكس"، إن الرئيس ترامب شدد خلال الاجتماع على خمس قضايا رئيسية:

- دعم توقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل ضمن ما يُعرف باتفاقيات "أبراهام".

- إخراج كافة المقاتلين الأجانب المصنفين ضمن الجماعات المتشددة من الأراضي السورية.

- ترحيل العناصر المرتبطين بفصائل فلسطينية تصنفها الولايات المتحدة كـ"إرهابية".

- تعزيز جهود منع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى المشهد السوري.

- تولي الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية مراكز احتجاز عناصر التنظيم في شمال شرق البلاد.

مواقف التنظيم ورد فعله الإعلامي

فيما يُعد أول رد فعل علني على هذا اللقاء، خصص تنظيم "الدولة" جزءًا كبيرًا من إصداره الإعلامي للرد على الشرع، واعتبر اللقاء تكريسًا لما وصفه بـ"الانخراط الكامل في المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة"، وفق ما ورد في التحليل الدعائي للتنظيم.

وهاجم التنظيم الاتفاقيات الدولية التي يسعى الشرع لتوقيعها، واعتبرها "تنازلات سياسية كبرى"، مشيرًا إلى أن هذه المسارات بدأت قبل توليه الرئاسة، واستكملت مع "استحقاقات الحكم".

كما اتهم التنظيم الشرع بأنه استبدل “النهج العقائدي” بمسارات "التطبيع الإقليمي"، وانتقد ما وصفه بـ"الارتهان للضغوط الدولية مقابل مكاسب سياسية آنية".

البُعد العقائدي والخلاف الأيديولوجي

يشير هذا التصعيد الإعلامي إلى تحول في خطاب تنظيم "الدولة" الذي يتعامل مع الشرع ليس فقط كخصم سياسي، بل كمنافس عقائدي انشق عن التنظيمات ذات الجذور الفكرية المشتركة، وسلك مسارًا مختلفًا في التعاطي مع المشهد الإقليمي والدولي.

ويُعدّ الشرع من الشخصيات البارزة التي قادت تنظيمات ذات طابع ديني مسلح خلال السنوات الماضية، إذ تولّى في وقت سابق قيادة "جبهة النصرة"، قبل أن ينفصل عنها، ويتجه إلى تشكيل أطر تنظيمية جديدة حملت لاحقًا اسم "هيئة تحرير الشام"، والتي لعبت دورًا أساسيًا في التحولات الأمنية والسياسية بشمال سوريا.

كما تبنّت الهيئة لاحقًا خطابًا يوصف بالاعتدال السياسي، واتجهت نحو ما يُعرف بـ"البراغماتية" في التعامل مع القوى الدولية والإقليمية، وهو ما أثار حفيظة التيارات المتشددة وعلى رأسها تنظيم "الدولة".

دعوات تحريضية واستقطاب للمقاتلين

إلى جانب التحليل السياسي والديني، تضمن خطاب تنظيم "الدولة" دعوة صريحة للمقاتلين المنضوين تحت قيادة الحكومة السورية المؤقتة أو وزارة الدفاع التابعة لها، إلى الانشقاق والانضمام إلى ما وصفها بـ"الخلايا العاملة في الأرياف"، في محاولة لاستقطاب عناصر على الأرض مستفيدًا من التوترات والخلافات العقائدية السابقة.

تحليل المشهد والدلالات الأوسع

يُظهر هذا التصعيد الإعلامي من تنظيم "الدولة" أن التنظيم ما زال يتابع عن كثب تطورات المرحلة الانتقالية في سوريا، ويسعى إلى التأثير على مسارها عبر الأدوات الدعائية، مستثمرًا الخلافات العقائدية والسياسية القديمة، ومستخدمًا الخطاب الديني للتحريض ضد التحولات السياسية الجارية.

كما يكشف اللقاء بين الشرع وترامب عن تطور جديد في العلاقات الدولية للحكومة الانتقالية في سوريا، وبحثها عن أطر دعم جديدة قد تسهم في تعزيز سلطتها الداخلية، وتحقيق توازن سياسي في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا