التقى وزير الإعلام حمزة المصطفى في دمشق وفداً من منظمة Hirondelle السويسرية التي تعنى بتعزيز السلام والكرامة الإنسانية من خلال الإعلام، وبحث معه آليات التعاون الإعلامي في ظل مرحلة العدالة الانتقالية التي تمر بها سورية، وأكد الوزير خلال اللقاء أن الدولة السورية تتبنى عدالة انتقالية قائمة على الشفافية والمشاركة، وليست عدالة انتقامية، مشدداً على أهمية أن تكون هذه المرحلة منصفة للجميع، كما أشار إلى إطلاق مؤتمرات صحفية وحوارات مجتمعية لضمان نقل جميع التطورات إلى الشعب بكل وضوح، وأوضح أن وزارة الإعلام حريصة على تغطية أعمال هيئة العدالة الانتقالية وهيئة المفقودين بشفافية كاملة، مضيفاً أن سورية تواجه فرصاً وتحديات كبيرة بعد 14 عام ثورة، ما يستدعي إعلاماً قوياً ومواكباً للأحداث.
وشدد الوزير على أن الإعلام سيكون عنصراً فاعلاً في العدالة الانتقالية، من خلال بناء إعلام رسمي تنافسي وتفاعلي، بالتعاون مع الإعلام الخاص والمستقل، لضمان تنوع الرؤى وتعزيز حرية الصحافة.
كما أعرب عن ترحيبه بمبادرة الوفد السويسري، مشيراً إلى التطلع نحو تعاون طويل الأمد في مجالات الإعلام والصحافة، وتنفيذ برامج متخصصة في القضايا السياسية، ودعم البنية التحتية الإعلامية، لافتاً أن المؤسسات الإعلامية السورية تعمل على التصدي للأخبار الكاذبة والمضللة التي انتشرت نتيجة ضعف الإعلام الصادق، كاشفاً عن وجود خطة لإعداد مدونة أخلاقية مهنية تحدد العلاقة بين حرية الإعلام والمسؤولية الاجتماعية، بهدف توفير هامش أوسع لحرية العمل الصحفي وضمان موضوعية المحتوى الإعلامي.
وقدم الوفد السويسري تعريفاً بمؤسسته، موضحاً أنها منظمة صحفية تأسست منذ 30 عاماً بمبادرة من بعض الصحفيين السويسريين، وتعمل في 11 دولة حول العالم لدعم المجتمعات التي تواجه تحديات في إعادة بناء إعلامها الوطني، كما أشار الوفد إلى خبرته الواسعة في تدريب الإعلاميين على قضايا العدالة الانتقالية، مؤكداً أن مهمته في دمشق تهدف إلى لقاء وسائل الإعلام السورية، والتعرف على أوضاعها، وبحث سبل تقديم الدعم خلال مرحلة إعادة الإعمار والعدالة الانتقالية، بما يشمل دعم بعض الإذاعات والمواقع الإخبارية.