وصل السيد الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له اليوم السبت إلى جمهورية أذربيجان في زيارة رسمية والتقى رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف في قصر زوغولبا بالعاصمة باكو.
وقد استُقبل الشرع في مطار حيدر علييف الدولي من قِبل ياقوب أيوبوف، نائب رئيس وزراء أذربيجان، وفريز رضاييف، نائب وزير الخارجية، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين البارزين."
ولم تكشف وسائل الإعلام الرسمية السورية عن تفاصيل جدول أعمال هذه الزيارة، لكن من المتوقع أن تأتي ضمن مسار جديد من التفاعل السياسي والاقتصادي بين دمشق وباكو.
هذا وفي وقت سابق من أواخر شهر مارس الماضي كانت قد كشفت منصة "ميدل إيست آي" "أن الشرع حاول إقناع رئيس جمهورية أذربيجان بالسماح لشركة النفط الأذربيجانية (سوكار) بالدخول إلى حقول النفط في شرق سوريا،مشيرة إلى التقارب السياسي بين باكو وكيان الإحتلال الإسرائيلي.
وتطرح الزيارة الحالية تساؤلات حول ما إذا كانت في سياق المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي كشفت عنها وسائل إعلام عبرية وغربية خلال الأشهر الماضية، والتي جرت بعض جولاتها بوساطة من تركيا والإمارات وأذربيجان.
وكان الشرع قد صرّح، في أيار الماضي، بأن حكومته تُجري “محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء”، بهدف “تهدئة الأوضاع ومنع فقدان السيطرة”. وأفادت تقارير إسرائيلية، بينها ما نشرته القناة 12 وصحيفة “هآرتس”، بأن مسؤولين من الجانبين عقدوا لقاءات مباشرة في أذربيجان، حضر بعضها مسؤولون أتراك، بهدف إنشاء قناة اتصال وتنسيق أمني.
وفي نيسان الماضي كانت أذربيجان قد رعت آلية تنسيق عسكري بين تركيا وإسرائيل لخفض التوتر في شمال سوريا، بعد أن كادت المواجهة بين الطرفين تتصاعد إثر قصف إسرائيلي قرب مواقع انتشار تركية.
كما ذكرت تقارير أن اللواء عوديد سيوك، رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، التقى في باكو ممثلين مقربين من الرئيس الشرع، في لقاء وصف بأنه “مفاجئ” على ضوء الموقف الإسرائيلي السابق الرافض للتواصل مع الإدارة السورية الجديدة.
وتُطرح أذربيجان اليوم بوصفها منصة دبلوماسية مرنة، تجمع بين علاقات قوية بإسرائيل وتنسيق سياسي مع تركيا، التي تُعد لاعبًا مركزيًا في الملف السوري. كما أن باكو سبق أن استضافت جولات حوار بين أطراف إقليمية متباعدة سياسيًا، ما يمنح زيارتها بعدًا يتجاوز الطابع الثنائي.
وبينما لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجانبين بشأن مضمون الزيارة، إلا أن توقيتها، وسوابق التقارير حول المحادثات الجارية في أذربيجان، يفتحان باب التأويل السياسي حول ما إذا كانت الزيارة تمهّد لجولة جديدة من التفاوض، أو التنسيق غير المعلن بين دمشق وتل أبيب، وسط تغيرات إقليمية متسارعة.