تغذية الطفل قبل سن المدرسة.. د. عصام أيوب شعبان

شارك |

جهينة نيوز:  تقول الشاعرة غابريلا مسيترال من تشيلي، والحائزة على جائزة نوبل للشعر: "نحن نرتكب العديد من الأخطاء والذنوب، ولكن أسوأ ذنوبنا هو إهمالنا للأطفال، وهم ينبوع الحياة. إن الكثير من الأمور التي نحتاجها يمكن إرجاء تحقيقها ولكن ليس بالإمكان تأجيل تلبية احتياجات الطفل، ففي هذه اللحظة تنمو عظامه ويتكون دمه، وتنمو أحاسيسه ومن ثم لا نستطيع أن نقول له "انتظر حتى الغد" إنه ابن اليوم".   لنتحدث حول تغذية الطفل قبل السن المدرسي: تتميز مرحلة ما قبل السن المدرسي بزيادة ملحوظة في نشاط وحركة الطفل وتطور قدراته في اللغة واكتساب العادات الاجتماعية لذا فإن هذه المرحلة من مراحل تكوين العادات الغذائية والسلوك الحسن. إن الأطفال في هذه المرحلة يتأثرون بالإعلانات التجارية بشكل كبير وخاصة ما يعرض من خلال التلفزيون، مما يجعلهم يطلبون هذه الأغذية (إذا صح التعبير)، مثل أنواع الحلويات، الشوكولا، الآيس كريم وغيرها. مما يؤثر سلباً على تغذية الطفل، فالطفل الذي يقضي نهاره في تناول الشوكولا والآيس كريم أو غيرها مما يروج له من خلال التلفزيون لا يأخذ حاجته من الغذاء عندما يحين موعد تناول الغذاء أو العشاء، وهذا الأمر يشكل إحراجاً للأهل عند اصطحاب الطفل إلى السوبر ماركت للتسوق فيبدأ بطلب هذا وهذا وأحياناً من شدة الإحراج ينصاع الأهل إلى تلبية طلباته لذلك علينا التعامل مع هذا الأمر بجدية أكثر حتى لا يؤثر على تغذية الطفل. في هذه المرحلة يستطيع الطفل تناول 3 وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين بينهما ويلاحظ أن كمية الطعام المتناولة تقل بشكل بسيط في العام الثاني من العمر مما يعطي انطباعاً أن الطفل قد يفقد شهيته لتناول الطعام. لذلك عند التخطيط لإعداد وجبات غذائية للأطفال في هذه المرحلة يجب الأخذ بعين الاعتبار الجوانب التالية: ـ عادات وميول الأطفال الغذائية مثل تفضيلهم أو عدم تفضيلهم لبعض الأغذية. ـ يجب الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل حيث أن الاحتياجات الغذائية للأطفال في المراحل الأولى من العمر (1ـ3 سنوات) تكون أقل منها في الأطفال الذين المراحل المتقدمة من العمر (4ـ6سنوات). ـ الحالة الصحية للأطفال مثل إصابتهم بالسمنة أو النحافة أو فقر الدم. ـ نشاط الأطفال وحركتهم فهناك بعض الأطفال الذين يبذلون جهداً غير عادي ونشاطاً مستمراً وهؤلاء يحتاجون إلى كميات أعلى من الطعام مقارنة بزملائهم الأقل نشاطاً وحركة. إن فقدان الشهية من أكثر المشاكل التي تصادفها الأم عند أطفال هذه المرحلة لذا فإن الغذاء المقدم يفضل أن يكون ذا ألوان جذابة ويكون ذا تشكيل مناسب مثل تقطيع السندويش على هيئة أشكال (مثلثات، مستدير، أو كالهلال). ويفضل تناول الطعام في مكان مفتوح وإضاءة جيدة لكي يرى الأطفال ماذا يأكلون. واستخدام أوعية جذابة وملونة وعليها بعض الرسومات المحببة لدى الأطفال. و تعويد الأطفال على عدة أنواع من الفاكهة وعدم الاقتصار على نوع واحد أو نوعين. وينصح بالإقلال من بعض الأطعمة مثل (الأطعمة المقلية والخضروات التي تحوي على نسبة عالية من الألياف) لأن معدة الطفل تكون أكثر حساسية في هذه المرحلة. واعتماد النزهة اليومية في حديقة أو مكان جميل تساعد على فتح شهية الطفل لذلك نرى أن الطفل الذي لا يخرج من المنزل للنزهة تقل شهيته على تناول الطعام، فالهواء الطلق ضروري للطفل في هذه المرحلة. وعدم تلبية طلبات الطفل بشكل دائم عندما يريد شراء ما يروج له عن طريق التلفزيون ومحاولة الاستعاضة عنها بشراء أنواع أخرى يكون لها فائدة غذائية أكثر. هناك أطعمة يفضل إعطاؤها للأطفال قبل السن المدرسي و منها: الحليب، اللبن، البيض، الفواكه وعصيرها، الخضروات، العدس، اللوبياء، السمك، الدجاج، اللحم الخالي من الدهون، الخبز المصنوع من القمح الكامل.   وأطعمة تقدم بمقادير متوسطة (ينصح عدم الإفراط في تناولها) و منها: الدهون والأغذية الدهنية، اللحوم الدسمة، البسكويت، والكعك (حتى لا يشبع الطفل ويرفض بعدها تناول طعامه)، البهارات، الآيس كريم، المحليات كالدبس والعسل والشوكولا (للمحافظة على أسنان سليمة)، المكسرات بأنواعها. وأطعمة ينصح بالابتعاد عنها قدر الإمكان ومنها: الحلويات ذات الألوان والمواد الحافظة، السكر، المربى بأنواعه، المشروبات الغازية، اللحوم المعلبة، الفواكه المعلبة، البذور غير المقشرة مثل بذور البطيخ وبذور القرع خوفاً من أن يستنشقها الطفل وتسبب الاختناق. فيما هناك بعض أنواع الأطعمة المعلبة المقبولة ومنها: التونا غير المملحة، الخضروات المثلجة، اللحوم المثلجة، الآيس كريم المصنوع من الحليب، عصير الفاكهة الطبيعي وغير المحلى.  مما سبق نرى أن تغذية الطفل في هذه المرحلة العمرية تلعب دوراً هاماً في تطوير قدرات الطفل واندماجه بالمجتمع قوياً وسليماً، فما علينا إلا أن نولي أطفالنا أهمية أكثر لأنهم زهور المستقبل وكما قيل: "ان زهور المستقبل بأجمعها تكمن في البذور".