جهينة نيوز:
تحتضن حديقة قلعة دمشق حالياً المراحل الأخيرة لأعمال النحاتين المشاركين في ملتقى النحت الدولي على الخشب في دورته الثانية والتي أخذت تتجه نحو شكلها النهائي المعبر عن المرأة حسب الرؤية الخاصة لكل نحات وبأساليب متنوعة استفادت إلى الحد الأقصى من طاقات الخامة الخشبية الملهمة والحساسة.
النحات السوري اكثم عبد الحميد مدير الملتقى والمشارك به أيضا لم يبتعد عن أسلوبه التعبيري المعروف في تجسيد المرأة السورية وقال إن كل مادة لديها خواصها وتقنيتها التي يتعامل معها النحات بما ينسجم مع الموضوع ما يحقق التوافق بين الفكرة والخامة ليشعر المتلقي في النهاية أن المنحوتة خرجت من مادة خشبية مثلاً وليس من خامة بيتونية او معدنية وعندها يكون العمل النحتي وصل للجمهور.
وعن توافق الخشب مع موضوع المرأة أوضح عبد الحميد أن أغصان الشجر وجذوعها هي اقرب لجسد المرأة بانحناءاته الطبيعية وليونته مبينا أن اختيار الخشب كخامة لهذا الملتقى جاء لأن الخشب هو المادة الأزلية الموجودة في حياتنا التي تحتضن المولود وتحتضن الراحل عن هذه الحياة ولكي تعطى هذه الخامة حقها في الحياة التشكيلية السورية المعاصرة فهي ليست جديدة على حياتنا الثقافية والفنية التشكيلية.
وعن عمله النحتي قال الفنان الاسباني فرانسيسكو رودريغز ريميزيرو إن المرأة العارية التي أنحتها بأسلوب واقعي تقدم رمزا للمرأة الضعيفة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وعلى الرغم من ذلك هي تحاول إظهار نوع من القوة من خلال السكين الذي تحمله بيدها.
وأضاف الفنان الذي يحترف النحت منذ أكثر من عشر سنوات بعيدا عن الأجواء الأكاديمية الفنية انه يعمل مع خامات عديدة في النحت منها الرخام والمعدن والفايبر كلاس ولكنه يفضل العمل مع الخشب لما تتمتع به هذه الخامة من خصوصية وإحساس عال.
وأشار النحات الاسباني إلى أن أهمية المشاركة في هذا الملتقى تأتي من كونه يقام في سورية التي تمثل بالنسبة له مدرسة الثقافة والعمارة الإسلامية والعربية التي عشقها وتربى فنيا وبصريا على وجودها في الأندلس كما أن العمل إلى جانب أسماء نحتية مهمة على المستوى العالمي يعتبر شيئا مهما بالنسبة له ولتجربته الفنية القصيرة نسبياً.
بدوره النحات السوري محمد بعجانو صاحب الخبر الطويلة في الملتقيات النحتية قال إن أهمية الملتقيات النحتية سواء في سورية أو خارجها تأتي بالدرجة الأولى كفرصة للنحات المتعطش للعمل على خامات كبيرة ليتمكن من تقديم أعماله وأفكاره التي يصعب عليه تقديمها في مرسمه الخاص لظروف ومعوقات كثيرة لها علاقة بالمساحة وتوفر الخامة والمعدات ومن ثم التكلفة وتسويق هذا العمل وعرضه للناس في الأماكن العامة والساحات.
وأضاف ان إقامة ملتقى النحت على الخشب تستجيب لحاجة ملحة لدى النحاتين في سورية ولدى الكثير من النحاتين العالميين لأن الخشب كخامة تنتمي للشجرة ذلك الكائن الحي المفعم بالإحساس والتفاصيل الموحية ما يجعل منها كتلة متناغمة في تكويناتها مع أدوات النحات المبدع الذي يحولها بموهبته إلى عمل فني حقيقي مستفيداً من كل طاقاتها الروحية والجمالية.
وعن أسلوبه التعبيري الذي يشتغل عليه في هذا الملتقى لتقديم حورية البحر بإحساس مفعم بالأنوثة قال بعجانو إن خامة الخشب تخدم عملي في هذا الملتقى لحد بعيد من حيث قدرتها على امتصاص الطاقة السلبية وإتاحة الفرصة لإحساسي في التعامل مع روحها للتعبير عن شخصية الكتلة والعمل الفني بكثير من الانسجام والتناغم.