المجلس الإنتقالي يدعو الناتو إلى البقاء ومصر إلى التدخل في ليبيا

الإثنين, 29 آب 2011 الساعة 23:18 | سياسة, عربي

المجلس الإنتقالي يدعو الناتو إلى البقاء ومصر إلى التدخل في ليبيا
جهينة نيوز: دعا الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، مصر إلى «الدخول» إلى ليبيا خلال الفترة القادمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ورأى جبريل، في حديث لصحيفة «الأهرام» المصرية نشر اليوم، أن «الدخول» المصري يرتكز على حقيقة أن «الأمن القومي لأي من البلدين هو الأمن القومي المتكامل لكليهما»، مضيفاً «إننا نتحدث اليوم عن قوات شرطة دولية لحفظ الأمن في شوارع طرابلس، ومراكز تدريب للشرطة الليبية، فلو حدث هذا الأمر فمن المفروض أن تكون مصر والدول العربية هي العمود الفقري لهذه القوات، ولا يكون الوجود للخواجات». وأشار جبريل إلى أنه وجَّه «نداءاً حاراً لإقامة حوار بين شباب الثورة في مصر وتونس وليبيا»، مؤكداً أن ذلك يمثِّل أهمية بالغة بالنظر إلى أن «الأجسام التي تحكم الدول الثلاث هي أجسام انتقالية تحكم بصورة مؤقتة، ودورنا أن نشجع الشباب على خلق قيادة خاصة بهم، وتأسيس تنظيمات تتكلم باسمهم». كذلك، نفى جبريل ما يتردد عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة في ليبيا، موضحاً «أنه يوجد أفراد من الجماعة الليبية المقاتلة، وهؤلاء كانوا في أفغانستان ودخلوا السجون الليبية عقب عودتهم، وعند قيام الثورة انضموا إليها وقاتلوا النظام». كذلك شدد جبريل على «حق هؤلاء في المشاركة في الثورة وإسقاط النظام، لكن بعد سقوط النظام من المفترض أن يجري تجميع كل الأسلحة في جيش وطني وجهاز شرطة». وكان جبريل قد وصل إلى القاهرة ليل الجمعة الفائت، على رأس وفد رفيع من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، في زيارة استغرقت يومين، ترأَّس خلالها الوفد الليبي إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. كذلك أجرى مباحثات مهمة مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وفي سياق متصل، دعا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم، التحالف الدولي بقيادة الحلف الأطلسي إلى الاستمرار في دعمه للقيادة الجديدة في ليبيا. ولفت عبد الجليل في افتتاح اجتماع لقادة أركان الدول المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا بالدوحة إلى أن «تحدي القذافي لقوات التحالف لا يزال يمثّل خطراً، ليس على الشعب الليبي فقط، بل أيضاً على كل العالم، لذلك فإننا نناشد التحالف الاستمرار في دعمه لنا».   وتجدر الإشارة إلى أن عبد الجليل زار أمس قطر والإمارات، البلدين العربيين الوحيدين اللذين شاركا في عمليات التحالف الدولي في ليبيا، الأمر الذي يأتي عشية اجتماع في العاصمة القطرية اليوم، يضم قادة أركان جيوش البلدان المشاركة في عمليات الحلف الأطلسي في ليبيا، بهدف تقويم الوضع بعد أقل من أسبوع من سيطرة الثوار على طرابلس. من جهة أخرى، أعطى وصول الثوار الليبيين إلى طرابلس أخيراً مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة القول إن انتصاراً مهماً تحقق لعقيدته في الشرق الأوسط، بعدما كانت قد تعرضت لانتقادات شديدة خلال الأشهر الأخيرة في ما يخص مسألة القيادة من الخلف، ما دفع مسؤولين أميركيين إلى القول إن التدخل في ليبيا لا يمكن أن يأخذ الشكل نفسه في سوريا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن تدخل حلف الأطلسي «الناتو» في ليبيا عبر تنفيذ الهجمات الجوية لحماية المدنيين، لا يمكن تطبيقه على نحو موحّد في نقاط ساخنة مثل سوريا، إلا أن النزاع الليبي بات في بعض النواحي المهمة، نموذجاً لكيفية ممارسة الولايات المتحدة قوتها في الدول الأخرى، حيث يجري تهديد مصالحها. وقال مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن الوطني، بن رودس «قاومنا مفهوم العقيدة (عقيدة أوباما في الشرق الأوسط)، لأننا لا نظن أنّ بالإمكان تطبيق نموذج واحد في بلدان مختلفة، هذا يعرضنا لمشكلة، وقد يؤدي إلى تدخل في أماكن لا ينبغي التدخل فيها»، مضيفاً إنه رغم ذلك فإن التحرك في ليبيا ساعد على خلق مبدأين بشأن الوضع الذي يمكن الولايات المتحدة أن تمارس فيه قوتها العسكرية للتقدم بمصالحها الدبلوماسية حتى وإن كان أمنها الوطني غير مهدد على نحو مباشر. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الاستراتيجية في ليبيا نفعت على نحو كبير، لأنها عُدّت جهداً دولياً ضد دكتاتور وحشي لا كنهج أميركي بحت، فمفهوم «صُنع في أميركا» كان سيجعل الأمر كأنه بين الزعيم الليبي معمر القذافي وواشنطن فقط، مشيراً إلى أن أي اعتقاد بأن نموذج ليبيا يمكن نقله إلى مكان آخر مثل سوريا، حيث الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون دعوا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي، قد يكون متهوراً. كذلك، قال المسؤول إن «مدى ترجمة الأمر في سوريا ما زال يُنظر فيه»، لافتاً إلى وجود اختلافات بين الدول العربية التي تشهد ثورات، كما أضاف إن «المعارضة السورية لا تريد تدخلاً عسكرياً خارجياً، لكنها تريد أن تقطع مزيداً من الدول تجارتها مع النظام وعلاقاتها السياسية معه». من جهته، رأى روبري مالي، كبير المحللين في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن التدخل العسكري في سوريا قد يعرّض الولايات المتحدة وحلفاءها لتحديات لم يواجهوها في ليبيا، لافتاً إلى أن «ما يميز سوريا عن ليبيا أنه لا وجود لإجماع إقليمي أو دولي عليها»، وأن «المعارضة السورية لا تسيطر على أي منطقة.. ولدى سوريا الكثير من الأساليب التي يمكن أن ترد بها لجعل الحياة صعبة». إضافةً إلى ذلك، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه رغم الاستبعاد الكبير للتدخل العسكري في سوريا، فإن المسؤولين الأميركيين يقولون إن نهج التعاون بدعوة الأسد إلى التنحي، وفرض عقوبات مالية على الحكومة السورية، يظهر أنهم يطبقون عقيدة أوباما في الشرق الأوسط. دبلوماسياً، أكد السفير الليبي في قبرص مصطفى عبد السلام المغيربي والفريق العامل معه انضمامهم إلى الثوار، وتأييدهم أهداف ثورة 17 فبراير/شباط، واضعين أنفسهم «تحت تصرف المجلس الانتقالي»، بحسب بيان وصل اليوم الى وكالة «فرانس برس». وجاء في البيان «نحن سفير وأعضاء السفارة الليبية في قبرص نؤكد مرة أخرى اعترافنا بالمجلس الوطني الانتقالي، ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الليبي، كما نعلن انضمامنا إلى ثورة 17 فبراير، التي تهدف الى تحقيق تطلعات وآمال شعبنا في حياة حرة وكريمة، في ظل نظام ديموقراطي حر يسوده العدل والمساواة، ونحن تحت تصرف المجلس الانتقالي». وكان قد رُفع الأربعاء الماضي علم الثوار على مبنى السفارة الواقع في وسط العاصمة القبرصية نيقوسيا، بحضور جمع من الليبيين. وفي سياق منفصل، أكدت قناة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية أمس، أن عبد الباسط المقرحي، المتهم الوحيد في الاعتداء الدامي الذي استهدف عام 1988 طائرة اميركية فوق لوكربي في اسكتلندا، موجود في غيبوبة وعلى شفير الموت في ليبيا. وأشارت القناة الأميركية إلى أنها وجدت هذا الرجل المصاب بسرطان في البروستات في مراحله النهائية، داخل الفيلا التي يملكها في طرابلس، فيما أكد لها ابنه خالد أن العائلة تقدم إليه الأكسجين فقط، لأنه ما من أحد يقدم إليها أي نصيحة طبية، مضيفاً إنه «ليس هناك من طبيب. ليس لدينا من نطلب اليه (المساعدة). ليس لدينا أي خط هاتفي لنتصل بأي كان».

أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا