جهينة نيوز:
قالت الكاتبة والمستشرقة الروسية أنخار كوشنيفا إن من يحض على الاضطرابات والتظاهر في سورية إنما يمد يده إلى جيوب المواطنين السوريين بحرمانهم من دخولهم بسبب تراجع القطاعات الاقتصادية المهمة لسورية مثل التجارة والسياحة والنقل مشيرة إلى أن المجتمع السوري بأغلبيته يريد أن يستقر الوضع بأسرع وقت ممكن ولذلك هم يطلبون من الجيش وقوات حفظ النظام أن يعيدوا للبلد الأمن والحياة الاعتيادية.
وأشارت الباحثة كوشنيفا المختصة بشؤون الشرق الأوسط في حديث لها مؤخرا لموقع غرفة التجارة الروسية /الوكالة الاخبارية ت ب ب اينفورم/ إلى أن سورية قبل الأحداث الأخيرة كانت أكثر بلدان المنطقة استقرارا وأمنا.
وقالت إن من بين الشعارات الرئيسية التي تتردد في المسيرات الداعمة للخطوات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية الله يبارك في الجيش مشيرة إلى أن الخدمة في الجيش السوري الزامية والناس العاديون يشعرون بأن الجنود أولادهم ولذلك فهم يقدمون لهم الطعام والشاي كما أنهم يدركون أن هناك من يطعم ويسقي أولادهم الجنود الذين يخدمون في مناطق بعيدة عنهم من البلاد.
وشبهت كوشنيفا ما يحصل في سورية بالذي حصل سابقا في بعض المناطق الروسية عندما تم تسليح المجرمين هناك مشيرة إلى أن في سورية الآن تتبع نفس الأساليب ونفس التكتيك وأيضا نفس نوعية المجرمين ونفس صياح وسائل الإعلام الأجنبية التي تسمي المتطرفين والمجرمين وقطاع الطرق بالمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية والاستقلال ووقتها سورية فقط كانت تسمي هؤلاء المتمردين في روسيا بالمسلحين.
وقالت هناك اجماع في سورية حول الرئيس مؤكدة أن أولئك الذين لم يكونوا قبل شهور من أنصار الرئيس اليوم هم مقتنعون بأنه الشخصية المناسبة التي تستطيع أن تضمن عودة الاستقرار والأمن للبلاد مشيرة إلى أن هناك بعض المعارضين الذين يقفون ضد العصابات التي ترهب السوريين.
وأضافت كوشنيفا إن القيادة في سورية تقوم بما يجب عليها القيام به فهي تعالج الموقف بالشكل المناسب بغض النظر عن محاولات ما يسمى المجتمع الدولي إجبار سورية على التراجع عن ملاحقة المجرمين مشيرة إلى أن الهدف من هذه المحاولات تمكين المتمردين من احتلال مدن وبلدات سورية كاملة ونشر الفوضى في البلاد.
ولفتت إلى أن البعض في المجتمع الدولي يريد عن طريق وسائل الإعلام الرخيصة ترسيخ فكرة بأن مايجري في سورية مظاهرات سلمية مشيرة إلى أن بعض وسائل الإعلام التي بدأت تدرك حقيقة مايجري في سورية تضع تعبير مظاهرات سلمية بين قوسين.
وقالت بعض وسائل الإعلام تدعي أن الدبابات تطلق النار على المتظاهرين ولا تقدم أي دليل على ذلك ومهما حاولت فلن تستطيع أن تقدم اثباتا واحدا على ما تدعيه على الرغم من كثرة الهواتف المحمولة الحديثة التي وزعت على المعارضين والتي فيها كاميرات فيديو متطورة جدا لافتة إلى أن الصور التي تعرضها بعض القنوات الإعلامية أما صورت في أماكن أخرى غير التي تدعي أنها حصلت فيها أو أنها لاتنسجم مع هذا الوقت من السنة أو أن ماتدعيه جنودا سوريين في لباس يختلف عن لباس الجنود السوريين ففي الجيش السوري لايوجد لباس باكمام قصيرة كالصور التي يتم عرضها على أنها لجنود سوريين يطلقون النار.
وأشارت إلى أن بعض القنوات الإعلامية تفبرك الصور وتعرض لقطات غامضة.. ناس يركضون في مكان ما غير معروف... وغير معروف ممن يهربون ثم تعرض ماتسميهم شهود عيان يصفون المسرحية.. وقالت لقد شاهدت شريط فيديو الممثلون فيه يستلقون على قارعة الطريق ومستخدموهم مديرو التصوير يتحركون وسطهم بحرية غير باد الخوف عليهم نهائيا.
من الواضح أنهم يصورون مسرحية معدة مسبقا وقالت إن شريط الفيديو هذا عرض على شبكة الانترنت قبل شهرين من حدوث أول تظاهرة في سورية أي أن الحرب الإعلامية كانت معدة مسبقا ضد سورية وهذا ماتؤكده المقالات التي نشرت في الصحف قبل عدة سنوات.
وأكدت كوشنيفا أن ثقة الشعب السوري بالرئيس بشار الأسد كبيرة جدا وقالت هذه حقيقة لاتقبل الجدل مشيرة إلى أنه يكفي أن تكون في سورية ليوم واحد حتى تقتنع بذلك.
وقالت إن الوضع في سورية لايشبه الوضع في تونس أو مصر أو اليمن أو ليبيا مشيرة إلى أنه في عهد الرئيس بشار الأسد حدثت تغييرات إيجابية كثيرة وتقدمت سورية نحو الأفضل وهو الوحيد الذي أوفى بوعده ولبى مطالب المتظاهرين والمعارضة البناءة وفي أغلب الأحيان قام باتخاذ خطوات تسبق مطالب المعارضة.
وأضافت إن المخطط كان يقضي بأن يقوم الإرهابيون بالسيطرة على منطقة محددة بالكامل كما حصل في مدينة بنغازي الليبية حتى يقوم المتمردون باعلانها عاصمة لهم ويطلبون المساعدة من الناتو بحجة الدفاع عن هذا الكيان وبناء الديمقراطية مشيرة إلى السوريين لن يسمحوا بقيام بنغازي في سورية.
وأشارت كوشنيفا إلى دخول مسلحين عبر الحدود السورية للقيام بأعمال إرهابية دموية تكون مبررا للتدخل الخارجي لأن هناك من لايريد أن تخرج سورية من الأزمة وتتحول إلى دولة جديدة وديمقراطية وقوية حقا.
وقالت كوشنيفا إن في سورية معارضتين واحدة بناءة تشارك في نقاش وصياغة القوانين الجديدة وهناك معارضة ليس لديها برنامج ولا قادة معروفون وبعضهم مجرمون وخارجون عن القانون ويدعون إلى حمل السلاح.
وأضافت قائلة إنني شاهدت شريط فيديو عما ارتكبه هؤلاء المجرمون في مدينة جسر الشغور وقبل ذلك كنت قد سمعت بأنه جرى هناك أمر مخيف ولكن مارأيته كان رهيبا أكثر بكثير مما تصورت وفي رأيي إن مثل هذه الصور الموثقة يجب نشرها وتعميمها على أكبر قدر معين من الناس حتى لايعود هناك من يسمي الأبيض اسود والأسود أبيض.