فول وبليلة، عوجا وجانرك، تمر هندي وعرقسوس، توت شامي وترمس... بائعو المواسم في دمشق.. "شاهد الصور"

شارك |

جهينة نيوز ـ علي محمود سليمان: الفول النابت والبليلة والترمس والدرة المسلوقة والتوت الشامي وغيرها من المأكولات الشعبية التي تعودنا على رؤيتها في شوارعنا تباع على عربات خاصة بها ،حتى أنها باتت جزء من الموروث الشعبي لدينا فإذا لم يمر البائع في حارتنا ذهبنا نحن للبحث عنه والشراء منه لكن ما أصبح معروفاً للجميع هو أن جزء كبير من هذه (العربيات) أصبحت تشغل أماكن معينة في شوارعنا وفي مداخل الحدائق و عند الجسور و زوايا الساحات وأغلبها مرخصة بتراخيص نظامية من المحافظة وهذه التراخيص موسمية لمدة ستة أشهر تجدد عند انتهاء الموسم ورسومها تتفاوت في قيمتها. ثلاثون عاماً يبيع العصير أمام الجامع الأموي . أبو محمد بائع العصير المعروف أمام الجامع الأموي منذ ما يقارب الثلاثون عاماً قد ورث هذه المهنة من والده وأستمر بها حتى الآن، يبيع حسب الموسم من البرتقال إلى توت شامي و رمان، وعن مهنته هذه قال أبو محمد أحب هذه المهنة و قد تعودت عليها وأصبح لي خبرة بها وخصوصاً التعامل مع السياح بما أنني أقف في موقع سياحي لان بعضهم يدفع بعملة بلده وأغلبهم لا يجيد اللغة العربية فتعلمت بعض المصطلحات ببعض اللغات كالإيرانية و الروسية و الإنكليزية ، طبعاً مهنتي تؤمن لي دخلاً جيد خلال الشهر وخصوصاً في الموسم السياحي لان معظم السياح يحبون رؤيته يعصر أمامهم ،ويقوم أبو محمد بالترخيص لعربته بشكل دوري كل ستة أشهر من المحافظة والأسعار التي يبيع بها تأتي من التموين. يعمل من 8 صباحاً حتى الـ10 ليلاً بـ300 ليرة فقط التقينا بالعديد من بائعي الفول النابت وما أكثرهم في الشوارع وفي الساحات والغالبية العظمى منهم يعملون بالأجرة على هذه العربيات وأغلبهم اتفقوا على طريقة واحدة في العمل ،من وسام إلى فادي وأبو بشار وغيرهم كلهم ينفقون مابين/10/كيلو إلى/12/ كيلو يومياً ويبدؤون عملهم من الثامنة صباحاً و حتى العاشرة ليلاً ويبلغ دخلهم في نهاية اليوم قرابة/3500/ليرة سورية يعود لهم منها مابين/300/ إلى /500/ ليرة سورية حسب صاحب العربة، وعن زبائنهم فهي من غالبية فئات المجتمع لان هذه الأكلة بالذات أصبحت من الموروث الشعبي في حياتنا ويمتد موسمها من الشهر التاسع إلى الرابع. إذا لم أجده في طريقي أبحث عنه هذا ما قاله وائل وهو شاب مولع بهذه الأكلة ويقول تعودت على الفول النابت من الصغر وأصبحت أنتظر قدوم موسمه كل عام وأحب أكل الفول بشكل يومي تقريباً وإذا لم أجد بائع في طريقي أبحث عنه حتى أني حفظت مواقع بعضهم وأصبحت زبون دائم ، راميا وهي فتاة جامعة تقول أحب هذه الأكلة و أعتبرها جزء من مورثونا الشعبي و أسعارها مقبولة . التراخيص ما بين المرتفعة و الرمزية تختلف أسعار التراخيص حسب النوع فالصبار و الفستق الحلبي يعتبر الأغلى و يقسم ترخيصه إلى درجة أولى ودرجة ثانية الأولى من يقف في الشوارع الرئيسية والساحات العامة و المناطق الراقية وتبلغ قيمته /35000/ ليرة سورية و الثانية من يقف في شارع فرعي و الحارات الشعبية وتبلغ /18000/ليرة سورية ويستمر موسمه ثلاثة أشهر،الترمس وموسمه يعتبر شبه دائم يبلغ ترخيصه /3000/ليرة سورية ، أما الفول النابت يبلغ ترخيصه /2000/ليرة سورية وكلها لستة أشهر تجدد عند انتهاء الرخصة ، طبعاً هذا ما أخبرنا به الباعة. عشرات التراخيص والمستفيد واحد وعند سؤالنا الشباب الذين يعملون بالاجرة عن سبب عملهم بالاجرة وعدم قيامهم بالتقدم لطلب ترخيص والعمل لوحدهم،أجابنا البعض والبعض الآخر تحفظ خوفاً من( معلمه) صاحب العربة ومن أجابنا قال إن أصحاب العربات الذين يرخصون ويشغلون الشباب بالأجرة يقومون بالترخيص لما يقارب عشرات العربات على أسماء أولادهم وأقاربهم و إذا علموا بأن أحد جديد سيرخص لنفسه فهم مستعدون لدفع مبالغ كبيرة لبعض الواصلين لإيقاف الترخيص ومنعه من الحصول عليه. شؤون الأملاك لمنح التراخيص فقط           ولتبيان الوضع عن التراخيص اتجهنا إلى مديرية شؤون الأملاك في محافظة دمشق بما أنها الجهة المانحة للتراخيص وأعلمنا من المهندس محمود مالو مدير شؤون الأملاك بأن المحافظة تمنح التراخيص حسب التالي:   نوع الرخصة الموسمي مدة الرخصة تاريخ منحها بدل الاشغال/ ليرة سورية عوجة + جارنك 4 أشهر 1/3 1500 تمر هندي+ عرقسوس+ عيران   6 أشهر 1/5 1000 توت شامي   3 أشهر 1/5 15000 ترمس 6 أشهر 1/7 1000 أنكينار شهرين 1/5 3000 بوشار كل 6أشهر 1/1 أو 1/7 منطقة أولى 6000 منطقة ثانية 5000 منطقة ثالثة 4000 منطقة رابعة 3000 فول نابت – بليلة – شوندر 6أشهر 1/11 1500 بطيخ  4 أشهر 1/6 حسب الموقع صبار 3 أشهر 1/7 حسب الموقع فستق  حلبي 3 أشهر 15/7 حسب الموقع ذرة مسلوقة ومشوية 4 أشهر 1/7 1500 وتقع مسؤولية اختيار الموقع على عاتق مهندس الخدمات في دائرة الخدمات المعنية ،ولا يحق لصاحب الرخصة أن يتقدم بأكثر من طلب أو أن يجمع بين رخصتين أو أكثر في ذات الموقع ،ويلتزم طالب الترخيص بعدم وضع ما يشوه المنظر العام وعدم وضع أي إشغالات خلافاً للترخيص الممنوح ولا يتسبب بعرقلة سير المشاة والسيارات ويلتزم بالمساحة الممنوحة له فقط والمحافظة على نظافة المكان. وأكد مالو أن شؤون الأملاك معنية فقط بمنح التراخيص ،أما متابعة تنفيذ شروطها فتقع على عاتق البلدية وهي الجهة المخولة بمتابعة المخالفات إن كانت ممن لا يرخصون لعرباتهم أو من لا يطبق شروط الرخصة الممنوحة له. حالة خاصة لكل مهنة حالاتها الخاصة وفي مهنة بائعي العربيات تلفتك حالة أبو حسام رجل في الخمسين من عمره يبيع الفول النابت وغيره منذ ثلاثين عاماً وهو معاق يمشي على عكازين لكنه آثر السير وراء العربة وكسب رزقه على السير وراء الناس ومد اليد استعطافاً لحالته .