جهينة نيوز
يواظب جمهور مهرجان دمشق للفنون الشعبية على حضور فعاليات المهرجان منذ انطلاقته في 12 أيلول الجاري حيث حضر عدد كبير من محبي الموسيقا العربية الأصيلة أمسية اليوم الخامس من أيام المهرجان التي استضافت فرقة الموسيقا العربية برفقة الفنانة الشابة شهد برمدا وذلك مساء أمس على مسرح قلعة دمشق.
وأحيت المطربة برمدا حفلة الأمس التي حضرها وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت بثلاث أغنيات من ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي هي "أنا بعشقك - أنا عايزة معجزة - أي دمعة حزن" حيث اختارت فرقة الموسيقا العربية لحمدي ثلاثة من أشهر ألحانه بمناسبة ذكرى رحيله الثامنة عشرة في 12 أيلول الماضي لتؤدي برمدا الأغنيات الثلاث بنجاح لافت على مستوى عال من حساسية غنائية جديدة ضمن القالب الطربي للمدرسة المصرية العريقة.
وأعقبت المطربة السورية الشابة أغنياتها الطربية الثلاث بوصلة من القدود الحلبية الأصيلة استطاعت عبرها إيصال روح تراث مدينة حلب العريق من خلال أدائها اللافت للمقامات الشرقية الصعبة كالحجاز والراست والبيات والسيكا دامجة بين القالب القديم لغناء القد الحلبي ببناءاته الموسيقية المعقدة وبين روح الجملة الغنائية التي تمتاز بها برمدا كمطربة صاعدة.
وقال الفنان أمير قرجولي مدير فرقة الموسيقا العربية إن مشاركة فرقته في مهرجان الفنون الشعبية فرصة حقيقية للتواصل مع الجمهور الدمشقي الذواق للطرب الأصيل بعيداً عن أغنيات الفيديو كليب الهابطة وقريبا من ذائقة راقية لطالما تميز بها جمهور الطرب في سورية وذلك من خلال حضورهم الدائم لحفلات أيام زمان للسيدة فيروز وعبد الحليم وصباح فخري التي كانت تقام على معرض دمشق الدولي.
وأوضح قرجولي في حديث لوكالة سانا أن مهرجان دمشق للفنون الشعبية استطاع أن يوفر فسحة لقاء حقيقية بين الجمهور والفرق الفنية والموسيقية في دمشق وبقية المحافظات السورية من خلال تركيزه على ألوان متنوعة من التراث السوري الأصيل مستهدفاً نوعية جديدة من جمهور وفنانين قادرين على نقل الألوان الفنية ذات الطابع الشعبي من إطار التجاري إلى حيز التذوق الفني السليم وعبر باقة من العروض المسرحية الراقصة والحفلات الموسيقية ذات المشارب الفنية المتنوعة.
وأضاف المدير الإداري لمجموعة صلحي الوادي للفنون ان التواصل مع الجمهور يغني تجربة الفنان ويعزز ثقته بنفسه وبقدرته على تلبية حاجات الجمهور الجديد التواق اليوم وأكثر من أي وقت مضى لسماع الطرب الأصيل والعودة به إلى منابع الجمال في تراثنا السوري الغني موسيقيا ورقصاً وأزياء شعبية ولهذا تأتي مشاركة فرقة الموسيقا العربية كي تؤكد قيمة الفن في حياة المجتمعات المعاصرة و دفعها نحو أماكن التلقي الصحيحة بعيداً عن تجار الفن والتجارة بالفن والذائقة السليمة.
بدوره قال الفنان طارق صالحية عازف غيتار في الفرقة ان مشاركته مع فرقة الموسيقا العربية في مهرجان دمشق للفنون الشعبية كانت غنية وثرية في آن معاً بسبب المستوى العالي للجمهور الذي التمسه أثناء الأمسية ولما تمتع به الجمهور من قدرة عالية في إعادة الاعتبار لجمهور "السميعة" وتجاوبه المستمر مع الألحان الشرقية القديمة وسط جو ومناخ عال من الألفة والحميمية في تلقف اللحن الطربي الأصيل.
وتميز أداء فرقة الموسيقا العربية برفقة الفنانة الشابة شهد برمدا بانسيابية بين الصوت الأنثوي ومجاميع العازفين على المسرح وبتجاوب حفلات أيام زمان من الحضور في قلعة دمشق حيث ردد الجمهور المتواجد في قلعة دمشق أغنيات أيام زمان مع برمدا مصفقاً في نهاية كل مطلع ومذهب غنائي بحرارة لافتة أسبغت على أحجار القلعة الأثرية جواً من الارتياح المتبادل بين المسرح والجمهور في أمسية دمشقية بالغة التأثير.