جهينة نيوز:
مقتطفات تشكيلية سجلها نخبة من فناني دمشق في معرضهم الجماعي (شبابيك) تاركين لموضوعات الطبيعة والوجوه البشرية مساحة خاصة في لوحاتهم مقاربين بين حلمهم الشخصي من جهة وبين قدرة الفنان في اختيار لقطة لونية مغايرة للانطباعية العامة التي حفلت بها ملتقيات الفن التشكيلي السوري.
وضم المعرض الذي افتتح مساء أمس في صالة اليد الحرة (فري هاند) أعمال قرابة 31 فناناً وفنانة امتلأت معظمها بتكوينات إبداعية متنوعة لعبت على مساحات جديدة في توزيع الضوء والظل والإصغاء لتفاصيل الهم الإنساني كواحد من أهم المصادر التي تضعها حركة الفن التشكيلي المعاصرة حيث تأخذ اللوحة قيمها اللونية وتوازناتها البصرية الرئيسة من انفتاح على مجمل تقلبات الفن في العالم.
وتوزعت أعمال الفنانين المشاركين بين عدة موضوعات كان أبرزها الإطلالة على مجاميع لوجوه بشرية اتخذت فيها معالم السحنة الإنسانية أشكال كتل متنافرة متقابلة كان للألوان الترابية والباردة حضور مميز فيها حيث تبدت عدة أساليب فنية نهلت من المدرسة التجريبية منوعة على ملامح الوجه وحضوره القوي على سطح اللوحة.
وضم المعرض الذي حضره وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت أعمالاً استقت موضوعاتها الفنية من الطبيعة تاركةً المساحة الكبرى لتشكيلات من الأشجار والنباتات التي لعب الفنانون المشاركون على تفاصيلها محتفلين بتقنية الغرافيك على سطح اللوحة كمعادل إبداعي ينقل هواجس الفنان ودوافعه لإضفاء قيمة إضافية على العمل التشكيلي دون الوقوع في الابتذال والافتعال اللوني بل بالتعويل على طاقة اللون وجرأته للتعبير عن مكنونات الأشياء والأشخاص والأشجار داخل إطار اللوحة.
وعكس معرض (شبابيك) تطلعات لافتة على مستوى صياغة البنية اللونية فاسحاً المجال أمام مقترحات جديدة في الفن السوري المعاصر لتصبح أعمال الفنانين المشاركين بمثابة إضاءة نوعية على تطلعات إبداعية ترقى في معظمها نحو مشاريع غاية في الجدية والخروج عن المألوف والتصوير الواقعي المباشر إلى إشراقات حداثية في المحترف المحلي.
يذكر أن معرض (شبابيك) تقيمه صالة اليد الحرة.. فري هاند كتظاهرة سنوية للفن التشكيلي السوري بالتعاون مع وزارة الثقافة والمعرض مستمر حتى الثاني عشر من شهر كانون الثاني القادم.