قلعة جعبر عروس الجزيرة وملكة الفرات

الأربعاء, 28 كانون الأول 2011 الساعة 13:03 | , السياحة في سورية

قلعة جعبر عروس الجزيرة وملكة الفرات
جهينة نيوز: على رأس هضبة كلسية شاهقة محاذية لبحيرة الأسد تقع قلعة جعبر في منطقة الجزيرة السورية وعلى يسارها يطل نهر الفرات الذي يزين مدينة الرقة السورية مضيفا جمالا آخاذا على القلعة التي تتميز بلون حجارتها المائلة للون الرمال وكأن عجاج الرقة أو العواصف الرملية البستها زيا مختلفا عن مثيلاتها. أما في الليل فتشع مياه البحيرة وتعكس أشعتها على القلعة التي يزينها مئذنة شامخة تضيء في الليل على القلعة مشكلة لوحة فنية فريدة من نوعها. وتعتبر جعبر من أهم الكنوز الأثرية في سورية نظرا لعمرها الذي يعود إلى فترة ما قبل الإسلام وارتفاعها الذي يبلغ قرابة أربعمئة متر عن سطح البحر في حين أن طولها يبلغ خمسمئة متر فهي تحتل مساحة كبيرة و كانت لا تبعد سوى أربعة كيلومترات عن نهر الفرات إلى أن تشكلت البحيرة وأحاطت بها من كل جهة لتبدو القلعة وكأنها جزيرة في وسط البحر على حد تعبير علام الوريدي ويضيف.. لا يمكن التفريق بين منظر البحر والبحيرة التي تحاذي القلعة كون المياه تمتد إلى ما لانهاية لدرجة أنه يصعب تصديق أن هذه بحيرة اصطناعية أنشأت من مياه أحد السدود وبنفس الوقت منحت القلعة منظرا خلابا. وعن سبب تسميتها بجعبر يقول الباحث التاريخي فهد عليوي من مدينة الثورة.. سميت بهذا الأسم نسبة إلى جعبر بن سابق القشيري والذي كان يلقب بسابق الدين وهو من القرن الحادي عشر الميلادي غير أنه يقال أن هذه القلعة أطلق عليها الدوسرية نسبة إلى دوسر غلام النعمان بن منذر الذي يعود الى عصر ما قبل الإسلام وأرى أنها تعود إلى دوسر كونها ارتبطت بعدة روايات بجعبر الذي رافقت أبناءه تهمة قطاعة الطرق والسلب والنهب. ويضيف.. كتب التاريخ تقول ان السلجوقيين استولوا عليها في فترة من الفترات وقتلوا بني قشير أثناء غزوهم للقلعة وبقيت تحت سلطتهم إلى أن جاء نور الدين محمود بن زنكي وهو من العصر الأيوبي واستولى عليها من ثم دمرها هولاكوا أثناء توجهه إلى حلب عن طريق نهر الفرات. وبسبب ذلك تحولت القلعة إلى خرابة حتى عهد المملوكيين وتحديدا الأمير سلف الدين أبو بكر الباشري الذي أعاد تشييدها على يد معماريين متخصصين ولم تسلم القلعة من العثمانيين الذين حولوها إلى مكان للمواشي وسكن لأبناء القبائل.   وكغيرها من القلاع تحيط بها الأسوار الداخلية والخارجية وممرات المشاة التي تتميز باتساعها ومجاورتها لعدد كبير من الأبراج الدفاعية ذات الأشكال الهندسية الدائرية والمسدسة والمربعة على حد تعبير عمر مطيري طالب ماجسيتر في قسم التاريخ ويضيف.. القلعة مبنية من حجر الآجر الذي اشتهرت به الجزيرة السورية وفي وسط القلعة يوجد برج شاهق وضخم يدعى برج عليا وعلى يسارها تنتشر أنفاق محفورة في الصخور وجامع تزينه مئذنة جميلة تتربع على أعلى نقطة في القلعة مضيئة ليلها بأبهى الصور الجميلة. وبغض النظر عن مدى أهمية القلعة من الناحية التاريخية إلا أنها تعتبر من أجمل المصايف والأماكن السياحية في مدينة الرقة لغناها بالمسطحات المائية الزرقاء المحيطة بها كما أن وقوعها فوق تلة كلسية متعرجة الشكل من الخارج جعل منها أسطورة بحد ذاته لكل من يعشق التاريخ والآثار على حد تعبير عبير عفيف سائحة سورية. وتضيف.. هذه القلعة تعود بالإنسان إلى العصور القديمة كما أن بناءها أقرب للتراث والتاريخ وكأنها كانت مكانا لسكن الأمراء والملوك الذين تعاقبوا عليها لذا جعلوا منها مكانا سكنيا لهم أكثر من كونه مبنى عسكريا لصد هجمات الطامعين. وتشهد القلعة على مر الفصول بعثات تنقيب أثرية وطنية ومن مختلف أرجاء العالم وقد تم وضع المكتشفات واللقى الأثرية في برج عليا وبعض الأماكن الذي تجاور القلعة مثل موقع إيمار مسكنة ووريدة وتل الحريري كما يقول مصطفى جنيدي أستاذ التاريخ في ثانويات الثورة. ويضيف.. لعل فكرة وضع المقتنيات ضمن البرج من أروع الأشياء التي تميز القلعة عن غيرها وتكسبها رونقا خاصا كما يضم البرج مدفنا رومانيا سبق واكتشف في موقع عناب السفينة واللافت في الأمر أنه كلما جاءت بعثة تنقيب تكتشف لقى جديدة ما يدل على مدى غنى الموقع أثريا وتشكل هذه القلعة متنفسا لعدد كبير من أبناء الرقة الذين يقصدونها لممارسة عدة نشاطات منها الترفية والغوص في التاريخ وكذلك ممارسة صيد السمك على مقربة منها والاستمتاع بزرقة المياه وعذوبة نهر الفرات الذي يحدها من أحدى جهاتها.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا