جهينة نيوز:
تقاس أهمية المتحف بقيمة القطع الأثرية المعروضة فيه وقيمتها التاريخية.
ويزخر المتحف الوطني بدمشق بمئات القطع المصنفة قطعا نادرة عالميا من بينها مجموعة من اللقى مصنوعة من المعدن الثمين أهمها حجر لازورد خام غير مصنع مستورد من باكستان أوأفغانستان ينسب تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد عثر عليه في موقع تل مرديخ الأثري "مملكة إبلا" ويزن حوالي500غرام.
ويؤكد وجود هذا الحجر المستورد كما يقول الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف وقارئ النصوص: ممارسة حرفة تصنيع الحلي والمجوهرات وعيون التماثيل "بؤبؤ العين" المصنوعة من اللازورد في سورية منذ عصر البرونز.
ويشير السيد الى أن المتحف الوطني بدمشق يزدان بخرزة من حجر اللازورد مضلعة لها ثمانية وجوه كتب عليها بالخط المسماري السومري "هدية من ميزانيبادا ملك مدينة أور للرب كال في عهد كانسو ملك ميرا "اي ماري".
علما ان الملك ميزانيبادا هو مؤسس السلالة الاولى في أور وكانسو" انسود" ملك ماري هو مؤسس سلالة ماري الحاكمة في فترة ماقبل عصر سرجون الأكادي.
واكتشفت هذه الخرزة ضمن محفوظات كنز أور الذي اكتشف في موقع تل الحريري "مملكة ماري" وتؤرخ بعصر البرونز القديم "الألف الثالث قبل الميلاد".
ويضيف السيد من اللقى المعروضة أيضا تمثال على شكل نسر برأس سبع يسمى بالسومرية أنزو ويرمز إلى الإله نينجرسو المقدس في منطقة جنوب بلاد الرافدين مصنوع من حجر اللازورد ومزين بخطوط متنوعة تشير إلى الجسم والأجنحة أما الرأس والذيل فقد نفذا برقائق من الذهب المثبتة فوق نواة من القار.
ويلاحظ على جسم التمثال أكثر من ثقب كي يعلق كحلية على الصدر.
وعثر عليه عام 1965 في جرة فخارية عرفت باسم كنز أور "هدية مرسلة من ملك أور في منطقة الفرات الأوسط إلى ملك ماري على الفرات الأوسط" في إحدى دعامات غرف القصر الملكي في ماري يؤرخ التمثال بحوالي2658-2580 ق.م.
كما يحتفظ المتحف بعقد من أحجار كروية محززة من اللازورد ومن أحجار متطاولة من العقيق الأحمر يمكن تأريخه بحوالي 2650 ق.م. اكتشف في موقع تل الحريري الأثري "مملكة ماري".
ومن اللقى الأثرية الذهبية المهمة أيضا بروش ذهبي مكتشف في موقع دورا أوربوس جنوب شرقي مدينة دير الزور ومؤرخ بالقرن الثالث الميلادي كان يوضع في منطقة الكتف ويستخدم لتثبيت الرداء الملفوف عليه على نحو فضفاض صنعت أطرافه على شكل أنصاف دوائر تحصر بينها أحجار كريمة ملونة حيث يلاحظ في وسط البروش حجر كريم بيضوي الشكل ذا لون أخضر زيتي غامق وقد احيط بزخارف ذهبية على شكل جدائل وقباب ورسم على الحجر صورة رجل عاري يحمل بيده اليسرى أفعى ويضع يده اليمنى على قاعدة تقف عليها امرأة صغيرة الحجم وتحمل غصنا نباتيا ينتهي بثمرة.
كما يشد الزائر زوج أقراط من الذهب يحمل كل منها خرزة فيروزية اكتشفت في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت" و خاتم من الذهب نقش عليه بالكتابة الهيروغليفية الحثية اللوفية عبارة "المرأة الحرة" اكتشفت في موقع رأس الشمرة "مملكة أوجاريت" فضلاعن قطعة ذهبية مستطيلة الشكل مصنوعة بالقالب يلاحظ فيها التأثر بالفن المصري حفر عليها صورة شخصان يقفان على طرفي راية تحمل رأس الربة المصرية حاطور ويظهر على طرفيها الأعلى والأسفل ثقوب يبدو أنها كانت مثبتة على قماش اكتشفت في موقع المشرفة "قطنا" تؤرخ بالفترة الواقعة ما بين القرن الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد.
كما نجد سكينا مصنوعة من الذهب زين مقبضها من الجهتين بغصن نباتي يشبه سعف النخيل يحصر بينه ثلاث مجموعات من الخطوط المتوازية اكتشفت في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت"
واشار الدكتور السيد الى ان الذهب استخدم ايضا في صناعة التماثيل التي تجسد الآلهة ومن أهمها تمثال الإله إيل المصنوع من البرونز المغشى بصفيحة ذهبية يضع فوق رأسه تاجا ويرتدي ثوبا طويلا ورأس تمثال الإله بعل المغشى بصفائح رقية من الذهب لافتا إلى أن المتحف يضم طاسة من الفضة زينت ببعض الأشكال الهندسية مكتشفة في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت" وخاتما من الفضة حفر عليه حيوان أبو الهول المجنح بقرنين وبذنب معقوف يسير نحو شجرة مكتشف في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت".
ولفت السيد إلى أن المتحف يضم قطعة نقد رومانية تؤرخ بالقرن الثالث الميلادي 242-249م عثر عليها في موقع دورا أوربوس الأثري نقش على وجهها صورة الإمبراطور فيليب العربي وألقابه وهو ملتحي وعلى رأسه اكليل الغار ونقش على الخلف صورة نسر باسط جناحيه يحمل في فمه غصنا وفي قاعة أخرى يوجد نصل سيف متوسط الطول من البرونز نقش على سطحه من جهة المقبض اسم فرعون مصر "منبتاح" أحد فراعنة السلالة التاسعة عشر الحاكمة في مصر.
وأوضح أن السيف اكتشف في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت" وينسب تاريخ صنعه إلى عصر البرونز الحديث إضافة إلى قطعة نقد فينيقي فضية اكتشفت في موقع عمريت الأثري "ماراتوس" مؤرخ بالقرن الرابع قبل الميلاد يصور على الوجه سفينة حربية مبحرة فوق أمواج بشكل خطوط متعرجة ويعلو مقدمتها شخص واقف يوجه المسير وفي أعلى النقد ثلاث مجموعات من شارات السكة "ملك صيدا" "عزبعل" أما ظهر النقد فيصور ملكا فارسيا ملتح يرتدي الجلباب الفارسي الطويل ويرفع يده اليمنى إلى الأعلى ليبارك يقف على عربة تجرها ثلاثة خيول ويقودها سائس وخلفها واحد من الخدم وفي الأعلى حرفان فينيقيان يشيران إلى اسم ملك صيدا "عز بعل".
وقال السيد: إن المتحف يحتفظ بمثقال من حجر الهيماتيت مكتشف في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت" وآنية من البرونز مكتشفة في موقع عمريت الأثري قرب مدينة طرطوس تؤرخ للقرن الرابع قبل الميلاد "العصر الفينيقي" تتلخص أهميتها في احتوائها على أربعة مشاهد يصور الأول رحلة الرب آمون رع والثاني رب الخصوبة مين والثالث يصور الكائن أنوبيس برأس حيوان وجسم إنسان والرابع يمثل زهرة اللوتس البشنين.
واضاف..يؤكد قالب لصب الحلي مصنوع من حجر السربانتين على ازدهار صناعة الحلي في سورية في الألف الثاني ق.م. ويحتوي القالب على ثلاث دوائر لصب الأقراط ومختلف أدوات الزينة موضحا أن الفراغات الزخرفية المنقوشة بحافة القالب تتصل مع بعضها بواسطة قناة الاسالة التي كان يسيل فيها المعدن المصهور وينسب تاريخه إلى عصر البرونز الحديث ومكتشف في موقع رأس الشمرة الأثري "مملكة أوجاريت".
ويخلص الدكتور السيد إلى أن هذه اللقى تدل على الغنى الثقافي والحضاري السوري الموغل في القدم وتؤكد أهمية الحضارة السورية كجزء أساسي من تاريخ الحضارة العالمية.
عماد الدغلي