جهينة نيوز:
أكد المشاركون في الندوة الدولية الأولى للأوابد الأثرية بديرالزور في ختام أعمالها أمس الأهمية الحضارية للمواقع الأثرية في دير الزور لكونها تضم العديد من الحصون والقلاع التي تحوي المعابد والحمامات والمدافن إضافة إلى الرقم المسمارية واللوحات الفسيفسائية التي تعبر عن الحياة الدينية والنشاطات الحياتية المختلفة في ممالك الفرات الأوسط.
وقال يعرب العبد الله رئيس البعثة الوطنية في تل الكسرة الأثري أن أهمية التل تنبع من كونه يقع على الحدود الشرقية للأمبراطورية البيزنطية من القرن الخامس الميلادي وحتى الفتح الإسلامي مشيراً إلى أن طبيعة الموقع وتوضعاته الطبقية جعلت منه موقعاً متميزاً في مجال معرفة النظام الدفاعي ونموذج الحياة والتنظيم الاقتصادي والاجتماعي والمعتقدات الدينية في وادي الفرات الأوسط.
وأوضح أن تل الكسرة يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات واكتشف لأول مرة عام 1849 وتعاقبت عليه البعثات وعملت البعثة الوطنية خلال المواسم ما بين 2006 و2009 حيث عثر على عدد من المدافن والحمامات واللوحات أهمها لوحة الفسيفساء الفريدة التي عثر عليها العام الماضي وضمت رسوماً حيوانية واطاراً على شكل جدائل تصور نهر الفرات.
بدورها بينت الفرنسية سيلفي بترلي في محاضرتها حول موقع حلبية أن هذا الموقع يعودان إلى عصر زنوبيا وتنبع أهميته من مكونات بنائه المنقسم ما بين الحجر الكلسي والبازلتي مشيرة إلى أن القلعة بما تحويه من حصن وجدران وأسوار وتجمعات سكنية تعد ضمن قائمة القلاع الأربعين الأكثر أهمية على مستوى العالم.
ولفتت بترلي إلى أن أعمال التنقيب في الموقع بدأت عامي 1944 و1945 حيث عثرت البعثة السورية الفرنسية العاملة فيه منذ عام 2006 على عدد من القبور تجاوز عددها 300 قبر إضافة إلى عدد من الجرار الفخارية واللوحات الجدارية وأجزاء من السور والجزر السكنية والحمامات مشيرة إلى الجهود المبذولة لتدعيم عدد من هذه المواقع.