جهينة نيوز- عبير غسان القتال:
أصدر الباحث الدكتور بهاء الأمير كتاباً بعنوان "اليهود والماسون في الثورات والدساتير" عام 2011 طبعة مكتبة مدبولي، فور انتهاء ثورة يناير بمصر. وهو كتاب عميق وغني بالمعلومة الموثقة، انطلق فيه الباحث من نظريته بشأن تورط اليهود في المؤامرة الكبرى المتجسدة في بروتوكولات حكماء صهيون، والتي أصّلها في كتابه الوحي ونقيضه، ليعيد دراسة انعكاس دور اليهود في العصر الحديث على (الثورات) انطلاقاً من تشكيل الوعي الغربي عبر الجمعيات السرية، لتسيطر الماسونية وأخواتها على الدول العظمى والمنظمات الدولية بصياغة دساتيرها وقوانينها ومناهجها العلمية بعد تغلغلها في وسائل الإعلام والاقتصاد والدين والسياسة.
ويتعرض الباحث للدور الذي لعبه اليهود والماسون عبر التاريخ في إثارة الفوضى وصنع الثورات والتحكم في دساتير الدول لتحقيق أهداف يسعون إليها على حساب الآخرين، مؤكداً أن اليهود والماسونية العالمية لهما صلة قوية -لكنها خفية جداً- بكل الثورات التي حدثت في العالم، بدءاً من الثورة الفرنسية –نموذجاً- الملقبة بأم الثورات في العالم، حيث أشار في مقدمة الكتاب إلى أن هيكل سليمان الذي يريد الصهاينة إزالة المسجد الأقصى لإقامته مكانه، هو روح الماسونية ومصدر رموزها وطقوسها.
ويضيف: "إن اليهود في الماسونية والحركات السرية هم أصلها ونواتها والفاعل الحقيقي فيها، وهم مدبرو الثورات وصنّاعها ومهندسوها، لكنهم ليسوا واجهتها ولا غلافها"، ويتابع أن "الكابالا" وجوهرها الحقيقي مقصور على صفوة الصفوة، لذا فكل حقيقة يعلمها الصفوة لابد من غلاف يغلفها ليظل غيرهم من البشر في غفلة عنها، وهذا ما يجعل من العسير معرفة دور اليهود والماسون في كل ثورة، ويجعل إدراك صلة ما يحدث باليهود وغاياتهم ومسارهم للتاريخ في حينه يكاد يكون أمراً مستحيلاً.
لأن أداة اليهود الرئيسية وقوتهم التي يصنعون بها الثورة والثوار كما أوضحها الدكتور بهاء الأمير، هي قوة خفية لا سبيل لوضع اليد عليها ولا لمعرفة مصدرها، بل ولا إدراكها والوعي بها، لأن مجال عملها الأصلي هو عقول الثوار ونفوسهم، فاليهود والماسون يصنعون الثورات بالأفكار، وأول خطوة في صناعة الثورة بالأفكار هي تغيير الوعي العام وبديهيات الأذهان، وتبديل موازين النفوس وما يؤثر فيها، ومعيار ما تقبله أو ما يثيرها فترفضه.
وللتدليل على ارتباط اليهود والماسون بقيام الثورة الفرنسية، نقل الباحث عن الماسوني ج. مارتان في كتابه "الماسونية في فرنسا والتدبير للثورة" قوله: "الماسونية تسعى عبر بث أفكارها وما دبرته من ثورات إلى استئصال الحضارة الإنسانية القائمة من جذورها، وإقامة عالم جديد يغاير هذه الحضارة في عقائدها الدينية وفي أنظمتها السياسية والاجتماعية".
ولم يكتف الأمير بالإشارة إلى ارتباط عدد من قادة الثورة الفرنسية بالماسونية مؤيداً ذلك بالوثائق، بل أكد -بالوثائق أيضاً- أن الثورة البلشفية فى روسيا، موّلها يهود الولايات المتحدة، وأن اليهودي الروسي إسرائيل لازاريفتش هو الذي كان يمول لينين ويغدق عليه بلا حساب، وقال: "إن أول سكرتارية للحزب الشيوعي السوفييتي تكونت من أربعة وعشرين عضواً، سبعة عشر عضواً منهم يهود صرحاء".
كما أشار إلى أن التحريض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني والذي شنته الصحف الأوروبية بعد رفضه السماح لليهود باستيطان فلسطين، قد تم بتمويل يهودي وبتدبير من المحافل الماسونية، كما أن اجتماعات الثوار ضده بقيادة كمال أتاتورك كانت تعقد في بيوت اليهود ذوي الجنسيات الأوروبية وتحت حمايتهم التي تشملهم بها المعاهدات والامتيازات الأجنبية.
ويتابع الدكتور الأمير: "أن في كل ثورة داخل المسار العربي تكون الخطوة أو النقلة في المسار اليهودي خبيئة لا تنكشف إلا بعد عشرات السنين..." تماماً كالذي حدث في الثورة العربية الكبرى، عندما أغرت الحكومة البريطانية الشريف حسين وأعدّته نفسياً للثورة، ممنية إياه بمجد باذخ وملك شامخ، فاشتعلت الثورة، ومن أشعلوها يمنون أنفسهم بدولة عربية كبرى موحدة، لكنها انتهت بتمزيق بلاد العرب والتأسيس لدولة اليهود.
أما ما يرتبط مباشرة بما يحدث على الأرض العربية تحت مسمّى "الربيع العربي"، فقد أفرد له الباحث فصلاً تناول فيه ثورة يناير في مصر وما تبعها من ربيع عربي تحت عنوان "اليهود والماسون في ثورات العرب" والذي حال دون نشر الكتاب لاسيما بوجوده، والذي يثبت فيه أن الثورة لم تندلع إلا بتحريض يهودي، مما اضطره في النهاية إلى عزل هذا الفصل ونشره وحيداً في كتاب مستقل على الإنترنت.
ومما جاء فيه: الثورات صناعة ومهنة وحرفة لها أرباب وأساتذة وخبراء، ولها أصول وقواعد وفنون ومهارات، ولها أسرار يتوارثها هؤلاء الأرباب والأساتذة والخبراء.
فمن أسرار صناعتها وهندستها أنها تتكون من ثلاث دوائر:
1- الطبقة الخارجية هي الكتل الكاسحة وملايين العوام، وهي أداة اكتساح السلطة بتفجير ما تراكم في عقولها ونفوسها من غضب وسخط وعنف بما هو موجود فعلاً من فساد وظلم وضيق.
2- الطبقة الوسطى هي قادة الميادين والشوارع وذوي الصيحات والكلمات والخطب ممن يسخنون هذه الكتل ويضرمون النار في ما هو مكنون في نفوسهم.
3- الطبقة الداخلية أو النواة هم أرباب الثورات حقاً وأساتذتها وخبراؤها.
ومن أسرار صناعة الثورات أيضاً أن تتوهم الكتل الكاسحة أنها اندلعت وحدها ومن تلقاء نفسها.
وليس الأمر مصادفة أن تلتقي الشعارات وتتشابه "سلمية سلمية.. شعارات يهودية" هي أفكار المفكر الأمريكي جين شارب Gene Sharp التي حوّلها الملياردير اليهودي بيتر أكيرمان من كتابات نظرية ودراسات ورقية "كتابه استراتيجيات الصراع غير العنيف" إلى ممارسات عملية.
وكتاب شارب 198 طريقة للأفعال غير العنيفة 198 Methods Of Non Violent Action، من أوائل الكتب التي يتم توزيعها على النشطاء من الشباب وتدريبهم على ما يحويه من أساليب ووسائل.
بقي أن نؤكد أن كتاب "اليهود والماسون في الثورات والدساتير" دعوة لإعادة قراءة التاريخ وإزالة الغشاوة والغفلة عن عقولنا لنكشف للناس حجم الخدعة الكبرى التي اسمها ثورة الربيع العربي، لأن اليهود كما يقول الدكتور بهاء الأمير: "لا يستوطنون ولا يسيطرون إلا على أذهان فارغة".
20:29
20:51
20:53
16:11
12:52
12:52