المأزق الأمريكي - متى ستأتي الحرب الشاملة

الثلاثاء, 9 كانون الثاني 2018 الساعة 01:41 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 المأزق الأمريكي - متى ستأتي الحرب الشاملة

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

مع إنتهاء الحرب الباردة بدأت الولايات المتحدة حرب من نوع آخر ضد روسيا عبر الثورات الملونة في المجال الجيوسياسي السوفيتي السابق او عبر دعم الارهاب في الشيشان و حتى عبر الحرب المباشرة على يوغسلافيا, و جميع الحروب الأمريكية كان هدفها الوصول الى ثروات بحر قزوين و ثروات القطب الشمالي و الجانب الآخر السيطرة على الممرات البرية و المائية حول العالم ضمن سياسة القطب الواحد, و نجحت الادارة الامريكية بتحجيم الصناعات الروسية و بشكل خاص بعد الثورة البرتقالية في اوكرانيا حيث ان غالبية المنتجات الروسية هي حصيلة عمل معامل روسية و اوكرانية, و لكن مع نهاية التسعينات بدأت الحروب الامريكية بالوكالة تأخذ نواحي عكسية تماماً و ذلك مع تشتت الإمبرطورية الأمريكية و توسعها بدأت تتلقى الضربات بدأ من خروج أمريكيا اللاتينية من دائرة النفوذ الأمريكي و تساقط ثوار واشنطن شرق آوروبا و بشكل خاص قرغيزستان و حتى اوكرانيا تمكنت الديمقراطية من إسقاط الثورة البرتقالية مما دفع واشنطن الى دعم إنقلاب عسكري في ذلك البلد.

و لكن مع بداية القرن العشرين بدأت الولايات المتحدة بسلسلة حروب لم تتمكن خلالها من تحقيق اي نتيجة سوى تدمير الإقتصاد الأمريكي و من خلفه إقتصاد دول الخليج الذي تم إستنزافه في حروب خاسرة, و نتيجة الفشل الأمريكي الذي إنعكس سلباً على الإقتصاد الأمريكي و هو الإقتصاد الأقوى في العالم بدأ العالم كنتيجة طبيعية بالتخلي عن الإعتماد على الإقتصاد الأمريكي الذي فقدت الثقة به نتيجة الحروب الأمريكية و الدين الأمريكي العام الذي تجاوز عشرين تريليون دولار, لدرجة دفعت واشنطن الى إشعال حرب النفط لرفع قيمة الدولار و احراج شركائها و الضغط عليهم لدرجة رفع شعارات "حلب البقرة الحلوب", و من أهم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية:

1- التخلي عن العملة الأمريكية في التجارة الدولية و بدأ فعلياً و بشكل خاص بين روسيا و الصين و روسيا و ايران و لاحقا ما بين دول بريكس, و حتى سورية بدأت بالتخلي عن الدولار و بشكل خاص مع روسيا, و هذا من شأنه منع المجلس الفيدرالي من طبع عملات جديدة.

2- التخلي عن الدولار في سوق الطاقة الإحفورية حيث بدأ يتضائل تأثيره على سوق الطاقة مع منافسة الغاز للبترول بكون الغاز لا يقع كاملاً تحت الهيمنة الأمريكية و رغم ان امريكيا تملك أكبر مخزون غاز في العالم و لكن بالكاد يكفي إحتياجاتها و لو أنها التزمت بالإتفاقات الدولية لكان من الممكن ان تشتري واشنطن الغاز الفينزويلي من شركات روسية و هذا الأمر محتمل في المستقبل, و أكبر عقود الغاز في العالم تمت بدون إستعمال الدولار, و مؤخراً إنتهى المطاف بقيام الصين بتسعير النفط و لأول مرة باليوان الصيني في تطور اقتصادي غير مسبوق.

3- بيع روسيا للتكنولوجيا العسكرية و بشكل خاص للهند و الصين نتج عنه ظهور منافس قوي للأمريكي في سوق الأسلحة و أصبح الأمريكي يعتمد على الدول التابعه له للحفاظ على نسبة صادراته من الأسلحة و بشكل خاص دول الخليج التي تكدس أسلحة بشكل خيالي و دول شرق آوروبا و اليابان و كوريا الجنوبية.

4- حرب شمشون النفطية من خلال ضرب أسعار النفط للضغط على الإقتصاد الجزائري و الفينزويلي و الايراني و الروسي و للحفاظ على سعر صرف الدولار الذي إنهار نتيجة العوامل السابقة و لكن حرب النفط أتت بنتائج عكسية و المتضرر الأكبر كان دول الخليج و الشركات النفطية الأمريكية التي تقلصت أرباحها نتيجة إنخفاض الأسعار و قلّصت الإحتياطات الخليجية التي هي الداعم الأول للعملة الأمريكية بكون هذه الأموال لا تتحرك من الأراضي الأمريكية, و فشل حرب النفط كان السبب الرئيسي لزيارة العاهل السعودي الى موسكو بموافقة أمريكية.

5- بدأ فقدان واشنطن السيطرة على البنوك و المصارف الدولية نتيجة إزدياد حصص الصين و روسيا و حلفائهم الإقتصاديين و تزامن ذلك مع ظهور بنك بريكس للتنمية كمنافس للمصارف الدولية.

6- العقوبات الأمريكية على الكثير من الدول خلق مناخ ملائم لظهور منافسين للتحويلات المالية الأمريكية و الإعتمادات المالية الأمريكية, و كان سبب لتراجع ارباح شركات الإعتماد الأمريكية (ماستر كارد و فيزا و اميركان اكسبرس) التي تم إخراجها من أسواق الكثير من الدول بهدف الضغط السياسي على تلك الدول و ما أعلنت عنه الصين عن قيمة تداولات عبر الهاتف المحمور يؤكد أن شركات الإتمان الأمريكية بدأت تفقد قوتها في العالم, و حتى في مجال الطيران المدني فقدت بروكسل و واشنطن ميزة الإحتكار.

7- إنتصار سورية ضد داعش خلق أرضية لكثير من الدول على الإنفتاح الإقتصادي بعيداً عن الوصابة الأمريكية و مثال ذلك العلاقات الروسية المصرية لتي بدأت تعود لمرحلة تشبه السبعينات, و حتى تركيا التي كانت تعتبر مزرعه امريكية بدأت في البحث عن بدائل.

8- بدء خلق ممرات برية كطريق الحرير و الربط البري بين آوروبا و آسيا و حتى ممرات مائية جديدة كممر بحر الشمال و هو ما سيضعف شركات التأمين الامريكية و يعزل واشنطن خلف البحار.

9- جميع حروب واشنطن المشتعلة حسمت نتيجتها و أصبح التطور فيها سيؤدي الى مواجهة واسعه في ظل العجز الامريكي عن شن حرب نووية خاطفة و في ظل تحول اي حرب في شبه الجزيرة الكورية الى مغامرة غير محسوبة.

جميع ما سبق و بشكل خاص معادلة خفض سعر النفط لرفع قيمة الدولار سيوصل الى نتيجة واحدة و بدأت فعلياً بالبروز إقتصاديا و هي الإستغناء عن الدولار كعملة وحيدة للتجارة العالمية, وأما سياسة خلق تهديدات وهمية لأجل الضخ الهائل للأسلحة و بشكل خاص الحلفاء التابعين للإدارة الأمريكية سيصل في نهاية المطاف الى طريق مسدود غير قادر على إنقاذ الإقتصاد الأمريكي و بالكاد سيحقق للأمريكي موارد التصدي للتهديدات العسكرية التي تحيق بواشنطن و التي تتطلب المزيد من الإنفاق العسكري على تطوير السلاح, و بكون الدولار الأمريكي محمي بالطاقة و الحلفاء الخليجيين ولا غطاء ذهبي له فإن مهدد بشكل حقيقي, و لهذا السبب أصبح الشركات الأمريكية المتضررة من سياسة واشنطن و الشركات الرابحة في خندق واحد عنوانه سقوط الدولار يعني سقوط الجميع, و لهذا السبب و مع العجز الأمريكي فإن الادارة الأمريكية حالياً تملك ورقة الضغط على الدول بالفوضى كما يحدث شمال سورية و مع مرور كل يوم تسقط هذه الورقة من يد الأمريكي و مثال ذلك القضاء على داعش و فشل نشر الفوضى في إيران, و لهذه الأسباب فإن الحرب الشاملة خيار قائم بقوة كما تحدث سيد المقاومة و يبقى السؤال هل سيمنحنا الأمريكي هذه الفرصة, فبعد خطاب سيد المقاومة و لأول مرة أصبحت شعوب المنطقة تنتظر الحرب الشاملة, أم أننا سنسعى إليها.؟


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    9/1/2018
    03:08
    كل ما ذكرته هي تحولات طبيعيه في مسآلة التطور ..
    مساله التطور نخضع للتناقضات وتؤثر بها الازمات ايجابيا ، لان الصراعات في العالم هي جزء من عجله التطور الاقتصادي والفكري والاجتماعي واذا فشلت تلك المجتمعات في فهم عمليه التطور عندها تدخل في الازمه؟ والمشكله في الحضاره الامريكيه حلول ازماتها لا يبدآ بفهم الازمه لحلها ، بل بتطويعها بالحلول السياسيه الامريكيه المعتمده على سياسه القوه والزعرنه وسياسيه النهب واشعال والفتن واضعاف الشعوب بالحروب واستنزاف مقدراتها لتاخير عمليه التطور والتنميه وربما قالها ريغن ان حل مشكله الفقراء لا يتم بافقار الاغنياء وكذلك حل مشكله امريكا لاقتصاديه لا يتم عبر تدمير اقتصاديات الامم الاخرى وامريكا هي في ازمه وتريد ان تصدر ازمتها لتتهرب من حل الازمه وهذه استراتيجيات المهزومين ، والمهزوم قد يدخل حرب ولكن ينتصرفيها.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا