ازمة قطر مع شقيقاتها الخليجيات تدخل “مناطق محرمة”..!؟ بقلم عبد الباري عطوان

الجمعة, 2 حزيران 2017 الساعة 02:33 | مواقف واراء, زوايا

ازمة قطر مع شقيقاتها الخليجيات تدخل “مناطق محرمة”..!؟ بقلم عبد الباري عطوان

جهينة نيوز

بوادر نجاح أي وساطة تنعكس دائما في حدوث “هدنة” إعلامية بين الدول المتخاصمة كخطوة اولى، تمهيدا لبدء الحوارات السياسة لتطويق الازمة، والوصول الى “تفاهمات” حول نقاط الخلاف الرئيسية، وإصلاح البين.

اذا طبقنا هذه القاعدة على ما تردد عن وساطة يقوم بها امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في الخلاف القطري السعودي الاماراتي المتفاقم، فإننا نجد ان هذا الخلاف ما زال على حاله، بل يزداد تصاعدا، وان الزيارة الخاطفة التي قام بها امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى دولة الكويت مساء امس الأربعاء، للتهنئة بمقدم شهر رمضان، لم تنعكس بأي شكل من الاشكال بطريقة إيجابية على صعيد التهدئة.

من يتابع وسائل الاعلام في الدول المعنية الأربع وتحركات السياسيين فيها داخليا وخارجيا، يلمس للوهلة الأولى مؤشرات على ان هذه الازمة بدأت تدخل مناطق “محرمة”، او بالأحرى مرحلة كسر العظم.

قناة “الجزيرة” الذراع الإعلامي الأقوى لدولة قطر دخلت في اتون المعركة، بعد ان كانت، أي هذه المعركة، مقتصرة على افتتاحيات بعض الصحف مثل “الراية” و”الشرق” في الدوحة، وكان لافتا انها، أي “الجزيرة”، شنت هجوما غير مسبوق على دولة الامارات العربية المتحدة، وركزت في احد برامجها على العلاقات المتطورة بينها بين إسرائيل، بما في ذلك السماح للاسرائيليين بدخول دبي دون تأشيرة دخول (فيزا)، وفتح سفارة في ابو ظبي، واقامة خط طيران مباشر بين العاصمة الإماراتية وتل ابيب.

اعلام الامارات ممثلا في صحيفة “الاتحاد”، وبدرجة اقل “الخليج”، دخل الى ارض المعركة، وبدأ يركز على دور دولة قطر و”مؤسسة قطر الخيرية” تحديدا، “في تمويل الحراك الفوضوي بالدول العربية تحت مسميات الثورة والنضال وحقوق الانسان”، مشيرا الى “ان قطر معنية بتعزيز نقمة الشعوب على حكامها وقادتها من خلال اثارة قضايا حقوق الانسان”.

ولعل التطور الأخطر في هذه الحملة الإماراتية نقل صحيفة “الاتحاد” على صفحتها الأولى خبرا عن صحيفة “اليوم السابع″ المصرية، يقول بأن الدكتور سعود بن ناصر آل ثاني عضو الاسرة الحاكمة في قطر بصدد الإعلان عن حزب سياسي معارض لنظام الحكم الحالي في قطر برئاسة الشيخ تميم بن حمد، وقدم الدكتور ما اسماه باعتذار لدول الخليج ومصر واليمن “عما بدر من نظام الحكم من سياسات قطرية تجاههم وتهدف الى شق وحدة الصف العربي”، وانتقد “التقارب القطري الإيراني”، وتحول قطر الى “منابع لتمويل الارهاب وتصدير الفكر المتطرف”.

اللافت ان الاعلام القطري يوجه معظم سهامه ضد دولة الامارات، ويتجاهل المملكة العربية السعودية التي تتزعم الحملة ضد دولة قطر، وربما يعود هذا التوجه الى وجود رغبة او “تكتيك” بتحييد المملكة أولا، وعدم اغضاب الشعب السعودي الذي أظهرت بعض اوساطه تعاطفا مع دولة قطر، ورفض بعض دعاته الإسلاميين الانخراط في الحملة ضدها ثانيا.

المعركة تبدو للوهلة الأولى غير متكافئة، خاصة بعد دخول الاعلام المصري الى ميدانها داعما للجناح السعودي الاماراتي البحريني، فقناة “الجزيرة” التي تشكل رأس الحربة في الامبراطورية الإعلامية القطرية لم تعد على الدرجة نفسها من القوة والتأثير على ما كان عليه حالها قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي التي انطلقت قبل ست سنوات، ولعبت فيها دورا “تحريضيا” محوريا.

ويبدو واضحا ان استراتيجية قطر المتبعة حاليا في مواجهة هذا التحالف الرباعي الموجه ضدها، والذي يركز على نقطة حساسة ومؤثرة وهي علاقتها بـ”الإرهاب”، تتمحور حول نقطتين أساسيتين:

الأولى: النأي بنفسها كليا عن نتائج قمة الرياض الأخيرة التي انعقدت بحضور الرئيس دونالد ترامب، والبيان الصادر عنها بمحاربة الإرهاب، واعتبار ايران رأس الحربة فيه مثلما ورد على لسان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

الثانية: التقارب اكثر من معسكر ايران وتبني سياساته “المُمانعة”، وتطوير علاقاتها مع “حزب الله” و”سورية” و”حماس″، وانعكس هذا التقارب بشكل واضح على سياسة قناة “الجزيرة” الحالية التي باتت اكثر تعاطفا مع الحوثيين، وايران، وتتحدث عن معتقلات سرية للتعذيب تحت اشراف الامارات في عدن وسوقطرة، واستخدامها تعبير “الجيش العربي السوري” بدلا من “جيش النظام”، ولوحظ تكوين قطر جبهة مع ايران وسورية في الامم المتحدة، قامت يوم امس بالاعتراض على تزكية سفير إسرائيل داني دانون نائبا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها المقبلة.

في ظل هذا التصعيد الذي يعكس تجاوز طرفي الازمة كل الخطوط الحمر، من الصعب التنبؤ بأي بصيص امل على صعيد نجاح أي وساطة كويتية، مفترضة، هذا اذا وجدت بالأساس.

بني جناحا معارضا في الاسرة القطرية الحاكمة من قبل اعلام دولة الامارات خطوة غير مسبوقة، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت عام 1996 لاعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الى عرش الدوحة، بعد الإطاحة به من قبل ابنه ولي العهد في حينه الشيخ حمد بن خليفة به في انقلاب ابيض.

صحيح ان هناك فوارق كبيرة بين الشخصيتين القطريتين، فالامير الجد (توفي قبل عام) كان يملك مكانة خاصة، ويتمتع ببعض الشرعية، ولكن الجديد هو تجاوز الخطوط شديدة الاحمرار في التقاليد الخليجية، ومحاولة شق الاسر الحاكمة.

من الصعب علينا التكهن بالمآلات التي يمكن ان تصل اليها هذه الازمة، وهي في اعتقادنا في هذه الصحيفة “راي اليوم”، مرشحة للمزيد من الصدامات والتعقيدات، ويبدو اننا امام انقسام حاد في مجلس التعاون الخليجي وبالتساوي، الى معسكرين يتبلوران بسرعة: الأول يضم قطر وسلطنة عمان وبدرجة اقل الكويت، والثاني المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين.

امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي اكرم وفادة ضيفه ونظيره القطري الشيخ تميم، واولم له بحفل إفطار فاخر على شرفه حضرها كبار المسؤولين ورجالات الدولة، يلتزم الصمت تجاه الازمة، وكذلك الاعلام الكويتي الذي يجاهد لكي يكون محايدا، او شبه محايد، فالتصريحات الصحافية الرسمية مقتضبة جدا، ونادرة، الامر الذي يجعلنا لا نعول كثيرا على وجود أي وساطة كويتية وشيكة، على غرار ما حدث اثناء ازمة سحب السفراء عام 2014، والعنوان الأبرز لهذه الازمة هو التأزم اكثر، وربما دخولها مناطق “محظورة جدا”، من بينها محاولة تغيير أنظمة.

ونكتفي بهذا القدر لان ليس كل ما يعرف يقال في الوقت الراهن على الأقل.

“راي اليوم”


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    2/6/2017
    21:13
    بلا تحليلات فاضيه يا عبد الباري ..
    خلاص بيعطوا الامريكان ٦٠٠ مليار يعني ازود من السعوديه وتنتهي الازمه .. الكويت نهبوها بحرب الخليج لاولي . وغدا قطر .. والامارت بيدفعرا جزيه .. والبخرين لولا جسر الملك فخذ .. ولا ما حدى دريان فيها .. لسه بتتفلسف وبتحلل ، ووساطات ، واستراتيجيات .. هذول الحجاش .. ما بيحسوا بالخازوق الا بعد ما ياكلواااا .. ومع ستين الف صرمايه ..
  2. 2 عائشة من حماه
    8/6/2017
    14:48
    ماخور الخليج وعاهراته اختلفوا (على فلسطين)
    مايحدث في الخليج البدوي يحدث في بيوت العاهرات عندما يتسابقن على الاعتراف بمن هي اكثر عهرا. وينتهي الامر بتحميل الخلاف على من هو الدقرفي العهر. السعودية هي البترونة التي تسوق لكل زعران العالم عن اصول الزنا ببلدان البدو الخليجية . ملك البدو سلمان يصدر التوصيفات لكل واحدة من القحبات وعن اجرها ودورها في عملية الزنا بين الغرب ومصالحه في حماية اسرائيل والمبالغ التى ستدفعها كل قحبة لحمايتة نفسها من الطرد أوالعزلة. عندما قدم طرمب بدأت السعودية بالاستعراض غير المسبوق بانها هي من ستنهي القضية الفلسطينية وبغرور غيرمتوقع تبرعت لطرمب بمبلغ زاد عن 500 مليار دولار. ذهل طرمب وقال: يدك طولى ياسلمان افعل ماتشاء بين العربان. سلمان طلب من قطر (انسوا فلسطين) اولا لان الملف صار بين يديه والتوقيع صار واجبا عليه.
  3. 3 بديع الزمان
    8/6/2017
    15:15
    ركز معي يا أستاذ باري بهذا العرض الاختياري
    انت فلسطيني يا أستاذ باري ... وفلسطين ستباع قريبا ان كنت داري أو غير داري .. طرمب وعد نتياهو بنقل السفارة الامريكية الى القدس . سأله نتنياهو هل ستعلن اليوم عن نقل السفارة قال تريث قليلا يانتن بعد ان يحول الملك سلمان المبالغ وتصبح عندنا بامان فقط ستة اشهر يانتنياهو . الطبخة صارت فوق النارونترك للطباخ العجوز سلمان كيف يتصرف بخلط الاوراق وينبش جذور مشاكل قديمة عند منافسه في قطر. للتعمية سيخلق خلافات جديدة تؤتي بنتائج حميدة . وقد يضطر الى قطع بعض الرؤوس بشكل محبوك ومدروس اعتقد ان هذا السلمان هو ملك الجان يفتك بجيرانه بطريقة سريعة ويغطي نتائجها بالدين بطريق بديعة. واتهامهم بالارهاب وهو سليل الارهاب. سمعت انهم يلقبونه بقرن الشيطان وان اعترف بهذه التسمية كمان. ستة اشهر يانتن سأقطع رأس هذا النتن.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا