جهينة نيوز_ هانيبال خليل:
بعد أيام قليلة سنكون وكل ضيوف سورية الأعزاء على موعدٍ مع أقدم وأعرق المعارض الدولية في "الشرق الأوسط"...إنه معرض دمشق الدولي بعد غياب خمس سنوات، وبعد ثلاثةٍ وستين عاماً من الانطلاقة الأولى في الأول من أيلول عام 1954...
وكانت المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية قد أعلنت أمس عن برنامج المهرجان الفني المرافق لأيام معرض دمشق الدولي في دورته الـتاسعة والخمسين والمقرر انطلاقه في الـسابع عشر من آب الجاري ولغاية الـسادس والعشرين منه.
أما محتوى البرنامج فحفلاتٌ غنائية مجانية للزوّار لعدد من (النجوم) السوريين والعرب وعروض فنية راقصة لفرق فلكلورية من عدة محافظات ابتداءً من اليوم الثاني لافتتاح المعرض، والذي سيكلَّل بالفلكلور الشركسي لفرقة "الجمعية الخيرية"(!) بالإضافة إلى حفل غنائي للفنان أيمن زبيب.
وفي اليوم الثالث سيحفل المعرض بحفل غنائي للفنان وفيق حبيب وعرض راقص لفرقة "المهرة للرقص الشعبي" بعنوان "زغردي يا شام".
أما اليوم الرابع فسيتوَّج بحفل غنائي للفنان مصطفى هلال، يصحبه فلكلور شعبي لفرقة "الرقة الوطنية للفنون الشعبية" بعنوان "ليل البوادي"...بينما سيفَرَّغ اليوم الخامس لنقابة الفنانين السوريين لتقدّم حفلها الغنائي، ويتلو ذلك في اليوم السادس حفلٌ غنائي للفنانة إيناس لطوف يليه حفل يانصيب معرض دمشق الدولي وبعده حفل غنائي للفنان فارس كرم.
وسيقام في اليوم السابع حفل غنائي للفنان معين شريف والفنانة ميرنا ملوحي، وسيُخصَّص اليوم الثامن لحفل الفنان محمد اسكندر بالإضافة إلى عرض ٍفلكلوري شعبي لفرقة "نداء الأرض" بعنوان "مقتطفات من عرس الزيتون"، وفي اليوم التاسع سيشهد المعرض حفلين للفنانين علي الديك ومحمد خيري، بينما سيشهد في يومه العاشر والأخير عرض مسرحية "الوصية" للمخرج والكاتب ممدوح الأطرش وحفلاً غنائياً للفنان حازم الشريف.
ولا شكَّ أن قائمة المشاركين المسهمين في إحياء ليالي معرض دمشق الدولي التاسع والخمسين تستطيع إحياء تلك الليالي بعد أن غاب الفرح والمرح والصخب عن ليالي منطقة المعرض الجديدة لسنوات مظلمة وظالمة بفعل الأحداث الأليمة التي تسبّب بها الإرهاب ضد سورية، ولكن هل هو الإحياء المطلوب لمعرض العاصمة المنتصرة التي لا يوجد بين الفنانين العرب والمحليين من لم يغنِّ فيها أو لها سابقاً؟!
ها هي دمشق تعلن نصرها على الإرهاب وتجعل من المعرض الجديد المتجدد عنواناً مرحلياً لعودة نشاطها الاقتصادي والاجتماعي والفني كمالم تشهده السنوات السبع الماضية، فلماذا نلمس هذا العجز والفقر في برنامج مهرجان المعرض الفني؟! هل هو العجز الإداري والتنظيمي المعتاد؟ لماذا لم يُعط هذا الحدث الهام حقّه من حُسن التنظيم وإدارة الأشخاص المتمكنين الأكْفاء له؟!فجلُّ المشاركين الفنيين في ليالي المهرجان هم من الفنانين ذوي الحضور الروتيني في الحفلات العامة والخاصة، بل إن معظمهم (يُطرب) آذان السكّان يومياً عبر فُوّهات الميكروفونات المفتوحة ضمن فضاءات الغناء في المدن، ويستطيع صاحب أي مطعم مشهور أو عرس ميسور أو صالة ليلية استدعاء قائمة شبيهة بقائمة مهرجان المعرض المعلنة...فأيُّ مهرجانٍ فنيٍّ هذا لمعرض دمشق الدولي المتجدد الذي يجب أن ينفض عن جناحيِّ العاصمة غبار التعب، وهل من جديدٍ متميّزٍ ستقدّمه قائمة العروض؟
وبالتأكيد فنحن لا نبخس حق الفرق والفنانين المشاركين من المديح والإطراء الذي يستحقونه، كما أننا لسنا بصدد تقييمهم فنياً، ولكن يحق لنا أن نكرر التعليق والسؤال: هل يليق برنامج المهرجان الفني المعلن لمعرض دمشق الدولي بالعاصمة المنتصرة؟! وهل من الممكن قبول مبررات بعض النجوم الكبار الذين تذرّعوا بحجة الحزن على الشهداء لكي لا يحضروا المهرجان ويشاركوا فيه؟ فالفن الراقي لا يعني حتماً تلك النغمات الراقصة المرحة السعيدة، لأن الموسيقا المتميزة المدروسة والغناء الهادف الأصيل هما خير ما يعبّر عن الحالة الإنسانية الوطنية، بل خير ما يواسي القلوب الحزينة على فراق أحبّتها، وأروع ما يُطَمْئِنُ الأرواح الطاهرة الغائبة عن دنياها.
وختاماً نقول: كان معرض دمشق الدولي وكانت مهرجاناته الفنية، ولعل ما يجب أن يكون هو أن نقول بحق "عدنا والعوْدُ أحمدُ"!
02:42
03:11
03:21
00:17
00:19
00:20
00:21
00:24
00:25
10:35