جهينة نيوز
بات وضحا أن كيان الاحتلال الاسرائيلي يعيش في حالة قلق لجهة التطورات المتسارعة في الشأن السوري ، و ما يحققه الجيش السوري من منجزات ستكون وبالا على اسرائيل ؛ اسرائيل التي أدركت بأن الحرب على سوريا فرصة ذهبية لتغير الواقع السياسي و الميداني في المنطقة ، و يجب استثمار هذه الحرب بما يناسب استراتيجية اسرائيل التي ترمي إلى تقسيم سوريا ، و إلغاء التهديد الوجودي الذي تشكله سوريا على كيان الاحتلال ، على اعتبار أن سوريا تشكل العمود الفقري لمحور المقاومة ، من هنا سعت اسرائيل و مع بداية الحرب على سوريا إلى توظيف الإمكانيات العسكرية و الاستخباراتية و اللوجستية لتحقيق واقع جديد ، و قامت بدعم العديد من الفصائل الإرهابية في الجغرافية السورية بغية رسم واقع سياسي و ميداني في سوريا ، لكن اسرائيل اخطأت في الحسابات الاستراتيجية بالاعتماد على فصائل ارهابية لم تقدم لها سوى الهزائم ، على الرغم من تقديم كافة اشكال الدعم بما فيه الدعم العسكري ، عبر تنفيذ غارات على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري ، فحين كُسرت أدواتها في الجغرافية السورية بات على اسرائيل التدخل بشكل مباشر لتغيير قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها الجيش السوري بانتصاراته و منجزاته الاستراتيجية .
الأربعاء الماضي شكل تغيرا استراتيجيا في قواعد الاشتباك مع العدو الاسرائيلي ، فما شهدته جبهة الجولان السوري المحتل كان أشبه بإطلاق صفارات الإنذار لبدء حرب إقليمية ، مع عدم امكانية توقع إلى مدى ستصل نيرانها ، خاصة أن المناخ السياسي و الميداني متوتر نتيجة الممارسات الأمريكية و الاسرائيلية في المنطقة ، فقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي عن إطلاق نحو 20 صاروخاً، استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان مصدرها الأراضي السورية، وحمّل المتحدث إيران مسؤولية الاعتداء، وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية بعدة بالصواريخ، وبعضها تم اعتراضه ، و قد بدا واضحا أن الكيان الاسرائيلي حاول التخفيف من الأثار العسكرية للضربة السورية ، حيث فرضت الرقابة العسكرية الاسرائيلية الحجب عن أي معلومة حول الصواريخ التي استهدفت مراكز عسكرية إسرائيلية في الجولان، ولكن إطلاق صفارات الإنذار و مطالبة المستوطنين بالنزول إلى الملاجئ كانت أبلغ الأخبار بحجم الضربة العسكرية التي وجهتها سوريا لقواعد الاحتلال في الجولان السوري المحتل ، و عليه يمكن القول أن اسرائيل تألمت جدا من الضربة السورية المركزة و الدقيقة ، و التي جاءت ردا على استفزازات الكيان الاسرائيلي ، بالإضافة إلى الرسائل التحذيرية التي حملتها هذه الضربة و القول صراحة أن زمن الاستكبار الاسرائيلي قد ولى إلى غير رجعة ، على اسرائيل مراجعة حساباتها جيدا قبل الإقدام على أي حماقة .
و لقراءة مفاعيل الضربة العسكرية السورية ضد أهداف اسرائيلية في الجولان السوري المحتل ، يمكن القول أن هذه الضربة أدت إلى انكسار هيبة اسرائيل و جاءت تحذيرية بأن زمن امتلاك قواعد الاشتباك قد انتهى ، وعيله فإن المنطقة مقبلة على تحول استراتيجي هام لجهة موازين القوى و معادلات الردع ، و قد بدا ذلك واضحا في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لجهة أنهم غير مستعدين للتصعيد وتأزيم الأمور أكثر، خاصة أن الجيش السوري يُظهر إمكانيات عالية في التصدي لممارسات اسرائيل ، إضافة إلى الدعم الايراني الواضح للدولة السورية ، و هذا بحد ذاته يشكل قلقا لإسرائيل ، يضاف إلى ذلك القلق الناتج من المنجزات الاستراتيجية التي يحققها الجيش السوري و خروجه منتصرا في أي معركة ضد الفصائل الإرهابية التي تدعمها اسرائيل .
في المحصلة اسرائيل قلقة و ما هذه الاعتداءات المتكررة على الدولة السورية إلا دليلا واضحا على الإرباك الاسرائيلي و فشله في تحقيق أي منجز ميداني في سوريا عبر أدواته الإرهابية ، و كذلك يمكن القول ان تحركات نتنياهو الدبلوماسية إلى روسيا تهدف إلى الضغط على إيران و سوريا و منعهما من شن حرب ضد اسرائيل ، و في كل هذه المعطيات يبدو واضحا أن سوريا تسير في طريق النصر الذي رسمته تضحيات الشعب السوري و الجيش السوري ، و عليه فإن زمن التمرد الامريكي و الاسرائيلي في سوريا و المنطقة قد انتهى