جهينة نيوز:
بات من الواضح أن الحرب المفروضة على سوريا حملت العديد من الأهداف الاستراتيجية لجهة محور أعداء سوريا ، و جاء في قائمة هذه الأهداف تقسيم سوريا تمهيدا لإضعافها و إخراجها من قائمة التوازنات الإقليمية ، فواشنطن التي سعت إلى كسر العمود الفقري لمحور المقاومة ستخرج من الجغرافية السورية تجر ذيول الهزيمة ، و هذا ما أثبتته الدولة السورية و جيشها من خلال العمليات العسكرية التي قضت على أدوات واشنطن تباعا ، فالإنجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري هي استكمال لمسار النصر النهائي على الإرهاب ، و لا شك بأن أي معركة يخوضها الجيش السوري هي مقدمة لما سيأتي من إنجازات مترابطة و ستكون استكمالا للاستراتيجية العسكرية التي اعتمدتها الدولة السوري ، و التي ستؤدي في النهاية إلى نصر سيغير خارطة الشرق الأوسط السياسية.
قبل أي معركة يخوضها الجيش السوري تبدأ واشنطن و أدواتها بالضغط الإعلامي و السياسي على الدولة السورية ، و ذلك من أجل احتواء مفاعيل تحرك الجيش السوري تجاه أي بقعة جغرافية تقع تحت سيطرة الإرهاب ، و اليوم تُستكمل الإجراءات العسكرية للبدء بمعركة ستكون مفصلية في الحرب السورية ، هي معركة الجنوب السوري و التي تكون نهاية المعارك في سوريا ، و لكنها ستكون سببا في إسقاط الخطط الأمريكية و التي ستؤثر بشكل مباشر على مستقبل التوازنات السياسية و الميدانية التي ستحم تحرير باقي الجغرافية السورية من الإرهاب الأمريكي .
الجيش السوري يستعد لإطلاق معركة الجنوب السوري غير آبه بالتهديدات الأمريكية الخرقاء ، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دمشق منذ عدة أيام باتخاذ إجراءات ردعية حازمة إذا ما أقدم الجيش السوري على أي خطوة نحو القيام بعمل عسكري في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية في مناطق درعا والقنيطرة وما حولهما ، معتبراً أن مثل هذا الإجراء سيكون بمثابة انتهاك لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي تم التوصل إليه بين روسيا والأردن والولايات المتحدة وبطبيعة الحال سورية عبر الوسيط الروسي عام 2017 ، و الواضح أن التهديد الأمريكي جاء بعد قيام مروحيات تابعة للجيش السوري بإلقاء مناشير فوق مناطق أرياف درعا تدعو فيها المسلحين لإلقاء السلاح بالتزامن مع وصول حشود عسكرية ضخمة إلى المنطقة ، ومن هنا يتضح أن الدولة السورية قد اتخذت قراراً بشأن تصفية الفصائل الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيمي جبهة النصرة و داعش الإرهابيين ، و التي تحاول واشنطن بشتى الوسائل حمايتهما ودعمهما وتزويدهما بالدعم العسكري واللوجستي عبر قاعدة التنف الموجودة هناك.
واشنطن و من خلفها إسرائيل تدركان بأن القيادة السورية لن تتراجع عن تحرير الجنوب السوري من الإرهاب ، كما تدركان بأن محاولة تأجيل هذه المعركة من خلال التفاوض مع الروسي لن تمنع القرار السيادي لسوريا ببسط سلطة الدولة السورية على كامل التراب السوري ، و هو قرار أثبتت سوريا أنها قارة على تحقيقه رغم كل التهديدات الأمريكية ، و هذا ما شاهدناه من مناورات أمريكية أثناء تحرير الغوطتين الشرقية والغربية وكامل الريف الدمشقي من الإرهابيين ، و ذلك من أجل احتواء تقدم الجيش السوري و منعة من تحقيق المزيد من الانتصارات .
معركة الجنوب السوري و ما ستحمله من تداعيات و نتائج ستجعل من الأمريكي و الإسرائيلي يتجرعان كأس الهزيمة المر ، فمن جهة سيتم تقييد حركة الجيش الاسرائيلي على أطراف الجولان السوري المحتل ، و من جهة أخرى سيتم الضغط على القوات الأمريكية المتواجدة في التنف تمهيدا لإخراجها ، يضاف إلى ذلك السيطرة الكاملة على الحدود السورية الأردنية و ضمها لسلطة الدولة السورية ، و عليه سيتم تأمين العمق الاستراتيجي لدمشق و الذي كان طوال سنوات ممرا لوجستيا و بشريا للفصائل الإرهابية