معركة الجنوب السوري .. سياسية بامتياز.. بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا

الثلاثاء, 3 تموز 2018 الساعة 16:58 | منبر جهينة, منبر السياسة

معركة الجنوب السوري .. سياسية بامتياز.. بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

معارك الجنوب السوري في واقعها السياسي و العسكري مختلفة عن سواها من معارك الجبهات الأخرى ، لما تمثله جبهة الجنوب من واقع جغرافي يتسم بالتعقيد و التشابك ، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى ترتيبات إقليمية جديدة تتناسب مع الواقع الجديد الذي سيهز دول العدوان على سوريا ، عبر ما ستفرضه الدولة السورية في الجنوب السوري ، إذ أن تطورات الجبهة الجنوبية ستفرض على كافة الأطراف الإقليمية و الدولية نمطاً جديداً في إدارة الصراع لما بعد معارك الجنوب ، لنكون أمام مرحلة تتسم بفرض السيادة السورية على كامل الحدود مع الأردن وصولا إلى حدود الجولان السوري المحتل ، و عليه فإن مرحلة رفاهية الفصائل الإرهابية و داعميها ستنتهي ، لتنتهي بانتهائها أيضا مرحلة الفروض و بناء الرهانات من قبل محور أعداء سوريا ، و لتكون الكلمة الفصل في جنوب سوريا للدولة السورية و الجيش السوري .

ضمن هذه المعطيات من الطبيعي أن نشهد استنفارا في الإدارة الأمريكية و الكيان الإسرائيلي ، هو استنفار ناتج من خشية واشنطن و أدواتها بفقدان الكثير من أوراق الضغط على الصعيدين السياسي و العسكري ، على اعتبار أن تحرير الجنوب السوري بتداعياته و أثاره سيؤدي إلى إسقاط الخطط الاستراتيجية التي اعتمدتها واشنطن و أدواتها ، و بهذا التحرير ستنتهي النتائج السياسية و العسكرية للعدوان على سوريا ، فواشنطن سعت إلى تقسيم الدولة السورية ضمن إطار أوسع في ما سمي بصفقة القرن و تحضيراتها السياسية و الميدانية ، عبر إيجاد منطقة عازلة بين الجولان السوري المحتل امتدادا إلى الحدود الأردنية ، و هذه المنطقة ستكون بؤرة جغرافية تتبع مباشرة لإسرائيل لتوسيع نطاق أمانها ، لكن قرار الدولة السورية باستعادة الجنوب السوري أسقط مفاعيل الخطط الأمريكية و الاسرائيلية ، حيث أن العمليات العسكرية التي تجري حاليا في درعا و ما سبق هذه العمليات من تجهيز الحشود العسكرية ، أفهم محور واشنطن أن الجيش السوري ماضٍ في تحريره الجغرافية السورية من الإرهاب ، و ستكون الكرة بملعب الإدارة الأمريكية ، فإما الايعاز إلى أدواتهم بالتسليم ، و إما القضاء عليهم .

يبدو أن واشنطن أدركت استحالة قلب الوقائع في سوريا ، و باتت اليوم في مرحلة التملص و الاستغناء عن بيادقها في الجغرافية السورية ، و هذا ما دفعها إلى الروسي للاتفاق على مخرجات تتناسب و هيبة أمريكا التي سقطت جراء النجاحات السياسية و العسكرية للدولة السورية و جيشها ، فالعمل العسكري في الجنوب السوري يسبق اللقاء المرتقب بين بوتن و ترامب في هلسنكي يوم السادس عشر من تموز القادم ، ما سيشكل ورقة ضغط مضافة إلى جملة الأوراق السياسية و العسكرية التي تمتلكها الدولة السورية ، هذا اللقاء ستحتل به الساحة السورية النصيب الأكبر ، لارتباط الشأن السوري بالعديد من الملفات الإقليمية و الدولية ، خاصة بعد الفشل الإسرائيلي في استمالة الروس بطرق مباشرة و غير مباشرة للضغط على الدولة السورية ، و عليه فإن تل أبيب و عمان و أدواتهم الإرهابية خسروا الرهان في سوريا ، و بكل تأكيد ستكون الأخيرة وقودا لأي اتفاق روسي أمريكي .

في المحصلة ، من المفيد أن نتطرق إلى تقرير أعدته القناة الثانية العبرية ، و أبرز ما جاء فيه أن " المعارضة السورية باتت تدرك وكذلك الجانب الأردني أن إسرائيل سلّمت بعودة الرئيس الأسد إلى الجنوب السوري وإلى الحدود مع اسرائيل " ، عليه و بعيدا عن أي تحليل أو تقدير للموقف ، يبدو أن واشنطن و تل أبيب يدركون حدود قوتهم و مدى استخدامهم لهذه القوة ، و في النتيجة يمكن القول أن الدولة السورية انتصرت و حُسمت المعركة .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا