جهينة نيوز:
كلما تقدم الجيش السوري على محاور القتال، تكشف المزيد من مخططات التي تشكل محاولة لاطالة امد الحرب في البلاد، هذه المرة الدول الداعمة لمسلحي القاعدة في سورية يخرجون حلقة جديدة من مسلسل التسميات والوان الرايات للمجموعات المسلحة.
سقوط النصرة بالتزامن مع السقوط المدوي لجماعة “داعش” في سورية والعراق، أرخى بأجواء من القلق والخوف، لدى الدول التي تحرك تلك المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، فكان القرار ان تتقدم من جديد وبشكل مفاجئ إلى واجهة الأحداث جماعة جديدة تكون خارج التصنيف الامريكي للارهاب، وضمن فكرة انتقال البندقية بشكل سلسل من كتف الى اخر لجماعة القاعدة التي تُبدع في اطلاق الاسماء على مسلحيها، من الجيش الحر الى جبهة النصرة و”داعش”، والان ما يسمى بتنظيم “حراس الدين”.
عملية اعادة تدوير للارهابيين المرتبطين بالقاعدة، ضمن حلقة جديدة من حلقات استمرار الحرب في سورية، انطلقت تحت اسم حراس الدين، تضم بين جوانبها، قياديّين محسوبين على الصف الأول للقاعدة في بلاد الشام، ومشايخ ومنظّرون شرعيون، ومبعوثو أجهزة استخبارات إقليميّة، يقودها السوري أبو همَّام الشامي، وهو سوري الجنسية اسمه الحقيقي سمير حجازي، عاصر أسامة بن لادن وانضم الى صفوف مسلحيه في أفغانستان نهاية تسعينات القرن الماضي، ثم انتقل الى العراق في مهمة سرية قبل شهور من غزوه عام 2003. في العراق، التقى أبو حمزة المهاجر وأبو مصعب الزرقاوي لكن ما لبث أن اعتقلته السلطات العراقية لفترة قصيرة، اما القائد العسكري لتنظيم حراس الدين فهو أبو همَّام الأردني، وأبرز الشرعيين فهُما الأردنيان سامي العريضي وأبو جليبيب الأردني واسمه اياد الطوباسي وهو أردني- فلسطيني.
الطوباسي هذا أيضاً من خريجي أفغانستان، وبين أسماء القياديين المتداولة أيضاً، “أبو القسام الأردني” (خالد العاروري)، رفيق الطوباسي، وتضم الشخصيات التي انضمت إلى التنظيم أبو بصير البريطاني وأبو أنس السعودي وحسين الكردي وبلال الخريسات اردني الجنسية وأبو خديجة من الأردن بالإضافة إلى أبو عبد الرحمن المكي سعودي الجنسية وأبو حمزة اليمني وأسماء أخرى.
هذا التحرك والذي تشارك فيه المخابرات التركية بالاضافة الى استخبارات عدد من الدول الاقليمية، استطاع تسجيل نشاط متزايد على صعيد استقطاب البيعات من عدد من المجموعات التكفيرية في مناطق عدّة.
ومن بين المجموعات المبايعة تبرز كتيبة البتّار التي تنشط في ريف اللاذقية الشّمالي ومعظم مقاتليها من الاجانب، كما أعلنت البيعة سرية غرباء التي تتمركز في بلدة تلمنس ومحيطها (ريف إدلب الجنوبي)، وحذت حذوها سرايا كابل وجند الملاحم وجيش البادية، وجيش الساحل، وغيرها من الألوية والوحدات ذات التوجه التكفيري، ما يدلل على قدرتهم العالية على اجتذاب الارهابيين التكفيريين السوريين والاجانب من جنسيات مختلفة اغلبهم أفغان وشيشان ومن الأردن وشرق آسيا، انشق أكثرهم عن جبهة النصرة.
وبالطبع أهم أهداف حراس الدين هو الانتقال من مرحلة جبهة النصرة الى مرحلة اخرى، ضمن الدعم التركي الذي فتح لهم الحدود، ويتم التسويق ضمن الارهابيين الاجانب، ان هذا التنظيم هو للحفاظ على الولاء التقليدي للقاعدة والحِفاظ على رؤيتها الدولية للصراع، من جانب اخر تحاول الدول التي تدعم هؤلاء الارهابيين اثبات ان تنظيم القاعدة يستطيع التكيف مع الواقع المحلي والدولي الخاص بسوريا.
وثمة ارتباطات وطيدة بين المعطى الميداني في الشمال السوري وبين ما يدور من رسم ملامح صفقات سياسيّة وراء الأبواب المغلقة، فلا غبار على هوية التنظيم الجديد الفكرية والسياسية وممارساته الميدانية، فهو تابع لتنظيم القاعدة الذي لا ينفي الانتماء إليه بل يفخر بكونه فرعاً له في الشام، ولا يغير من هذه الحقيقة كون أفراد التنظيم الجديد ينتمون الى هذا البلد او ذاك، لأن الاعتبار لدى المخابرات التركية والامريكية هنا هو ما يقدمه هذا التنظيم المسمى حراس الدين من خدمات لمشغليه، ضمن الاتفاق الواضح بين مختلف اجهزة الاستخبارات المشغلة لتنظيم القاعدة في سوريا، ما دامت تنفذ الدور المنوط بها، وتساهم بشكل فعلي وقوي، في تحقيق الغاية من تشكيلها في داخل سوريا.
والاهم هو نشر الرعب والارهاب في مختلف أوساط الشعب السوري، بعد انجازات الجيش السوري في مختلف الجبهات واهمها الان الجنوب السوري، الذي اخرج اللاعب الامريكي والتركي والسعودي والاماراتي بالضربة القاضية، ويهدف من جهة اخرى الى توسيع اعداد الفئات الممكنة ان تلتحق بصفوف هؤلاء الارهابيين، والتي تعمل الدولة التركية والولايات المتحدة الامريكية بدعم اماراتي سعودي على دعمهم وحمايتهم، ما يطيل أمد التوتر، وهذا بينته التجربة الملموسة للسنوات الماضية من الحرب على سورية، ومراقبة حراك تنظيم القاعدة والمجموعات التكفيرية بمختلف تسمياتها.
المصدر موقع حسين مرتضى
22:06