دمشق_ جهينة نيوز_ عبدالهادي الدعاس
ازدحم مسرح سينما سيتي بالحضور الذي فاق التوقع، يوم امس، أثناء عرض الفيلم الروائي الطويل "دمشق حلب" للمخرج باسل الخطيب، والذي أطلقت المؤسسة العامة للسينما عرضه الاول الخاص تحت رعاية وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد.
حضر افتتاح الفيلم وزير الثقافة محمد الأحمد، وزير التربية هزوان الوز وسفير جمهورية مصر العربية بدمشق محمد ثروت سليم وعدد كبير من الممثلين وأعضاء السلك الدبلوماسي والثقافي والإعلامي.
"دمشق حلب" يروي بأسلوب الكوميديا الساخرة حكاية رحلة افتراضية في حافلة لنقل الركاب بين دمشق وحلب تجتمع فيها مجموعة من الناس مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء بحيث تعكس المجتمع السوري بما يحمله من تنوع وتعدد اجتماعي وما يمتلكون من انتماء للشعب السوري المحب للحياة رغم جميع الظروف التي يعيشونها.
وزير الثقافة "محمد الأحمد" أوضح لـ جهينة نيوز، أن الفيلم سيبقى بصمة لزمن طويل في السينما، منوها الى أنه شكل دهشة سينمائية كونه تفوق على ما كتب على الورق, وهذا تطبيق لمقولة خلال فترة الأزمة التي عشناها وهي " إن الأمم العريقة تقدم فناً عظيماً في سنوات الشدة"، ودائماً الدول العريقة تمتحن بثقافتها وبحضارتها وبكل ما تملك من مخزون ثقافي وحضاري في زمن الشدة" مؤكدا على ان المؤسسة العامة للسينما قدمت أفضل إنتاجاتها السينمائية خلال فترة الأزمة, فإنتاج أفلامها يختلف دائماً، فالذي يقدمه باسل الخطيب غير الذي يقدمه عبد الطيف عبد الحميد غير جود سعيد.
وأشار الأحمد، إلى انه أصبح لكل فليم مناخ خاص وسكة خاصة ولون خاص, وأن "دمشق حلب" واحد من الأفلام الكبيرة ليس في تاريخ المؤسسة العامة بل على مستوى السينما العربية وسيتحول إلى كلاسيكيات هذه السينما بمرور الوقت.
بدوره مدير عام مؤسسة السينما الأستاذ "مراد شاهين" قال، أن فيلم دمشق حلب هو انطلاقة لموسم الخريف، وهو من نوع خاص وجديد في السينما السورية, ويبحث في العمق الإنساني للمواطن السوري, كونه يتمتع بأحاسيس مرهفة ويروي من خلال مجموعة من شرائح المجتمع السوري الذين واجهوا صعوبات في الأزمة لكنهم تغلبوا عليها عبر رحلة تشاركية من دمشق إلى حلب.
الفنان القدير "دريد لحام" بين أن هذه التجربة وبالتعاون مع باسل الخطيب وإدارة المؤسسة وصلت إلى مرحلة التنفيذ، معرباً عن سعادته بها ومعوّل عليها، منوها الى ان السينما السورية وجدت مبكرا، وقدّمت أشياء هامة، ويجب أن تستمر في العمل والظهور”.
هذا ويجسد دريد لحام خلال الفيلم شخصية عيسى، وهو مذيع سابق متقاعد، يعيش في دمشق، يقرّر الذهاب لزيارة ابنته دينا "كندة حنا" التي تقيم في حلب وفقدت زوجها في حادثة خطف مجهولة، وحين يستعد للسفر يستقل أحد “الباصات” الكبيرة ليبدأ المشوار، وتنطلق الحكاية مع العديد من الأشخاص الذين يصادفهم في هذه الرحلة.
"تليد الخطيب" مؤلف الفيلم بين لـ جهينة نيوز، أن الفيلم عبارة عن مجموعة أفكار تعبر عن رحلة الإنسان السوري التي يتخللها القليل من الصعوبات والتحديات التي يواجهها الإنسان وصولا إلى الخلاص والعودة إلى الحياة الشبه الطبيعية، مشيرا إلى أن القصد بـ الرحلة من دمشق لـ حلب هي نقطة البداية والنهاية واختصار للمساحة السورية، مضيفاً، أن التعاون مع شقيقه المخرج باسل الخطيب مستمر وذات انسجام كبير.
من جانبه بين المخرج باسل الخطيب، أن التعاون بين كادر العمل كان سبب في نجاح العمل، كونه عمل ذات تجربة قائمة على التعاون والتفاهم وهو ما ساهم بخلق أفكار جعلت من الجمهور المتواجد أن يعجب بها.
واضاف الخطيب أن الفيلم يحتوي على نسختين نسخة عربية ونسخة انكليزية، منوهاً الى انه أول فيلم سوري يفتتح في مهرجان مصري وهذا إنجاز كبير وهو بداية خير للإنتاج السينمائي السوري.
الفنانة صباح الجزائري قالت " أملك شغف للفن والتمثيل وأحب أن أكون على الشاشة سواء تلفزيون أو سينما , مضيفة، أشعر أنني سأموت إن توقفت عن التمثيل، أنا انتقي الأدوار المناسبة لي, وأطمح لأدوار أترك بها بصمة سواء بالتلفزيون أو السينما أما المسرح اعتزلته منذ زمن بعيد".
النجمة سلمى المصري وجهت الشكر للسيد محمد الأحمد وزير الثقافة على دعمه للسينما وللفنانين الذين يشاركون بالأعمال السينمائية, حيث قالت في الأزمة والحرب التي تعرضنا لها استمر إنتاج الأفلام التي تعتبر حضارة وواجهة للبلد، مشيرة الى أن الفيلم جمع كل مقومات النجاح من حيث النص والإخراج والتمثيل.
الفنانة شكران مرتجى أوضحت انها تنتظر نتيجة من تقديم مشهد واحد في الفيلم وانها تتمنى أن تشارك بمساحة أكبر, وأن مشهدها مع الأستاذ دريد لحام يعبر عن نساء سورية، قائلة: أعتبر نفسي من أسرة الفيلم بمشهد أو أكثر, وحتى لو لم أشارك به أبداً فأي عمل سينمائي سوري يمثلنا جميعاً.
الفنانة كندا حنا أشارت الى أنها شعرت بمسؤولية كبيرة تتخللها بعض الخوف عندما قيمها الأستاذ دريد لحام، اَملة أن تنجز ربع ما أنجزه خلال مسيرته الفنية، وعن الفيلم كشفت أنها واجهت صعوبات كبيرة للتمكن من الحفاظ على المستوى الذي وصل إليه الفيلم لتحقيق النتائج الإيجابية والمرضية.
الفنان عبدالمنعم عمايري قال: دائما نجد ما يفاجئنا في السينما, لأنها تكون من بصمة المخرج, وأنا أشارك كضيف شرف مع الأستاذ باسل الخطيب والقامة دريد لحام , ومن الصعب أن أتحدث عن شخصيتي في الفيلم وأنا أحاول دعم الأفلام القصيرة التي يقوم بها الشباب كتجربة أولى أو ثانية.
الفنانة نظلي الرواس أعربت عن سعادتها بالتجربة وانها أحبت تفاعل الجمهور الذي يثبت أن الفيلم لامس واقع الشعب، وأن شخصيتها خلال الفيلم تؤدي رسالة بأنه لا يجب أن نحكم على الناس من مظاهرهم الخارجية, وأننا شعب لايزال موجود بقوة.
يذكر بأن الفيلم من بطولة الفنان القدير دريد لحام والفنانة سلمى المصري وصباح جزائري وكنده حنا وعبد المنعم عمايري وشكران مرتجى ونظلي الرواس وبسام لطفي وربى الحلبي وبلال مارتيني وناصر وردياني وعلاء قاسم وندين قدور ونيرمين شوقي وعاصم حواط وفاروق الجمعات ووفاء العبد الله وأحمد رافع ولؤي شانا ونور رافع ورشا رستم ومهران نعمو وطارق عبدو واسامة عكام وحسن دوبا ومجد حنا وسلمى سليمان وسالم بولص ووائل شريفي.