جهينة نيوز
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل انتهينا من الجانب الاخطر من الازمه السوريه ام اننا دخلنا الحلقه الاسوء ؟ “ الجولان في الجنوب بعد خمسين سنه لازالت استراتيجيتنا صد العدوان وادلب في الغرب تنتظر ان يقرر الروس واردوغان الحل وقسد في الشمال اصبحت ورقه في الحملة الانتخابية الامريكية القادمه والتنف في الشرق كمثلث برمودا تخبئ به امريكا ماتبقي من داعش واخواتها “.
اضف الي ذلك السياسيات الدوليه اليوم تدار بشعار “ لكي تحل مشكله اخلق مشكله اكبر “ و تراجعت القيم والمبادى والايديولوجيا لتسافر بنا الازمات نحو المجهول واصبحت احاسيسنا اشبه بريبوتات سواء بالكلام الذي نقوله او نكتبه او نقرأه ، ويشبه الى حد كبير حكايات الخيال واساطير الكتب المقدسه التي يختلط بها الزمن بصور الماضي بالحاضر فيبدو المستقبل غريبا يبحث عن الحلول بالتآمل ، واختلطت كل الصور والحكايات بالميتافيزقيه والاسطوره ، والغطاء النخبوي بات هشا وعقول المثقفين غير مؤهلة لفهم مايجري بسبب القدرات الهائلة التي سخرت للتضليل وتحول المثقفين الى طبقة انتهازية تم تجنيدهم في هذا الجنون من العنف سواء بعلم او بجهل منهم ، والجميع بدا فاقدا للقدرة على التفكير ولم يعد يستطيع اي عاقل قادر ان يفسر الوجه الحقيقي للازمات التي اندفعت و كانت مستعده لسحق كل من يعترضها والقادم اعظم .
واليوم بعد خرجت كل الاسرار الى العلن وساد التضليل ثقافه المرحله وادركنا بعد خراب البصره اننا لم نكن مستعدين ومهيئن لمثل هذه المرحله بل كنا نحلم بامة عربية واحدة وتحرير فلسطين / وان ماجرى من دمار وتخريب هو انعكاس منطقي لازمتنا وليس لازمة الاخرين وكنا نراهن على الحلول بعملية الانتقاء والاصطفاء ، ولانريد ان نعترف بان صناع الازمه قد انتصروا وخلقوا لنا ادلب في الغرب / وقسد الشمال / والتنف في الشرق / والجولان في الجنوب والمجهود الحربي لاعاده الاعمار ب ٤٠٠ مليار $.. والمزاج العام للشارع لم يعد تغريه النظريات الايديولوجية ولا نموذج الانتصار الالهي في نهايه المطاف ولا شعارات وخرافات امه عربيه واحده بل اصبح التطبيع والاعتراف بالهزيمه هو الحل عند البعض/ ونتنياهو يصول ويجول في العواصم العربية رغم انه اسوء رئيس في تاريخ اسرائيل .
وبعد كل هذا وذاك هناك من يدعي اننا انتصرنا على الهجمه الكونيه وان انتصارنا سيكون نموذجا يعيد تجديد الحلم العربي بغض النظر عن النظرة السابقة التي سادت نظريات الانتصار .
والحلم الذي حلمنا به اصبح مشروع للاقرار بالهزيمة والاستسلام، والشارع العربي مشغول بمظاهرات تخفيف عبء الضرائب ، وغلاء الاسعار ، وسوء احوال المعيشه ، والمرتدين العرب احدثوا اختراق سياسي بشعار التطبيع العلني على مستوى العلاقات مع الصهيوينه وحتى ولو كانت هذه العلاقه قديمة ، ومكشوفه ولم تكن سريه ولكن تجاهلها الجميع من / الوثيقه السريه لقيام المملكه العربيه السعوديه ، ودوله اسرائيل/ لمنتجع حفيد ال البيت الملك حسين الصيفي في طبريه ، ثم انتقل اليوم ليصبح منتجع طابا للجميع بعد الحرب التحريكيه التي خاضها العرب في تشرين للوصول لكامب ديفيد/ وفشل الجميع بتفسير الازمه وعناصرها بل صورها اننا في صراع مع الاسلام السياسي ليبرروا خيبتهم ، رغم ان الجميع كان يعلم ان الاسلام السياسي ليسوا اكثر من ادوات ؟
والقت الازمه بظلالها علي الشارع وتأثر المزاج الشعبي بخرافات الهزائم والانتصارت بينما الانتصارات الحقيقيه يتوجها نتن ياهو اليوم بوضع قدمه في العواصم العربية وقريبا سيتطور التطبيع ليصبح حالة شعبية تلغي كل عوامل الصراع ، وسيصبح الحل كما رسمه شمعون بيرز / الشرق الاوسط الجديد / الذي تاخر بعض الوقت وتحول لربيع عربي مثلما اصبحت حرب تشرين التحريريه بوابه للسلام لكامب ديفيد ، واليوم اصبحنا دروع بشريه لمقولة اعاده الاعمار وتحرير ما تبقي من الاراضي السوريه المحتله / شمال / وشرق / وجنوب/ وغرب. لتقرر لنا موسكو متى وكيف نبدأ .
صحيح ان الشارع العربي بدأ يظهر نوعا من التململ وادرك متاخرا اننا اصبحنا ساحه لصراع الاخرين و بدأ هذ الشارع يفرز النظرية الرافضة للتطور التاريخي الذي لا تقوده نظريه صراع الاضداد ، وان الحل لن ينتصر اذا لم نتسلح بالنظريه ، وان طبيعة المنتصر تحدد شكل الانتصار وان عدم ربط النظرية في السياسة والحرب سيجعل اي عملية انتصار ،او اعاده بناء للمستقبل صعبة وخطيرة لا بل مستحيله .
والشعوب العربية ربما وعت بانها لن تستطيع وقف رياح الازمه اذا لم تتسلح بنموذج قوي يساعدها في عملية الرفض ، وربما هذه هي الايجابيه الوحيده للازمه والتي غابت عن صناع الازمه وبانهم عجلوا بخلق النموذج الرافض بشدة للتطبيع / ونظريه لكي تحلو مشكله اخلقوا مشكله اكبر ، وهذا هو جوهر الصراع في المرحله القادمه الذي ستبنى على اساسه مرحله اعاده الاعمار الحقيقه التي يجب تبدا بالبشر قبل الحجر.
17:05
17:18
00:10
01:38
01:39
02:01
07:20
17:56
18:13
18:32
19:22
19:43
23:02
14:16
10:07
10:29