جهينة نيوز:
يذكرني اعلان الرئيس الأمريكي الأحمق ترامب ، بإعطاء الصهاينة حق السيادة على الجولان السوري المحتل ، بوعد بلفور المشؤوم بإعطاء وطن قومي للصهاينة في فلسطين ، فهو وعد من لايملك بعيداً عن المالك الحقيقي لآخر لايحق له أن يملك .
ورغم مرور أكثر من سبعين عاما" على قيام الكيان الصهيوني على جزء من تراب فلسطين في عام 1948 تنفيذا" لهذا الوعد , إلا أن الشعب الفلسطيني لازال يقاوم هذا الاحتلال بكل امكاناته المتاحة وسيبقى يقاوم حتى زوال هذا الاحتلال .
والغريب أن من يفتي اليوم بشأن الجولان وقبله القدس هم أحفاد لصوص ، فترامب هو حفيد اللصوص الذين سرقوا أمريكا من سكانها الأصليين (الهنود الحمر ) بعد ابادتهم والقضاء عليهم بكل وسائل الإبادة .ونتنياهو هو حفيد اللصوص الذين سرقوا فلسطين من شعبها .
والجولان الذي يشكل أرضا" سورية محتلة منذ عام 1967 , باعتراف كل دول العالم بما فيها أمريكا , وكل المواثيق والقرارات الدولية سيعود إلى حضن الوطن مهما طال الزمن ومهما كانت قرارات هؤلاء الحمقى , فهم لايعرفون أن الشعوب لايمكن أن تقهر ولا يموت حق وراءه مطالب. .
إن إعلان ترامب لايأتي فقط في إطار الدعم الأمريكي لهذا الكيان الغاصب كحليف استراتيجي , بل يأتي ضمن هدايا متبادلة بينه وبين نتنياهو المجرم , فهدية ترامب تتمثل في الدعم السياسي لهذا الجزار في حملته الانتخابية , وهدية نتنياهو أتت من اللوبي الصهيوني والايباك لإخراج ترامب المتهالك من براثن المحقق مولر , الذي كاد أن يؤدي به الى المحاسبة والعزل وإعطائه الدعم اللازم في مواجهة خصومه .
إن هذه التصريحات والقرارات لاقيمة قانونية لها ولا تغير من الأمر شيئا" وسيبقى الجولان عربيا" سوريا" عائدا" لجذوره , التي اشتاقت لعودته .
على الرغم من أهمية الاستنكار العالمي وشجبه لإعلان ترامب وخطوته الاستعمارية , إلا أن الرد العملي الفعال لهذه الخطوة وهذا الإعلان ، هو تفعيل المقاومة المسلحة في الجولان وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة . فأكثر مايخيف هذا العدو ويرعبه هذه المقاومة التي تجعله لاينام ولا يهنأ مع مستوطنيه . فيكفي عملية فدائية واحدة في الاسبوع بأن تجعل مستوطنيه يفكروا بالرحيل الى من حيث أتوا ، فأصعب شيء لدى المحتل هو عدم شعوره بالأمان ، ويحب علينا تعميق هذا الشعور لدى الكيان الغاصب من خلال تفعيل هذه المقاومة بكل السبل المتاحة وهو أفضل رد على هؤلاء الحمقى في تل أبيب والبيت الأبيض . وليكن بعدها الطوفان ، ويجب أن تشهد الأشهر المقبلة تكثيف لهذه المقاومة , وخاصة بعد الانتهاء من ادلب وشرق الفرات , لأن هذا العدو لايفهم سوى لغة القوة , وإن ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة . وليعلموا بأن هنا شعباً مقاوماً عنيداً صابراً مضحياً بالغالي والنفيس في سبيل كرامته وعزته وتحرير أرضه من الغزاة الجبناء .
إن كل مايقوم به هؤلاء المجرمون بحق شعبنا عبر كل هذه السنين هو الحصول على صك الاستسلام لتنتهي القضية إلى الأبد , وهذا مايسعون إليه عبر صفقة القرن , ولكن هذا لن يحدث أبدا" طالما يوجد شعب مؤمن بقضيته ومدافع عن أرضه ووجوده .
أحيي هنا أهلنا الأبطال في الجولان المحتل على صمودهم ووقوفهم في وجه هذا الغاصب ورفضهم لكل المطالب والقوانين التي حاول أن يفرضها عليهم هذا العدو , وأحيي عميد أسراهم , بل أسرى كل العرب المناضل الكبير صدقي المقت , الذي أذهل العدو والعالم بثباته ونضاله وتحمله كل الأذى والمعاناة وأدوات الترهيب التي تعرض ويتعرض لها في سجون الاحتلال البغيض .
وإذا كان لإعلان ترامب من ايجابية فهو العمل على تسريع إعادة الجولان إلى حضن الوطن الأم سوريا , والمستقبل لنا.