بعد أن أصبح الزواج صعباً ولا يقدر عليه بعض الشباب، ومع ضغوط الأهل و المجتمع تبدأ البنت في البحث عن عريس بنفسها بأي طريقة سواء كانت تقليدية
كالصالونات أو عن طريق الأهل و المعارف أو حديثة غير مضمونة كالنت و الشات، لكن المهم في النهاية هو تحقيق الهدف و هو الزواج.
ومع هذا السعي لإيجاد الزوج المناسب، تطالعنا الإحصائيات بارتفاع نسبة الطلاق و بالرغم من ذلك لا يهم الطلاق فلقب «مطلقة» ما زال أفضل لبعض الفتيات من لقب «عانس» حتى الآن، هذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن أفضل الطرق المناسبة التي تبحث عنها الفتيات لتحقيق حلم «الزواج» وهل الضغوط هي التي تدفع بنات هذا الجيل إلى ذلك، وهل ما زال الحب في قائمة اهتماماتهن؟
تعارف و تقارب
لا توافق هناء علي /30/ عاماً، على وجود طريقة محددة للزواج المناسب، لأن لكل نوع من هذه الطريقة عيوبه قائلة: لن أستطيع الحكم على زواج الصالونات أنه ناجح من خلال جلسة أو أكثر أما الشات فهو تزييف و كذب، لكن أفضل طرق الزواج هي عن طريق المعرفة سواء زمالة في العمل أو معرفة عائلية أو قرابة ، لأن ذلك يمنح الفرصة للطرفين أن يتعرفا جيداً على بعضهما البعض فتبدو الصورة واضحة عند الارتباط فمن خلال التعامل المباشر مع الناس لا يوجد مجال كبير للتمثيل و الخداع بكل الوجوه، و إنما يكون هناك وضوح في التعامل و الصفات.
وقد تلعب ضغوط المحيطين بالبنت دوراً مستحباً أحياناً للبحث بنفسها عن عريس بأي طريقة كانت، و خاصة إذا كانت البنت ملهوفة على الزواج أو خائفة من تقدم العمر، لذا نجد أن بعض الفتيات يتمسكن بأي فرصة حتى و إن كانت ضعيفة.
أما سمية محمد/28/ سنة فتتمنى لنفسها فرصة الزواج عن طريق الحب من قبل الطرف الآخر، لأن من وجهة نظرها أن الحب يقل بعد فترة زمنية معينة بين كل زوجين ويمل الرجل بعد فترة ويشعر بالفتور في العلاقة بذلك تكون ضمنت حياة مستقرة فيها تكافؤ في المشاعر بين الطرفين و خاصة أن المرأة تتأقلم بظروف الحياة المختلفة سواء بالحب أو دونه.
وتؤكد سمية أنها في انتظار ابن الحلال وتتشوق لإنجاب أطفال تقوم على تربيتهم و هي بعمر الشباب في زمن زادت فيه نسبة العنوسة.
المهم الزواج
أما رانيا إسماعيل -27- عاماً فتركز على مبدأ الزواج نفسه ولا يهمها الطريقة على الاطلاق، ولا تحدد وسيلة معينة لتنال مرادها وخاصة أنها تعمل بمجال العلاقات العامة و تقابل أشخاصاً كثيرين، ولديها خبرات جيدة تؤهلها لتفهم طبيعة الشخصيات، ويظل العقل بالنسبة لها هو معيار التقييم في زواج الحب أو الصالونات أو حتى الشات.
بينما تقول سونيا عيسى /29/سنة : أنا كأي بنت تتعرض للكلام الشائع من أمي و أقاربي و هذا الأمر لا أعيره اهتماماً، وفي نفس الوقت لا أمانع أن أتزوج عن طريق النت لأنه طريقة حديثة للزواج سرعان ما تتحول إلى زواج الصالونات بمجرد أن يدخل هذا الشخص البيت و نتقصى المعلومات عن عمله وأهله و أخلاقه، تضيف: لا أشغل نفسي بمثل هذه الأمور التافهة، والأهم هو اختيار الشخص المناسب الذي يعاملني بالحسنى ويكون أباً جيداً وحنوناً لأولادي، و أنا أحمد الله أني لم أتزوج خلال السنوات الماضية، لأني أكثر قدرة الآن على الاختيار الصحيح، ولكن المشكلة التي تؤرقني أحياناً هو أنني كلما تمر السنوات سيكون هناك صعوبة أكثر في زواجي، بعد أن اكتشفت أن «دماغ» المرأة العاملة في تطور مستمر و صعب عليها أن تقبل بأي شخص.
لا للجرأة
تقول أريج محمد /25/ سنة أنا ضد فكرة جرأة البنت في «البحث عن ابن الحلال» وشريك حياتها خوفاً من العنوسة وتأخرها في الزواج، أيضاً الزيجات السريعة و الاستعجال أمر غير مرغوب فيه و يحتاج إلى التفكير، و هذا الأمر هو أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، و أقول لأمي ولجميع الأمهات والآباء يجب التأني و عدم التسرع مع أول عريس يدق الباب.
وأنصح كل بنت بعدم التفكير في مسألة الزواج وأن تكون شغلها الشاغل لتكون محور حياتها، و لكن الأفضل أن تعيش الحياة كما ترغب و تبحث لنفسها عن أشياء أخرى مفيدة تشغلها سواء كان عملاً أو أي نشاط مع الصداقات تشعر معه بقيمة و أهمية في المجتمع، و تحذر أريج قريناتها البنات من طريقة الزواج عن طريق الشات لأنها مجرد لعب بالنار و تجربة مجهولة العواقب كونها تتعامل مع شخصية بلا خلفية أو سابق معرفة.
يؤكد خبراء العلاقات العاطفية و الأسرية أن البنات بصفة عامة يبنين أحلامهن على صور وردية وتدور دائماً حول العاطفة، لذا نجد أن بعض الفتيات يضيعن الوقت مع أشخاص غير مناسبين بحثاً عن سراب الحب، إلا أن الأم هي أكبر دافع لبحث البنت عن العريس لشعورها الدائم بالحزن و الأسى على ابنتها التي أوشكت على أن يفوتها قطار الزواج، و خاصة بعد أن فشلت في تزويج ابنتها من أحد الأقارب أو الأصدقاء، و أن كل صديقات ابنتها تزوجن إلا هي.
ابتسام هيفاخ صحيفة الثورة
22:01
04:53
04:43