جهينة نيوز:
"تحت سيف الوقت وسوء النية الناجم عن مماطلة المجموعات المسلحة وداعمهم بتنفيذ الاتفاق في إدلب، تعيش تلك المنطقة أيامها وكأن الساعات هناك تسير بفعل المسكنات السياسية"، يقول حسام زيدان بمقالته المنشورة، اليوم، في موقع قناة "العالم"، ويضيف: جميع الجبهات تشهد الهدوء هذا صحيح لكن جميع مكونات المجموعات المسلحة هناك لديها القدرة الدائمة وتتمتع بموهبة عدم الالتزام التي يمكن إيقاظها عند الطلب من قبل المشغل، فهدوء حذر ونسبي، تشهده مختلف جبهات الاشتباك في إدلب، هدوء يخيم على فشل في تطبيق مقررات اتفاق موسكو، في الجانب الخاص بانسحاب المجموعات المسلحة مسافة 6 كيلومترات شمال وجنوب الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية، وتسيير دوريات مشتركة عليه، المهلة التي منحت لأنقرة كفرصة لفتح الطريق الدولي M4، سواء بإذعان المجموعات المسلحة لقرار الانسحاب، أو باستئناف العمليات العسكرية، يجعل هذه الهدنة خجولة.
ويتابع: القوات التركية التي بدأت منذ التوقيع على الاتفاق إنشاء نقاط عسكرية لها في مختلف البلدات والقرى ونشر مرابض حراسة على جانبي الطريق، لا تتوقف فرق خاصة فيها بحسب مصادر مطلعة، عن استطلاع قرى عديدة على جانبي الطريق، كان أبرزها قرى بفطامون ومرج الزهور وفريكة والزيادية، وهذه القرى بالطبع تتربع على طرفي الطريق الدولي وتحديداً جنوب شرق مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، بالاضافة الى تسيير دوريات تركية منفردة على الطريقة، بدأت تنطلق من بلدة ترنبة، في تحرك تركي أحادي يثير قلق المراقبون في دمشق، من نية التركي إطالة أمد المهلة الزمنية، تحت ذريعة حماية الدوريات المشتركة القادمة، على الطريق الدولي الذي يجب أن تسير الدوريات عليه، من بلدة ترنبة عرب سراقب بريف إدلب، وصولاً إلى بلدة تل الحور في الحدود الإدارية لحافظة اللاذقية، ولم تستطع الدوريات الأحادية التركية من سوى مسافة 4 كيلو مترات انطلاقاً من محيط بلدة النيرب، وهي ذاتها المسافة التي قطعتها الدوريات الروسية ـ التركية في الخامس عشر من هذا الشهر، مع العلم أنّ المسافة المقررة تصل إلى 70 كيلومتراً كان من المفترض على القوات التركية تأمينها، وما يعيقها رفع محتجون من المجموعات المسلحة السواتر الترابية على هذا الطريق، وأغلب هؤلاء ينتمون للمجموعات التابعة لتنظيم "القاعدة"، وكل ذلك يجري تحت نظر القوات التركية، كل ذلك يراه المراقبون في سورية على أنه مجرّد مسرحية استعراضية من قبل القوات التركية، تدلل على عدم جدية القوات التركية في تسيير الدوريات، وتطبيق اتفاق موسكو، وإبعاد المسلحين عن جانبي الطريق.
ويبين الكاتب: في الوقت عينه، عادت ظاهرة الاغتيالات للقادة المسلحين لتتصدر المشهد في إدلب، محاولات الاغتيال لقادة المسلحين لم تكن كلها فاشلة، بل ما نجح منها لا يعد، حيث نجح المجهولون بتفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارة القائد العسكري فيما يسمى "حركة أحرار الشام" الإرهابية، المدعو علاء العمر أبو أحمد، ما أدّى إلى مقتله، وكان القيادي يستلم منصب قائد "لواء العباس" في "الحركة"، وينحدر من بلدة الرامي من جبل الزاوية بريف إدلب، وكان قيادي ومرافقه قتلا من صفوف حركة "أحرار الشام"، في كانون الأول الماضي، بينما نجا قائد "الحركة"، جابر علي باشا، بالإضافة إلى مقتل المدعو أبو أحمد العمر قائد لواء العباس نتيجة انفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارته في عين الباردة شرق مدينة جسر الشغور.
ويتابع الكاتب: عمليات الاغتيال هذه والتي تنفذ بصمت، ومن دون ترك أي أثر، كان قد سبقها اغتيال ياسين الشيخ بزينة أبو ياسر أحد مؤسسي "جيش الإسلام" الوهابي وضابط الارتباط بين غرفة الموك في عمان وجيش الإسلام أثناء سيطرة الأخير على دوما بالغوطة الشرقية، وتمّ اغتياله في مدينة الباب على يد أبو علي حديد محمد كبريته القيادي الأمني فيما يسمى "جيش الإسلام" والمسؤول عن الاغتيالات في المكتب الأمني برئاسة عمر الديراني "أبو قصي" جاءت عملية الاغتيال بعد اعتقال وجدي نعمة الملقب إسلام علوش والمتحدث باسم جيش الإسلام سابقاً في فرنسا، والذي اعترف بخطف وقتل عميلة الاستخبارات الفرنسية من مكتبها في دوما عام 2013 ، وجاء في اعترافات وجدي نعمة بحسب حسام طالب الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، قرار زهران علوش الديراني وأبو هاشم الوزير وأبو عبد الرحمن كعكه بحضور أبو ياسر الشيخ بزينة وياسر دلوان، بخطف وقتل رزان زيتونة، ومن حينها بدأت المخابرات الفرنسية متابعة الأسماء المشاركة بعملية خطف زيتونة ورفاقها، تمهيداً لاعتقالهم ومحاسبتهم ليس على جرائمهم ضد الشعب السوري بل المحاسبة فقط على خطف زيتونة، وأضاف طالب أن حرب التصفيات بدأت بين القيادات الإرهابية لطمس الأدلة عن عملية الخطف هذه وتابع أن قيادات "جيش الإسلام" كانت تدرك أن الاستخبارات الغربية التي دعمتهم كانت قد زرعت في صفوفهم عملاء ليستطيعوا الضغط عليهم والخلاص منهم في حال انتهاء دورهم لذلك سعوا لتصفية العملاء التابيعين للاستخبارات الغربية بشكل مستقل عن الجماعات الإرهابية ومنهم محمد طباجو ورزان زيتونه".
وأضاف الكاتب: قطف الرؤوس الصامتة، تدلل على التخبط الذي تعيشه المجموعات الإرهابية المسلحة، بعد اقتراب سيطرة الجيش السوري على كل المناطق التي تتحصن فيها تلك المجموعات، ما يرشح ارتفاع وتيرتها في الأيام القادمة، إثر الخلافات الحادة بين مختلف صنوف تلك المجموعات، والصراع في داخلها على اقتسام الأموال التي وصلتهم من الدول المشغلة لهم.