جهينة نيوز:
اظنكم تذكرون ذلك الحفل الذي وقع فيه ترامب على نقل عاصمة الكيان الى القدس وذلك الامضاء الطويل الذي سطره ترامب ثم عرضه على شاشات التلفاز والفضائيات كانه كان يقول لنا كلنا ….خذوا
تلك المباهاة والتماهي مع الكيان الغاصب لا شك شكلت لحظة تاريخية مؤرقة لنا جميعا ونحن نرى ترامب يضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية والرغبات ليس لدينا فقك بل حتى لاوروبا التي نددت بالخطوة واعتبرتها كارثة تحدق بأي سلام متوقع في منطقة ظلت مشتعلة منذ اكثر من سبعين عاما .
سياسة ترامب في التعامل مع قضايا المنطقة واهمها قضية فلسطين بدت واضحة العدوانية تجاه الحق العربي الفلسطيني ومنحازة تماما الى جانب صديقه الاثير رئيس الحكومة الاسرائيلية ثم جاء الاعلان عن صفقة القرن وعرابها صهر ترامب الذي لا يفقه في ابجديات السياسة شيئا وبدت المنطقة مقبلة على مخاض عسير سينجب المزيد من التوترات بدلا من التهدئة وكانت خطوات ترامب اشبه بحركات دونكيشوتية تفضي الى مزيد من الشك والريبة لكن الغريب في الامر ان تجاوب بعض حكام العرب مع نزوات ترامب كان حماسيا الى حد الانسجام المطلق مع خطواته التي كانت تستهدف اي حق عربي لتزيله وتثبت كل مطالب الجانب الاسرائيلي والخارجة عن سياق المنطق والعدل والتاريخ .
ترامب الذي قدم الى البيت الابيض من عالم المال لم يمتلك اي من الخبرة السياسية لذلك تعامل مع كافة الامور بمنظور المال الربح والخسارة وعقلية المحاسب الباحث عن انماء الرصيد غياب الخبرة السياسية كانت مقتل ترامب واحد اسباب هزيمته في الانتخابات مقابل الهدوء والخبرة والدبلوماسية التي يتمتع بها منافسه بايدن والقادم من عمق الدولة الامريكية العميقة وقد بدا ذلك بوضوح في خطابات كل من المرشحين فحين كان ترامب يهاجم ويستخدم مفردات شوارعية ضد خصمه وضد سير العملية الانتخابية كان بايدن يخاطب مناصريه والرأي العام الامريكي بهدوء السياسي الواعي المنتمي للدولة الاتحادية التي اوهى ترامب كثيرا من مفاصلها وفكك الكثير من اعرافها وسعى لتكون دولة بائسة تتصرف تماما كأي دولة هامشية من دول العالم الفاشلة .
من المختلفات بين بايدن وترامب ان الاول يستشير ويحاور ويستمع الى النصح اما الثاني فهو معتد برأيه غير معني بالاستشارة حتى وان شاور واستمع قليلا الى ما يقوله المختصون فأنه سرعان ما يعود الى تصرفاته الخارجة عن السياق ويتخذ القرار الذي يريد .
الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه بايدن عرف عنه عدم تحمسه لخوض اية حروب خارجية بينما يبدو حزب الجمهوريين الذي ينتمي اليه ترامب مغرما بخوض الحروب الخارجية وهي احد الاسباب التي دفعت بالمنطقة كلها الى حافة الهاوية بل للهاوية نفسها وهو ثمن ندفعه الان وستظل العديد من الاجيال القادمة تعاني من ويلات اشعل فتيلها الجمهوريون في منطقة مازومة اصلا تعاني من غياب الديموقراطية ومن غياب التنمية الشاملة وتدني منسوب حق الانسان بالعيش الكريم الحر.
اخيرا هل سيكون بايدن غير ترامب …اجزم بنعم سيكون مختلفا في التعاطي مع قضايا مؤرقة في الشرق الاوسط مع اخلاصه لدولته التي انتخبته قائدا لها وذلك ابدا ليس بعار ولكنه عين الصواب والعقل والحكمة.
الراي اليوم
16:13
16:27