جهينة-عبد الهادي الدعاس
بعد أن أعلنت منظمة اليونسكو عن إدراج القدود الحلبية السورية على لائحة التراث الانساني، عقد صباح اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون مؤتمراً صحفياً حول هذا الحدث الهام، بحضور وزيرة الثقافة السيدة لبانة مشوح، والسيد فراس كلاس عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية، والسيدة رولا عقيلي مدير مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة، والسيد شادي الأشلي الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية، وطيف واسع من وسائل الإعلام المحلية والخارجية.
وبدء المؤتمر في كلمة للسيدة الوزيرة أكدت من خلالها بأنه من حقنا أن نفرح ونفخر بهذا الحدث الهام بإعلان القدود الحلبية رسمياً عنصراً جديداً من التراث السوري اللامادي مدرجاً ضمن القائمة التمثيلية للتراث الانساني في منظمة اليونسكو للعام 2021، مشيرة إلى أن الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا الملف داخلياً وخارجياً، واستثماره بالشكل الامثل في بناءً مستقبل أفضل لسورية، ووجهت الوزيرة الشكر على الجهود التي بذلت في إعداد ملف القدود الحلبية وفق منهجية دقيقة مبنية على دراسات معمقة شارك فيها باحثين ومتطوعين وفنانين، مؤكدة بأن جميعهم كانوا مدفعون بشغف التراث اللامادي وبشعور عالي بمسؤولية حمايته وكان ذلك بالتعاون ما بين وزارة الثقافة والامانة السورية للتنمية.
وأشارت مشوح بأن واحد من أهدف الحرب التي شنت على سورية هو تدمير التراث الثقافي، لكن اليوم هذا الحدث يعتبر خرقاً مهما على الصعيد الدولي، مؤكدة أن هذا الخرق له تداعيته السياسية والنفسية والاقتصادية والثقافية، ويؤكد بأن ثقافتنا التي بنينها عبر العصور هي ثقافة معترف فيها عالمياً، لافتة إلى أن هذا ليس هو العنصر الأول الذي يسجل لسورية على لائحة التراث الانسانية.
وبينت مشوح بأن هذا التسجيل يفرض علينا أن نقدم كل ست سنوات تقرير مفصل، لذلك لدينا مجموعة من الأنشطة والفعاليات والاجراءات الحمائية والتطويرية بالتعاون مع كافة الجهات، لأنه بحال تم التقصير في هذا الجانب سيضع هذا التسجيل ضمن لائحة التراث الانساني المهدد بالخطر.
من جانبه بين السيد فراس كلاس عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية، بأن الحرب التي استهدفت سورية كان له جانب فكري لانتزاع جذور الشعب السوري الثقافية، لذلك كان هدف الأمانة السورية للتنمية هو الاسراع في استيعاب خطر الهوية السورية لحماية الهوية الوطنية للتراث السوري، وهذا ليس فقط عن طريق التسجيل باليونسكو، بل أيضا عن طريق جمع وتوثيق التراث اللامادي للحفاظ على الألق الذي يتمتع فيه والنهوض به مجدداً، مشيرا إلى أن هناك خطة لصون هذا التراث مؤلفة من خبراء وفنانين ومهندسين ومجتمع لتطوير هذه العناصر التراثية ونشرها محلياً وعالمياً.
ولفت كلاس بأن يتم العمل عن وضع ملف صناعة العود والعزف عليه ضمن القائمة التي ستقدم لـ عام 2023 لليونسكو لإدراجه ضمن التراث الانساني، بالاشتراك ما بين سورية وإيران.
وتقيم الامانة السورية للتنمية مساءً اليوم في نظرة لأهمية هذا الحدث التاريخي، احتفالية جماهيرية في كل من دمشق وحلب ستتضمن إسقاطا ضوئيا وعرض فيديو إعلان النتيجة وفيديو ترويجي حول القدود الحلبية وفقرات موسيقية عن القدود وعرضاً راقصاً لفرقة جلنار على أنغام القدود الحلبية في ساحة الأمويين بدومشق وعرضاً لرقص المولويية في خان الشونة بجوار قلعة حلب.
وكانت منظمة اليونيسكو أدرجت أمس الأربعاء القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني وذلك خلال اجتماع الدورة الـ16 للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي في فرنسا.