جهينة نيوز
منذ الإعلان عن تفشيه مطلع شهر أيلول الماضي لم يتوقف عدّاد الإصابات بمرض “الكوليرا” وما بين اليوم والآخر تظهر الإحصاءات الرسمية زيادة في الأرقام، ما دفع الصحة العالمية إلى تضخيم الموضوع ووصف سورية بأنها حضن للوباء في ظل القطاع الصحي المتأثر من الحرب.
مدير مشفى المواساة الدكتور عصام الأمين أكد أن إصابات “الكوليرا” جاءت من خارج سيطرة الحكومة السورية، فمصدر الإصابات الأولى كان شمالي حلب وشرق الفرات، وظهرت إصابات بسيطة جداً في بعض المدن السورية، لا تتجاوز عدد الأصابع لأناس انتقلوا من تلك المناطق لافتاً إلى أن المنظومة الصحية تتابع الموضوع بكل جدية بالتزامن مع حملة توعية ضخمة نجحت في محاصرة المرض قبل استفحاله رغم الحصار الشديد الذي يعانيه البلد.
وبين في تصريح لـ”تشرين” أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة ضخمت الواقع بشكل كبير فلا يمكن القول إن سورية دخلت في حالة وباء لأنه لكي يحصل ذلك يجب أن يكون عدد إصابات السكان أكثر من واحد في المئة من السكان، هناك زيادة وانتشار ولكن لم نصل إلى المرحلة التي تتحدث عنها الصحة العالمية، فالحالات تعد محدودة الانتشار ومتسطحة التطور.
مشيراً إلى أن 10 % من الإصابات بالمرض تكون خطيرة والتي تؤدي إلى ضياع السوائل والشوارد والتجفاف إضافة إلى حالات نادرة تصل إلى الوفاة قد تكون الكوليرا عبارة عن إسهال عادي بشكل بسيط لذلك فإن علاجها سهل وهو تعويض السوائل والشوارد التي فقدها الجسم.
وتحدث الدكتور الأمين عن وجود حالات متركزة بمناطق جغرافية محددة في مناطق شمال حلب وشرق الفرات حيث تغيب سلطة الحكومة السورية لمصلحة المجموعات الإر*ها*بية وقوات الاحتلال الأمريكي، لكنها محدودة ولم تصل إلى مرحلة الوباء، فالمشافي والمراكز الصحية في دمشق في حالة تأهب تام وعلى استعداد كامل لاستقبال أي إصابة في حال حدوثها وإجراء الاستقصاءات الطبية والعلاجية المناسبة.
يعرف الكوليرا على أنه انتان جرثومي يصيب الجسم من جراء الطعام والماء الملوث، والإصابة به وصفية سهلة للتشخيص لكونه واضحَ الأعراض التي تتمثل في “الإسهال المائي الشديد والحرارة والتجفاف السريع للجسم”.
حيث أكد مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة، زهير السهوي في تصريح لـ”تشرين” وضع خطة من وزارة الصحة من خلال تشكيل لجنة خاصة لأخذ الإجراءات الكافة مع جميع الوزارات واعتماد برتكول علاجي بعد ظهور أول إصابة بحلب عبر أخذ عينات من إفرازات أشخاص مشتبه بإصابتهم والكشف عن الإصابة عبر إجراء زرع جرثومي تظهر نتيجته بعد 3 أيام ووفق نتيجة هذا التحليل يتم تأكيد أو نفي الإصابة بشكل دقيق.
وعن العدد الكلي للإصابة بالوباء إلى يومنا هذا أكد الدكتور السهوي، أن العدد الكلي للمصابين هو 1100 إصابة أكثر الإصابات في محافظة حلب 660 مصاباً وتليها محافظة دير الزور 194 بالوباء ، ثم الرقة 48 واللاذقية ،46 والسويداء 24 ودمشق 14 وحمص 11 وحماة 11 وريف دمشق 6 وريف حماة 6 ودرعا 5 إصابات وطرطوس 4 إصابات ومحافظة القنيطرة أقل الإصابات وهي حالة واحدة فقط.
وعن عدد الوفيات، هناك 46 مصاباً توفوا بالكوليرا بسبب التأخر بالمشورة الطبية، وتوزعت الوفيات ما بين: حلب 39، الحسكة 4 ودير الزور 2 ودمشق 1 وهي لطفل من دير الزور تم تشخيص الحالة بمحافظته ونقل إلى دمشق.
ويعد الكوليرا مرضاً خطيراً إذا لم يتم اكتشافه بشكل مبكر وتقديم العلاج المناسب، حيث يصل معدل أمانة الحياة لـ 5٪ من دون علاج مناسب، وينخفض لأقل من 0.5٪ عند تقديم العلاج المناسب، وبعد مرور 15 عاماً على تفشي الكوليرا الأخير كان لا بدّ من نشر الوعي وتسليط الضوء على كيفية انتشار المرض وطرق علاجه بحسب السهوي.
وتعمل وزارة الصحة على مدار الساعة بالترصد الوبائي للمرض واتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويق المرض، وتم تعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن.