جهينة نيوز
لا يخفى على أحد اسم الجنرال (سيرغي سوروفيكين) الذي برز إسمه في سورية خلال قتال داعش الإرهابي وبرز إسمه في الدونباس كأحد جنرالات الجيش الروسي وهو الجنرال الذي يسميه الغرب بـ هرمجدو أي نهاية العالم.
و مؤخراً تصدر مصطلح (خط سوروفيكين) وسائل الإعلام الغربية في الأيام الأخيرة وأصبح على لسان المحللين السياسيين الغربيين الذين ذهلوا بهول الخسائر التي تتكبدها القوات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة والهزيمة الكبيرة لـ"الهجوم المضاد" الذي عول عليه قادة "الناتو".
وبدأ تداول مصطلح (خط سوروفيكين) من قبل وسائل الإعلام الغربية في نهاية عام 2022 حيث أطلقت الصحف الغربية على الخطوط الدفاعية التي أنشأها الجيش الروسي على طول الجبهة هذه التسمية.
وتم ربط التسمية باسم قائد القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة (سيرغي سوروفيكين)الذي أكد العام الماضي لوزير الدفاع (سيرغي شويغو) أن الإمكانيات القتالية لقوات المجموعات المشتركة في زيادة كبيرة وتم زيادة عدد الطواقم في المعركة نتيجة التعبئة حيث تم إنشاء احتياطي من القوات.
وشكل هذا الخط الدفاعي الروسي عقبة حقيقية وكبيرة أمام آلاف المدرعات والمقاتلين الذين زج بهم الغرب مدعومة بمليارات الدولارات الأمريكية واليوروهات الغربية التي تبخرت فجأة على خط التماس في مواجهة الجيش الروسي.
وقال الأمين العام لحلف الناتو (ينس ستولتنبرغ) إن القوات المسلحة الأوكرانية خلال الهجوم المضاد تواجه مقاومة روسية شرسة وخطوطا دفاعية معدة جيداً.. لا يزال الهجوم المضاد في مرحلة مبكرة.. نعلم أن أمام الأوكرانيين طريقا صعبا.. إنهم يواجهون مقاومة روسية شرسة.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن روسيا تمكنت من إنشاء خطوط دفاعية ثابتة ومجهزة جيدا مع حقول الألغام والخنادق المضادة للدبابات وأنياب التنين حواجز خرسانية مضادة للدبابات.
وتشير المصادر العسكرية إلى أن شكل الخنادق التي يطلق عليها اسم "أنياب التنين" قادر على إبطاء عمل هذا الأسلوب من الدفاعات على إبطاء تقدم الدبابات والآليات وإجبارها على اتخاذ مواقع محددة مسبقا التي تؤمن إمكانية استهدافها والذي يدعم بالألغام الأمر الذي قد يفسر احتراق وتفحم الدبابات الغربية المتطورة مثل "ليوبارد 2".
وعلى الرغم من استحالة معرفة طبيعة الخطط الروسية وطبيعة هذا الخط الدفاعي الضخم الذي شيدته القوات الروسية على خط التماس بسبب السرية التامة التي تتبعها القوات الروسية في عمليتها العسكرية الخاصة إلا أن بعض الخبراء حاولوا تفسير الهزيمة الكبيرة التي تكبدها الجيش الأوكراني.
وقال الخبير العسكري الجنرال (أمين حطيط) لـ"سبوتنيك": يتمتع هذا الخط بطريقة مبتكرة غير مسبوقة في تاريخ الخطوط حيث اعتمد على أسلوب الخطط المتعاقبة والمتفاوتة التي تعالج بشكل كامل الهجمات والمواجهة بطريقة خرجت عن المألوف في علم خطوط الدفاع التي تعتمد خطين أو ثلاثة على الأكثر.
ونوه حطيط إلى أن خط (سوروفيكين) مزج بين نقاط الاستناد والارتكاز والدفاع والهجوم في آن معا وهذا المزج في أشكاله المحتملة فاجأ العدو بشكل غير متوقع فكان رد فعل المقاتلين مضطربا وقادته إلى الانهيار المعنوي من هول المفاجأة قبل الانهيار العسكري والمادي.
وأضاف حطيط: الخط اعتمد على بناء دفاعات ثابتة ومرنة ومتحركة في آن واحد ولم يكن أسيرا لمناطق التحصينات المعلومة فقط بل كان هناك مرونة باستخدام النيران والإسناد والتحرك في العمق كما في الجبهة أي تحقيق المكاسب في عمق العدو أيضا وعدم الاكتفاء بتحقيقها في الجبهة والمواجهة المباشرة.
وزعمت المصادر أن هذا الخط بني لما يقرب من ثمانية أشهر ويمتد إلى عمق الدفاع لعدة عشرات من الكيلومترات أي أنه خط ضخم جدا من ناحية الطول والعرض.
وبحسب المصادر التي نقلت عنها "أر تي" الروسية نقلا عن صحيفة "الوقائع العسكرية" فقد اعتمد الخط الدفاعي على شبكة نقل وخدمات لوجستية متطورة ذات محاور وقواعد خلفية في الوقت نفسه تسمح الطرق اللوجستية القصيرة للقوات المسلحة الروسية بنقل الاحتياطيات بسرعة من قطاع إلى آخر دون المساس بالاستعداد القتالي في الجبهة بشكل بسيط حيثما كان ذلك مطلوبا لتعزيز قدرات إطلاق النار يمكن تنظيم ذلك دون إخراج القوات من قطاع آخر من الجبهة.
ونوه المصدر إلى أن شبكة الخطوط الدفاعية مدعومة بمجموعة قوية من المدافع والصواريخ والمدفعية والقوات المحمولة جواً فضلاً عن مروحيات الطيران العسكرية من طراز "كا 52" (التمساح) الهجومية المزودة بقنابل "FAB-250/500" المدعومة بوحدات تصحيح وتخطيط.
وبينت المصادر أنه في حالة حدوث اختراق لمجموعة من الخط الدفاعي الروسي بمعدات القوات المسلحة الأوكرانية يكون سلاح الطيران قادرا على دعم القوات البرية بتنفيذ التفافات دائرية وأثناء عمل المروحيات على أهداف أرضية يمكن للطائرات الهجومية الوصول إلى أهدافها وبعد إصابة الهدف تدخل المروحيات مرة أخرى في المعركة ثم يعاد تصحيح الوضع القتالي إلى سابق عهده وهو ما يفسر الانهزامات المتكررة التي واجهها الجيش الأوكراني في محاولاته الكثيرة لتنفيذ هجوم مضاد.
وحلل الخبراء ديناميكيات الهجوم مبينين أن قيادة الجيش الأوكراني ربما اعتمدت على تنفيذ اختراق سريع وتحويل المعركة إلى معركة قابلة للمناورة ومع ذلك فإن مزيجا من التكتيكات المرنة لخط الدفاع وسلاح المدفعية التي تم تعزيزها تصدت للهجمات الأوكرانية وكبدتها الكثير من الخسائر.