يستقطب البازار الخيري في مدينة داريا بمحافظة ريف دمشق نحو أكثر من أربعين من النساء المعيلات لأسرهن أسسن مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، حيث انطلقن من منازلهن لتكون عوناً لهن في معيشتهن وحياتهن بعد عودتهن إلى المدينة التي بدأت تشهد حراكاً تجارياً واقتصادياً جيداً.
المشاركات في البازار الذي تقيمه مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة بالتعاون مع فريق مئة عام وعام بين في تصريحات لمراسلة سانا أن هذا البازار هو الأول الذي يقام في داريا بعد عودة الحياة إليها وهي مبادرة مهمة لهن لتسويق منتجاتهن ومساعدتهن لتحسين وضعهن الاقتصادي في ظل هذه الظروف الصعبة.
تنسيم الحيط تفوقت بصناعة الإكسسوارات اليدوية المصنوعةمن الخرز تتنوع بين الأطواق والأساور والبلاكات، وتستهوي الصبايا والشباب، مبينة أنها بدأت بهذا المشروع المتناهي الصغر منذ نحو عام واستطاعت تحقيق بصمة فيه وبات هناك طلب للقطع التي تصنعها،معتبرة أن البازارخطوة مهمة لزيادة التسويق.
وأشارت رهف نور إلى أنها أسست مشروعها منذ خمس سنوات ويتركز على تصنيع الهدايا من خلال دمج الجبصين مع الشمع والاكسسوار ورسم الأشخاص بالفحم مع إضافة الصدف والألوان إلى منتجها، مشيرة إلى أن الإقبال الذي يشهده البازار ساهم في تحقيق قيمة مضافة لها.
ولفتت رشا هيثم وهي محاضرة بكلية الهندسة إلى أن هذه هي المشاركة الثانية لها هدفها الأطفال وتحرص على دمجهم ضمن أعمال تصنع من الطين بهدف تعريفهم بآثار سورية وتاريخها، إضافة إلى تصميم ألعاب خاصة بالذكاء وأنشطة فنية ترسم الفرحة على وجوههم فيما تمكنت ريم حمدان من إحياء مشروع لإنتاج وتعبئة التوابل بمختلف أصنافها وأشكالها بعد توقفه خلال فترة الأزمة منوهة بالبازار كونه الأول الذي يقام في داريا ويعد من أهم وسائل التسويق المباشر للمنتجات.
الكتب والروايات كانت حاضرة في البازار من خلال تخصيص ركن لها فيه لتشجيع أبناء داريا على القراءة كون أغلبهم لا يعنيهم هذا الموضوع وفق عبد الرحمن الرجال الذي بين أنه أسس فكرة متجر رفوف لاستقطاب الشباب وتشجيعهم على القراءة والمطالعة، لافتاً إلى أنه استطاع خلال فترة عام قراءة الكثير من الكتب والروايات التي تحمل عناوين تنشط أفكار الشباب.
مسؤولة القسم التنموي في فريق مئة كاتب وكاتب أمل شريدي أوضحت لمراسلة سانا أن البازار أقيم بالتنسيق مع مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة بهدف مساعدة السيدات اللواتي أسسن مشاريع متناهية الصغر على تسويق منتجاتهن وتعريف الناس بها، معتبرة أن البازار يشهد إقبالاً كبيراً عرف أهالي داريا بأعمال المشاركات.
من جانبه أوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة مازن العزب في تصريح مماثل أن استعادة داريا لحراكها التجاري والاقتصادي بعد عودة الحرفيين إليها واستئناف الأهالي لنشاطهم وأعمالهم وبعد مطالبات كثيرة تم إطلاق هذا البازار الخيري وتقديم المكان وجميع مستلزماته بشكل مجاني للمشاركات والمشاركين من أصحاب الشركات التجارية التي قدمت منتجاتها بشكل مجاني للزائرين.
وأوضح العزب أن البازار عرف الأهالي بالحرف والمنتجات وساعد على تسويقها كونها تتمتع بجودة عالية وأسعارها منافسة، لافتاً إلى أنه سيتم تمديد فترة البازار لتمكين المشاركات من تسويق كامل معروضاتهن نظراً للإقبال الكبير لشرائها كاشفاً أنه خلال الفترة القريبة القادمة ستتم إقامة سوق متكامل في داريا بالتنسيق مع المجلس المحلي والجمعية الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني يشمل مختلف الحرف والمنتجات الموجودة في المدينة.
ولفت العزب إلى أن هناك مذكرة تفاهم وقعت مع جمعية نور للإغاثة تعنى بجميع قضايا الشباب التعليمية والتدريبية وستخصهم بمبادرات نفعية يتم تمويلها بمبالغ تصل حتى 28 مليوناً، كما سيتم الإعلان قريباً عن خمس مبادرات بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية وبنك الإبداع للتمويل الصغير.