خلال جولته في منطقة الغاب اطلع وزير الزراعة السوداني أبو بكر عمر البشري على الواقع الزراعي في حماة حيث زار مركز البحوث الزراعية ومركز الجاموس في الغاب وقرية قطرة الريحان النموذجية، يرافقه وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا ومدير عام منظمة آكساد الدكتور نصر الدين العبيد ومحافظ حماة معن عبود والمدراء المعنيين .
وعبر وزير الزراعة السوداني من مركز البحوث الزراعية عن فخره بوجوده بهذا الموقع كون المركز يضم أهم العلماء الذين يعوّل عليهم كثيراً في المرحلة القادمة لاسيما مع وجود خطر التحول والتغيير المناخي والجفاف ، إضافة للطفيليات القادمة عبر الحدود ، مؤكداً أن الزراعة هي المخرج الوحيد وقم تم طرح شعار " الزراعة هي المخرج " لأهميته الكبيرة لكل الأمة العربية باعتبارها تمتلك الكثير من المقومات .
وأكد الوزير وجود العديد من المشاكل وأولها هو انخفاض انتاج الدونم الواحد مقارنةً بالدول الأخرى مايؤدي لعدم إمكانية الربح بل خسارة الفلاح في كافة المحاصيل لذلك لابد من رفع انتاجية الدونم بشكل رأسي وهذا الأمر هو من اهتمامات الباحثين الذين يعول عليها في هذا المجال لاستنباط عينات ذات انتاجية مرتفعة معتبراً أن العيّنات الموجودة لا تتأقلم مع المتغيرات المناخية لذلك يعوّل أيضا على الباحثين انتاج عينات مقاومة للجفاف والتغير المناخي ومقاومة للآفات وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم.
وأوضح الوزير بعد زيارته لمركز الجاموس أن انتقاء المركز في الغاب كان موفقا ولابد من اختيار المواقع المناسبة أيضا للمحاصيل والحيوانات .
وقدم وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا لوزير الزراعة السوداني شرحاً وافياً عن مركز الجاموس و غابة الدردار التي تضم عدد من المراعي الخاصة بالجاموس مع وجود جزء آخر سيكون محمية مغلقة يُزرع بها شجر الدردار ويتم حمايتها بالصبار للحيلولة دون تسلل الأغنام والحيوانات إليها ، بالإضافة لزيارة قطرة الريحان النموذجية والاطلاع على نتائج التدخل الإيجابي لهذه القرية.
بدوره مدير منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد ) الدكتور نصر الدين العبيد عبر عن فخره بما تم التماسه خلال هذه الزيارة العلمية والعملية والميدانية برفقة وزير الزراعة السوداني والوفد المرافق له ووزير الزراعة السوري ومحافظ حماة ،إذ تم زيارة قطرة الريحان النموذجية ولمس الجميع وجود تشاركية ومشاريع تطبيقية تحقق أهداف التنمية المستدامة بهدف مكافحة الفقر والجوع وترشيد استخدامات المياه وتفعيل دور المرأة وتحقيق الاستقرار للسكان ، مع دعم من أكساد والمنظمات العربية والدولية مع توقعات وآمال بتوسع هذه المشاريع مستقبلا كنموذجا رائدا على مستوى سورية.
أما بالنسبة لمحطة الجاموس فقط دعا العبيد للمحافظة عليها لأهميتها كثروة تراثية لاسيما أنه تم تمويل أكثر من طالب دكتوراه من قبل منظمة أكساد وسيتم تقديم المزيد من الدعم للمحافظة على هذه الثروة خاصة وأن الجاموس لايتواجد سوى في سورية وفي دول الأشقاء في مصر والسودان والعراق، وأوضح العبيد أن مركز بحوث الغاب ساعد ودعم المشاريع البحثية التي يتم العمل فيها لوجود أصناف مقاومة للجفاف والإجهادات البيئية وقد شاهد وزير الزراعة السوداني العديد من المشاريع والأبحاث الزراعية التي سيتم نقلها وتطبيقها في السودان لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية ككل.
محافظ حماة معن عبود اكد على أهمية هذه الزيارة لما لها من اهمية تبادل الخبرات في المجال الزراعي خصوصاً كون سورية تعتبر بلد زراعي بإمتياز.