قال "تانغ ون هونغ" مساعد وزير التجارة الصيني يوم الثلاثاء الماضي أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة 15 عاما على التوالي مضيفا أن التجارة بين الجانبين بلغت 282.1 مليار دولار أمريكي في عام 2023 بزيادة تقارب 11 في المائة مقارنة بعام 2021.
في هذا السياق قال تانغ إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإفريقيا استمر في الارتقاء إلى مستويات جديدة منذ منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2021 ما جلب منافع ملموسة لشعبي الصين وإفريقيا.
أدلى تانغ بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي استعرض فيه تفاصيل التقدم والإنجازات المحرزة في إطار برامج التعاون التسعة التي أعلنت عنها الصين خلال المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) الذي عقد في السنغال قبل ثلاثة أعوام.
وتشمل هذه البرامج مجالات مثل الطب والصحة، والحد من الفقر والتنمية الزراعية، وتعزيز التجارة والاستثمار، والابتكار الرقمي والتنمية الخضراء وبناء القدرات وغيرها.
وأوضح تانغ أن التعاون الاستثماري والتجاري بين الصين وإفريقيا شهد تطورا مطردا، مدفوعا بالبرامج التي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار والحد من الفقر والتنمية الزراعية.
تجاوزت الاستثمارات الصينية المباشرة القائمة في إفريقيا 40 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي، مما جعل الصين واحدة من أكبر مصادر الاستثمارات الأجنبية في القارة.
وأشار تانغ إلى أن الشركات الصينية وفرت ما يزيد عن 1.1 مليون فرصة عمل في إفريقيا في السنوات الثلاثة الماضية. حيث جذبت المجمعات التي استثمرت فيها الشركات الصينية أو أنشأتها في مجالات الزراعة والمعالجة والتصنيع والخدمات اللوجستية للتجارة في إفريقيا، أكثر من 1000 شركة وساعدت على زيادة الإيرادات الضريبية ومكاسب العملة الأجنبية من الصادرات لإفريقيا.
كما لفت تانغ إلى أن التعاون الصيني الإفريقي أثمر عن تنفيذ مجموعة من المشاريع التعاونية مثل ميناء ليكي في نيجيريا وطريق نيروبي السريع في كينيا، خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضاف أن الشركات الصينية وقعت مشاريع تعاقدية بقيمة تتجاوز 700 مليار دولار أمريكي في إفريقيا خلال العقد الماضي.
بجانب المشاريع الضخمة، أنشأت الشركات الصينية عددا من المشاريع "الصغيرة المهمة" في مجالات المواصلات والوقود والكهرباء والإسكان والرفاهية الشعبية، ما ساهم في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية بشكل فعال.
مدفوعة بالتنمية الخضراء والابتكار الرقمي وغيرها من البرامج، نفذت الشركات الصينية أيضا عددا كبيرا من مشاريع الطاقة النظيفة في إفريقيا، حيث ارتفعت صادرات بطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية إلى إفريقيا بشكل ملحوظ، حسبما قال تانغ.
وخلال المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء الماضي، قال ليو جيون فنغ نائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، إن جميع المهام المتعلقة بالمساعدات الصينية والتعاون التنموي في إطار البرامج التسعة قد اكتملت خلال السنوات الثلاث الماضية وحققت نتائج ملموسة.
على سبيل المثال، أنجز 25 مشروعا طبيا وصحيا بما في ذلك إنشاء مقر المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومشروع مستشفى بوبو-ديولاسو في بوركينا فاسو.
كما أوضح ليو أن الصين نفذت 47 مشروعا للحد من الفقر والتنمية الزراعية في بلدان إفريقية مثل ملاوي وبوروندي وكوت ديفوار. كما أرسلت الصين أيضا أكثر من 500 خبير زراعي إلى إفريقيا وقدمت مساعدات غذائية طارئة بقيمة 700 مليون يوان تقريبا (حوالي 100 مليون دولار أمريكي) إلى أكثر من 30 دولة، من بينها جيبوتي وجامبيا ومالي.
أما بالنسبة إلى قمة فوكاك القادمة، ذكر تانغ ون هونغ أن الصين وإفريقيا ستواصلان تعميق صداقتهما ومناقشة خطط التعاون خلال هذه القمة والمقرر عقدها في بكين في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر.
وقال تانغ إن الصين ستوسع الانفتاح المؤسسي على إفريقيا وتعمق التعاون بشأن السلاسل الصناعية وسلاسل التوريد، من أجل زيادة دفع التعاون الاقتصادي وربط التنمية بين الصين وإفريقيا من أجل تحقيق المنفعة المشتركة.
وأشار شن شيانغ مدير إدارة غربي آسيا وإفريقيا التابعة لوزارة التجارة الصينية في المؤتمر الصحفي، إلى أن الصين تعمل بنشاط على استكشاف نماذج جديدة للتعاون المالي مع إفريقيا، وأنها تلتزم بتقديم الدعم للتنمية الاقتصادية المستدامة للدول الإفريقية.
"سنواصل في المستقبل تشجيع ودعم الهيئات المالية الصينية والإفريقية لابتكار نماذج للتعاون المالي وإثراء منتجات الخدمات المالية والتركيز على دعم التعاون بشأن التنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم"، وفقا لما قال شن.
كما أعلن شن عن عقد مؤتمر لرواد الأعمال الصينيين والأفارقة على هامش القمة، حيث يضم موضوعين للنقاش حول التعاون في مجال الصناعة وسلسلة التوريد وتطوير الصناعات الناشئة.
وستساعد هذه النقاشات على مشاركة التجارب الناجحة في التعاون بين رواد الأعمال الصينيين والأفارقة تحت توجيه مبادرات المنتدى، بهدف استكشاف فرص تعاون جديدة، وفقا لما قال شن.
وأشار شن إلى أن مؤتمر رواد الأعمال سيشجع مجتمعات الأعمال الصينية والإفريقية على التواصل وبناء التوافق وتعزيز تنفيذ إجراءات جديدة للتعاون العملي وتوسيع تأثير القمة بشكل أكبر وتعزيز التنمية عالية الجودة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإفريقيا.