مع اقتراب عطلة عيد الفطر في سوريا تزايدت المؤشرات حول احتمالية تعرض مناطق مختلفة من البلاد ل هجمات إرهابية ما دفع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إصدار تحذيرات رسمية لرعاياهم من السفر إلى هناك.
هذه التحذيرات تأتي في وقت حساس، بعد أيام قليلة من إلغاء زيارة مشتركة لوزيري الداخلية في ألمانيا والنمسا إلى سوريا، بسبب تهديدات أمنية محتملة.
تشير المصادر المتابعة إلى أن جهاز الاستخبارات العامة السوري قد تلقى تحذيرات حول هجمات قد تطال عدة أهداف في سوريا، سواء من فلول النظام السوري المخلوع أو من مقاتلين تابعين لتنظيم "داعش".
وأكدت المصادر أن الجهاز الاستخباراتي السوري يتعامل مع هذه التحذيرات بجدية تامة، حيث تم رفع مستوى الجاهزية الأمنية في البلاد خاصة مع دخول عطلة عيد الفطر.
وتضمنت التهديدات المحتملة استهداف مقامات دينية ومراقد لأقليات في سوريا، إضافة إلى تجمعات شعبية.
كما أشار البعض إلى أن الهجمات قد تشمل قوى الأمن العامة، على غرار الهجوم الذي تعرضت له في آذار/مارس الماضي في مناطق الساحل السوري.
وكان من أبرز الوقائع التي جرت في وقت سابق، كشف صحيفة "واشنطن بوست" عن تعاون استخباراتي بين الولايات المتحدة وسوريا، الذي ساهم في إحباط هجوم لتنظيم "داعش" كان يخطط لاستهداف مقام السيدة زينب جنوب دمشق في شباط/فبراير الماضي.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا تحذر فيه مواطنيها من السفر إلى سوريا، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في البلاد لا يزال مقلقًا. وأضافت الوزارة أن الهجمات الإرهابية قد تستهدف سفارات الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة في دمشق، وأن هذه الهجمات قد تكون على شكل مهاجمين فرديين أو مسلحين أو عبر استخدام أجهزة متفجرة.
وتواصلت التحذيرات الأمريكية من خلال تصنيف سوريا على قائمة السفر المستوى الرابع (ممنوع السفر)، وذلك بسبب المخاطر الكبيرة التي تهدد حياة المواطنين الأمريكيين هناك، من بينها الإرهاب، والاضطرابات المدنية، والاختطاف، والاحتجاز غير العادل، إلى جانب الصراع المسلح.
في السياق ذاته، حذرت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها من السفر إلى سوريا بسبب الظروف الأمنية المتقلبة والصراع المستمر. ودعت الوزارة البريطانيين الموجودين في سوريا إلى مغادرتها باستخدام أي وسيلة آمنة ممكنة، محذرة من فرض حظر تجول في بعض المناطق المتأثرة بالتصعيد الأمني.
وكانت قد قررت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر إلغاء رحلة كانت مقررة إلى سوريا مرورًا بالأردن برفقة نظيرها النمساوي جيرهارد كارنر، بسبب تهديد إرهابي محتمل. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إنه تم إلغاء الزيارة في 27 من آذار/مارس بناءً على تحذيرات أمنية محددة بشأن خطر تهديد إرهابي قد يطال الوفدين الألماني والنمساوي. وأكد المتحدث أن التهديد كان غير مسؤول، وأشار إلى أن هذا القرار جاء حفاظًا على سلامة الوفد والقوات الأمنية المرافقة لهم.
تزداد المخاوف من تصاعد التهديدات الإرهابية في سوريا مع اقتراب عيد الفطر، مما يثير القلق الدولي بشأن الوضع الأمني في البلاد. التحذيرات الصادرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، وإلغاء الزيارة الرسمية الألمانية، تؤكد على أن سوريا ما زالت تشهد بيئة أمنية متوترة، ما يستدعي الحذر الشديد من قبل المواطنين.