أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن معظم سكان قطاع غزة باتوا نازحين نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي يتم بشراكة ودعم أمريكي مباشر.وشدد في خطاب له اليوم على أن الاحتلال يواصل استهداف المنشآت الصحية، بما فيها المستشفى المعمداني، رغم الوضع الكارثي للقطاع الصحي.
وأشار السيد الحوثي في كلمة له حول آخر التطورات إلى أن “العدو الإسرائيلي يشن حرب تجويع على سكان غزة منذ أكثر من شهر ونصف، وسط اعتراف أممي بالمعاناة نتيجة منع إدخال المواد الغذائية”، مضيفًا أن الاحتلال يستخدم “كل أصناف جرائم الإبادة” بحق المدنيين في القطاع.
واعتبر أن محاولة الاحتلال احتلال مدينة رفح بشكل كامل تمثل “تهديدًا للأمن القومي المصري وانتهاكًا واضحًا للاتفاق الإسرائيلي-المصري” مشيرًا إلى أن واشنطن وتل أبيب تحاولان تجاوز ملف الأسرى دون الالتزام بصفقة تبادل، رغم المناشدات المستمرة من أهالي الأسرى الإسرائيليين.
وأكد السيد الحوثي أن مطالب حركة “حماس” تمثل الحد الأدنى من الاستحقاقات الإنسانية للشعب الفلسطيني، إلا أن “الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يتنكر لها”. وأشار إلى أن آلاف الأسرى الفلسطينيين يعانون داخل سجون الاحتلال، حيث تمارس بحقهم عمليات اختطاف ممنهجة يومية من الضفة الغربية وقطاع غزة، ويُحرمون من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.
في سياق متصل انتقد السيد الحوثي انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى “اقتحامات يومية ينفذها أكابر مجرمي وقطعان المستوطنين خلال ما يسمونه عيد الفصح”، حيث يقومون بأداء “طقوسهم الخرافية من رقص وغناء واستهزاء بالمسلمين” داخل باحات المسجد.
وأضاف أن العدو “يقوم بعملية ترويض وتمهيد للمخطط اليهودي الصهيوني للسيطرة التامة على الأقصى وتحويله إلى هيكلهم المزعوم”، محذرًا من أن “السكوت والتجاهل من قبل المسلمين يمثل تفريطًا كبيرًا يشجع العدو أكثر”.
كما أشار إلى منع الصلاة في المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى ساحة للاحتفالات اليهودية، في إطار سياسة تهويد منهجية تستهدف الضفة الغربية ومدينة القدس.
وحول الوضع في لبنان، لفت السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي “مستمر في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بغطاء أمريكي”، مشيرًا إلى اعتداءات يومية تشمل إطلاق نار وقصف مدفعي واحتلال مراكز داخل الأراضي اللبنانية. وأضاف أن “إسرائيل تسعى لنهب نهر الليطاني ولها أطماع واضحة ضمن مشروع إسرائيل الكبرى”.
وأكد السيد الحوثي أن المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله حققت “انتصارات غير مسبوقة على العدو الإسرائيلي”، داعيًا اللبنانيين إلى دعم خيار المقاومة، معتبرًا أنه “خيار ضرورة لا غنى عنه”.
واستنكر السيد الحوثي محاولات تحميل سلاح المقاومة مسؤولية التوتر في لبنان، مؤكدًا أن “التوجه الصحيح يجب أن يكون نحو إلزام العدو بتنفيذ الاتفاق وسحب قواته من الأراضي المحتلة ووقف الغارات والاستباحات الجوية”.
وعن سوريا كشف السيد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي ثبّت تسع قواعد في جنوب سوريا، ويرسم خطوطًا حمراء تحمي الجماعات التكفيرية”، في سياق مشروع صهيوني شامل يشمل فلسطين ولبنان وسوريا.
وأكد أن “كل ما يقوم به العدو الإسرائيلي هو شاهد على حاجة شعوب المنطقة لامتلاك إمكانات الردع والحماية”، منتقدًا غياب التحرك العربي الجاد في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وفي السياق ذاته اعتبر أن “المقاومة الفلسطينية كانت العائق الأساسي أمام التهجير الكامل للفلسطينيين وتصفية القضية خلال العقود الماضية”، مطالبًا بتسليح الشعب الفلسطيني كحق مشروع للدفاع عن أرضه وعرضه.
ووصف السيد الحوثي الدعوات لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية بأنها “غير منطقية وسخيفة”، محذرًا من أن هذا التوجه يحوّل الشعوب العربية إلى “خراف تُذبح في أعياد العدو”.
وأشار السيد الحوثي بصمود المجاهدين في غزة، خصوصًا كتائب القسام وسرايا القدس، مؤكدًا أنهم “يتصدّون ببسالة ويوقعون العدو في كمائن الموت ويواصلون الرشقات الصاروخية رغم الظروف الصعبة”، مشيرًا إلى أن “اشتباكهم مع العدو من المسافة صفر يعكس التفاني في سبيل القضية”.
وانتقد السيد الحوثي مواقف المؤسسات الدولية حيال المذابح بحق الشعوب المسلمة، معتبرًا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لا يتدخلان حين تُستباح الشعوب الإسلامية، فيما وصف الموقف الأوروبي بـ”المبتهج” تجاه ذلك. وأشار إلى السياسات الفرنسية الأخيرة تجاه الشعب الجزائري بوصفها “استفزازية”، مستحضرًا سجل الجرائم الاستعمارية لكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وأشاد السيد الحوثي بخطوات عملية اتخذتها بعض الدول الإسلامية، كمنع المالديف دخول السياح الإسرائيليين، وقرار بنغلاديش بمقاطعة السياحة الإسرائيلية، واصفًا هذه الإجراءات بأنها “خطوات عملية لها قيمتها في فرض العزلة على العدو الإسرائيلي”.
ورحب السيد الحوثي باتساع رقعة التظاهرات الشعبية في عدد من دول العالم تضامنًا مع فلسطين، داعيًا إلى تنامي هذا الصوت الإنساني وتعزيزه بالنشاط الطلابي. كما دان السياسات الأمريكية والغربية التي تستهدف النشطاء الطلابيين، من تضييق وقمع واعتقالات وترحيل ووقف للمنح الدراسية، معتبرًا أن “اللوبي الصهيوني بات يشكل خطرًا على حرية التعبير والإنسانية في الغرب”.
وأكد السيد الحوثي استمرار الأنشطة التعبوية والتدريبية في اليمن رغم “العدوان الأمريكي المتصاعد” موضحًا أن الطيران الأمريكي شن أكثر من 220 غارة خلال أسبوع، وأكثر من 900 غارة في شهر، إضافة إلى قصف بحري.
ولفت إلى أن الغارات الأمريكية فشلت في تحقيق أهدافها، مؤكدًا استمرار العمليات اليمنية التي تشمل استهداف السفن الإسرائيلية ومنع مرورها في البحر الأحمر والعربي. وأشار إلى تنفيذ عمليات نوعية باتجاه يافا وعسقلان باستخدام صواريخ فرط صوتية وصاروخ “ذو الفقار”، واصفًا تلك الضربات بأنها “هدية عيد الفصح لقيادات العدو”.
كما أشار السيد الحوثي إلى إسقاط الطائرة الأمريكية التاسعة عشرة من طراز MQ-9، معتبرًا أن ذلك يعكس فاعلية الدفاعات الجوية اليمنية في التصدي للطائرات الأكثر اعتمادًا من قبل واشنطن، مؤكدًا أن القوات المسلحة اليمنية تواصل الاشتباك مع حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة.
وأعلن قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إجمالي العمليات العسكرية اليمنية خلال الشهر الجاري بلغ 78 عملية، نُفذت بـ171 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وفرط صوتي، إلى جانب طائرات مسيّرة.
وأوضح السيد الحوثي أن العمليات منذ 15 رمضان “تُبيّن حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة التأثير”، مشيرًا إلى تنفيذ 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً وطائرة مسيّرة.
وأضاف أن من أبرز نتائج هذه العمليات “تحييد دور حاملة الطائرات بشكل شبه كامل في البحر الأحمر، الأمر الذي دفع بالعدو الأمريكي إلى استقدام حاملة طائرات أخرى لتعويض الفشل”.
وأكد السيد الحوثي أن لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام طائرات الشبح والاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد نحو 4 آلاف كيلومتر عن المنطقة “يعكس فشل عملياتها وضعف فاعليتها أمام القدرات اليمنية”.
وأشار إلى أن حاملة الطائرات “ترومان” أصبحت في وضع دفاعي بحت، “وبالكاد تدافع عن نفسها، دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”، مضيفًا أن استقدام حاملة جديدة دليل على أن “ترومان لم تكن ذات دور مؤثر في تحقيق الأهداف الأمريكية”.
وأوضح أن القدرات اليمنية “تتنامى بشكل مستمر” مشيرًا إلى أن المعنيين في مجالات التصنيع والتقنية والتكتيك العملياتي “يواصلون الابتكار والتطوير والإتقان”.
ولفت السيد الحوثي إلى أن “القصف الأمريكي الشامل الذي كلّف مليارات الدولارات لم يُحقق أي نتائج ملموسة”، مشيرًا إلى وجود “حالة من الإحباط داخل الأوساط الأمريكية والإسرائيلية” نتيجة استمرار الصمود اليمني ودعمه الثابت للقضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها “قضية حق تتفق عليها ضمائر الشعوب الحرة في العالم”.
وحمّل السيد الحوثي إدارة ترامب مسؤولية الركود الاقتصادي العالمي، مشيراً إلى أن “قرارته الانفعالية أثرت سلبًا على الأسواق الأوروبية والعالمية، وألحقت أضرارًا اقتصادية جسيمة قُدّرت بالتريليونات”. وقال إن “الغباء والعنجهية والعقلية المستفزة التي تحكم أمريكا اليوم تقودها إلى الانهيار، سياسيًا واقتصاديًا وحتى عسكريًا”.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب بإحداث اضطرابات اقتصادية عالمية كارثية، قائلاً إن “خسائر كبار التجار في أمريكا والغرب بلغت أكثر من 200 مليار دولار في يوم واحد فقط”، نتيجة السياسات التي وصفها بـ”الترامبية المتهورة”.
وأشار إلى أن “جهات دولية كثيرة تعتبر قرارات ترامب تهديداً مباشراً للاقتصاد العالمي”، لافتاً إلى أن “الأمريكيين أنفسهم هم أول من يتضرر من هذه السياسات العدوانية التي لا تراعي مصالح أي بلد، بما في ذلك حلفاء واشنطن”.
وأكد السيد الحوثي أن “الاقتصاد الأوروبي يعيش حالة اهتزاز شديدة، وكذلك اقتصادات بلدان ذات علاقة وثيقة بأمريكا”، معتبرًا أن هذا التدهور يرتبط بـ”صمت تلك الدول وتواطؤها تجاه العدوان المستمر على قطاع غزة”.
كما شدد على أن “البلدان النامية، رغم حجم تضررها، لا تزال تملك فرصة للنجاة من آثار قرارات ترامب في حال وقفت في وجه السياسة الأمريكية بدلاً من الخضوع لها”.