افتتح وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي والصحة الدكتور مصعب العلي مشفى البيروني الجامعي - قسم المزة المتخصص بالعلاج الشعاعي لمرضى السرطان بعد إعادة ترميمه وزيادة قدرته الاستيعابية، كما وضع الوزير الحلبي حجر الأساس لبناء "مسجد البيروني" ضمن حرم مشفى البيروني الجامعي في منطقة حرستا وذلك بالتعاون مع جمعية "الأمل" لمكافحة السرطان.
وبعد افتتاح المشفى الذي يهدف لتخفيف العبء عن القسم الرئيسي والارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة لمرضى الأورام جال الوزيران على أقسامه واطلعا على التجهيزات الفنية والأجهزة الطبية فيه وبنيته التحتية التي تم ترميمها والأسرة الجديدة التي تم إضافتها بعد توسيع طاقته الاستيعابية ليضم 75 سريراً.
واعتبر الوزير الحلبي أن المشروع يُجسّد نموذجاً حياً ومباشر للتشاركية بين الحكومة والجمعيات الوقفية، ويمثل خطوة مهمة على طريق تطوير البنية التحتية للمشافي الجامعية، وتعزيز دورها التعليمي والعلاجي، مشيداً بالكفاءة العالية للعمل دون تأثيره على تقديم الخدمات الطبية، وبالمخرجات المتميزة، مشيراً إلى التوجه نحو الاستثمار في الكوادر البشرية والتشاركية والتشبيك مع القطاع الخاص ومع الجمعيات مثل جمعية "الأمل".
ولفت الوزير الحلبي إلى أن استراتيجية الوزارة القادمة تتجه نحو ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع، والتشاركية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني بكل الأعمال التي تنعكس إيجاباً على تحسين سوية العمل الطبي، منوهاً بتوجه الوزارة نحو الانتشار الأفقي للخدمات الطبية وخاصة النوعية في مجال الأورام التي تتميز بتوفر كوادر علمية نوعية باختصاص الأورام في جميع المشافي، مشيراً إلى أن أحد الرؤى الأساسية للحكومة هو التوسع بهذه الخدمات لتصل لكل مواطن بكل عدالة.
ونوه الوزير الحلبي بجهود وزارة الصحة بكل كوادرها وبالعلاقة التكاملية معها في مفاصل العمل وخاصة في هذه المرحلة المهمة التي عادت فيها سوريا لكل السوريين بعد نعمة النصر والتحرير.
بدوره الوزير العلي أعرب عن تقديره لهذا الإنجاز بعد أن تمت صيانة العديد من الأجهزة وصيانة البناء وتوسعة الطاقة الاستيعابية، مؤكداً أن ذلك يأتي في إطار التوجه الحكومي بالعمل كفريق واحد لتقديم منظومة متكاملة من الدعم والرعاية وتوفير خدمات صحية عادلة وشاملة لمرضى السرطان.
وكشف الوزير العلي أنه سيتم قريباً افتتاح مركزاً للأورام تابعاً لوزارة الصحة في حلب، ووجود خطط لافتتاح مراكز مشابهة في مناطق أخرى مستقبلاً، لتغطية أغلب المحافظات في مجال السرطان، ونوه بالعلاقة بين الحكومة والوزارة في هذه المرحلة مع منظمات المجتمع المدني وجمعية "الأمل" لمكافحة السرطان التي بدأت قبل فترة بسيطة بترميم مبنى سكن الأطباء في مشفى المجتهد ليصار إلى افتتاحه لاحقاً.
وأشار الوزير العلي إلى أن الوزارة كسياسة عامة تحاول في خطة عملها زيادة عدد المراكز التي تقدم الخدمات الأولية وتوزعها على القطر بشكل مدروس يتناسب مع أعداد السكان بحيث تكون الخدمة أقرب للمريض وبالتالي تجنيب المرضى دفع تكاليف إضافية وعناء السفر.
وقدّم مدير عام مشفى البيروني الدكتور رضوان الأحمد لمحة عن المشفى، بين أنه يتكون من قسمين: أحدهما في منطقة المزة، والقسم الرئيسي في حرستا، ويستقبل يومياً ما بين 700 إلى 1000 مريض أورام يتلقون خدمات علاجية وتشخيصية بشكل مجاني بالكامل، مشيراً إلى أن تطوير القسم قلّص فترة انتظار المرضى من 4 إلى 6 أشهر لتلقي المعالجة الشعاعية سابقاً، إلى فترة لا تتجاوز الشهر، فيما يتم إجراء التخطيط ومعالجة الحالات الإسعافية خلال أسبوع واحد فقط.
وأكد الدكتور الأحمد أن المشفى يعمل كمركز علاجي وتشخيصي وأكاديمي في آنٍ معاً لافتاً إلى وجود بعض الأجهزة التي تحتاج إلى صيانة، موجهاً الشكر لجمعية الأمل ولوزارة الصحة على دعمها المتواصل، وخاصة في المراحل الأولى من المشروع.
وأشار رئيس جمعية "الأمل" الدكتور عبد الرحمن زينو أن العمل بترميم وصيانة وزيادة الطاقة الاستيعابية للقسم بدأ منذ بداية التحرير، ويشمل قسم الإقامة لمرضى السرطان، لتوفير إقامة مريحة ولائقة للمرضى القادمين من المحافظات البعيدة، نظراً لطبيعة العلاج الشعاعي الذي يستدعي الإقامة لفترات طويلة، إضافة لبعض الترميمات بعدد من المشافي الجامعية في اللاذقية وحلب، لافتاً إلى أن الجمعية بدأت بتجهيز الكتلة الأولى من مشفى النهاري، المخصص للمرضى الذين يتلقون العلاج اليومي، بهدف تخفيف الازدحام وتسريع عملية العلاج.
وبين الدكتور حسين صباغ رئيس قسم الأشعة في المشفى أن عدد الأسرة أصبح 75 سريراً بعد أن كان 40 سريراً، وهي غير كافية لعدد المرضى المراجعين يومياً، لافتاً لأهمية زيادة عدد الأماكن للتمكن من تخديم المرضى خاصة أن نحو 90 بالمئة من المرضى هم من المنطقة الشمالية الشرقية وجميعهم يعانون من موضوع السفر.
وسبق افتتاح المشفى جولة تفقدية للوزير الحلبي على مشفى البيروني الجامعي في حرستا اطلع فيها على واقع العمل في أقسام المشفى واحتياجاته وأوضاع المرضى فيه، ووضع حجر الأساس لبناء "مسجد البيروني" ضمن حرمه، والذي تنفذه جمعية الأمل لمكافحة السرطان، بتمويل من مؤسسة هداية بركة التركية، ويخدّم المسجد مشفيي البيروني والشرطة والكتلة السكنية لمشفى الشرطة والمارة ويتسع لـ 250 مصلي وتلحق به كتلة مخصصة لتقديم خدمات المسجد.