انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لدراسات الأديان والإنسان على مدرج جامعة دمشق

الأحد, 23 تشرين الثاني 2025 الساعة 23:46 | شؤون محلية, أخبار محلية

انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لدراسات الأديان والإنسان على مدرج جامعة دمشق

انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لدراسات الأديان والإنسان تحت عنوان “التراث العلمي والسياسي في بلاد الشام وأثره في التعايش الحضاري”، والذي تقيمه كلية الشريعة بجامعة دمشق، بالشراكة مع وقف “تيماف” (وقف المنتسبين إلى ثانويات الأئمة والخطباء التركية)، وذلك على مدرج جامعة دمشق.

 

ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين ويجمع نخبة من أهل العلم والفكر من مختلف البلدان، إلى دراسة الإرث العلمي والحضاري لبلاد الشام، وأثره العميق في التاريخ الفكري والحاضر الذي يواجه تحديات كبيرة.

 

ويناقش المشاركون في المؤتمر قضايا التعايش والتعدد الديني، وإعادة بناء الفكر والشخصية، والاتجاهات الدينية والفلسفية، والتراث الفقهي والبنية الاجتماعية والدينية، إضافة إلى التعليم والثقافة والسلام الاجتماعي، وكذلك قضايا السلطة والسياسة والتحول الرقمي وحفظ التراث والتاريخ والحضارة والعلوم والحقوق والاقتصاد والتضامن الاجتماعي.

 

عبد الرحيم عطون المستشار رئاسة الجمهورية فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لدراسات الأديان والإنسان تنطلق على مدرج جامعة دمشق

رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية لدى رئاسة الجمهورية عبد الرحيم عطون بين في كلمة خلال الافتتاح، أن الإسلام بمضامينه الأخلاقية والروحية والقيمية شكّل عامل استقرار اجتماعي، واستوعب في مشروعه الحضاري حالة التنوع ومنحها بعداً قيمياً يرتكز على العدالة بوصفها من أسس العلاقات الاجتماعية، وجعل الكرامة الإنسانية حقاً للفرد بغض النظر عن انتماءاته العرقية والمذهبية.

 

وأكد عطون أن الاستقرار الحقيقي يتحقق مع الدولة القوية عسكرياً والمستقرة أمنياً والمزدهرة اقتصادياً، وحاجة المجتمع السوري إلى إحياء القيم الأصيلة، والاستمرار في تجربتنا الحضارية، لبناء مستقبل يتشارك فيه الجميع بأمن وسلام وكرامة.

 

وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أشار إلى أن سوريا تقف اليوم على مفترق نهضة جديدة تجدد فيه رسالتها، وتؤكد أن الأوطان التي حملت النور لآلاف السنين لا تطفئها العوارض ولا العوارم، بل تنهض بعلمها وتتعافى بقوة شعبها وتمتد إلى المستقبل بشراكة أصدقائها ومحبيها.

 

واعتبر الحلبي أن المؤتمر مسرح لاستعادة روح بلاد الشام، ولفهم الكيفية التي نسجت بها سياساتها وعلماؤها نماذج للتعايش والإدارة والتفاعل الإنساني، مؤكداً أن تجديد دراسات الأديان، وتحقيق فهم أعمق للنظم السياسية التاريخية، وتحويل التراث إلى موصّل للمعرفة، طريقنا إلى تجذير التعايش الحضاري الذي نريده ويريده العالم معنا.

 

القائم بأعمال السفارة التركية في سوريا برهان كور أوغلو أكد أن بلاد الشام كانت مركزاً للتجارة والعلم والفكر والسياسة، وحاضنة للسلام والدين والفلسفة والطب والعلوم الطبيعية، وحافظة للعلم، مشيراً إلى أن النخب والعلماء السوريين أصبحوا رواداً للعلم، وأن تركيا قدمت كل أشكال الدعم للأشقاء السوريين، معتبراً أن المؤتمر سيشكل منصة لتعزيز العيش المشترك على هذه الأرض وبناء مستقبل مشترك للأجيال القادمة.

 

رئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى صائم الدهر، أشار إلى أن دمشق لعبت دوراً محورياً في بناء الحضارة الإسلامية وتصدير العلم والمعرفة وإرساء جسور التواصل الحضاري إلى مناطق واسعة في العالم، لافتاً إلى أن الجامعة تواصل جهودها في نشر العلم الرصين وتآلف القلوب والأفكار، وتؤكد التزامها الثابت بلعب دور قيادي ومحوري في مسيرة بناء سوريا الجديدة، وتطمح لأن تستعيد مكانتها المستحقة كمنبر حضاري رائد لسورية والمنطقة بأسرها.

 

عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق الدكتور عماد الدين الرشيد، اعتبر في كلمة له أن انعقاد المؤتمر بالتشارك بين الكلية و”وقف تيماف” من تركيا ، يعد تظاهرة علمية تجمع بين المعرفة والسياسة والحضارة، في بلد برع في هذه القضايا الثلاث على مدى تاريخه العريق، ووظفها جميعاً في بناء متماسك تتعايش فيه الثقافات واللغات والأعراق والمذاهب والأديان على نحو قل نظيره، مؤكداً أن كلية الشريعة كانت على هذا العهد منذ تأسيسها، وستبقى على خطا رجالاتها الأوائل في رعاية التراث العلمي والسياسي، ونشر ثقافة التعايش الوطني والإنساني.

 

رئيس وقف “تيماف” الدكتور سامي بيراقجي أكد أن دمشق بلد الحضارة، وتمثل لتركيا ما تمثله إسطنبول، فهما مدينتان متصلتان بالروح والتاريخ، معتبراً أن المؤتمر هو الأهم في تاريخ “الوقف”، ويشكل جسراً للصداقة والأخوّة وستمتد آثاره إلى الأجيال القادمة، معرباً عن أمله في أن يجسد المؤتمر قيم العدالة والحق ويسهم في تعزيز وحدة الأمة.

 

رئيس بلدية قونيا أوغور إبراهيم ألتاي بيّن أن البلدية اتخذت قراراً بالتوءمة الرسمية مع دمشق لتعزيز التعاون الثقافي، وتدعم المؤتمر بكل إمكاناتها ليكون منصة لإنتاج أفكار جديدة وخلق أرضية للتعاون، والعمل مستقبلاً على ترسيخ القيم الإنسانية، وأن الأفكار الصادرة عن المؤتمر ستعود بالخير على الإنسانية جمعاء.

 

ممثل محافظ دمشق مصعب بدوي أكد أن دمشق جسر للتواصل بين الثقافات ويسرها أن تكون مسرحاً للمؤتمر، وخاصة أن بلاد الشام تحمل تاريخاً عريقاً وعلماء أسسوا الفقه، معتبراً أن المؤتمر مشروع نهضة ووعي ووئام يرفع الإنسان، وأن الإسلام جعل العلم وسيلة للفهم والحكمة وسبيلاً للتعايش.

 

وفي كلمات لرؤساء جامعات تركية في المؤتمر، أشار رؤساء جامعة نجم الدين أربكان الدكتور جيم زورلو، وجامعة الأناضول الدكتور يوسف آبي كوزل، وجامعة إسطنبول الدكتور غولفتين شيليك، إلى أن دراسة تراث بلاد الشام هو محاولة لفهم كيف يمكن للعلم أن يسهم في بناء مجتمع متماسك، وفي تخفيف آثار الأزمات، وفي تعزيز قيم العدل والسلام، وأكدوا أهمية الحوار العلمي الصادق، وتبادل الخبرات بين الجامعات والمؤسسات، في بناء مستقبل أفضل، مشيرين إلى أن الأتراك والسوريين عاشوا معاً وتبادلوا الثقافات، وأن الشعبين سيعيشان بأمان وسلام عبر التعرّف إلى بعضهما وإلى لغات بعضهما بما يحقق التعايش المشترك.

 

حضر افتتاح المؤتمر وزير المالية محمد يسر برنية، ومعاونو وزراء، ورؤساء جامعات سورية وتركية، وعمداء كليات وباحثون وأكاديميون من تركيا ودول عربية وإسلامية، ورجال دين، ومهتمون.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا