لماذا اتفقت تشرين مع "كيكا"؟.د. رغداء مارديني

شارك |

عقوبات بالجملة.. والسبب الرئيسي موضوعات وإشارات حفلت فيها صفحات الملحق الثقافي، قمت بوضعها الواحدة تلو الأخرى بين يدي رئيسة التحرير سميرة المسالمة، ولم تجد آذانا صاغية رغم خطورتها الثقافية ومخالفتها لتوجه سياسة الجريدة، هذه السياسة التي تشربنا أهدافها منذ ثمانية وعشرين عاما، عمر خطواتي العلمية والثقافية والسياسية في جريدة تشرين، التي أفخر أنني وزميلي سعيد من رعيلها الذي قامت ونهضت على أكتافه.. لم أصدق أن مجمل ملاحظاتي في الإشارة لانحراف ثقافة نشرت في بعض موضوعات أبواب الملحق، والزوايا الخاصة بالجوائز المشبوهة، يمكن أن تشكل بداية انطلاقة السيدة رئيسة التحرير بالهجوم المركز، وباستخدام سلطتها الإدارية في الإمعان في المبالغة بالعقوبة،  بالوقت الذي توقعت فيه أنها ستشكرني على لفت نظرها إلى خطورة ماينشرلعلمي أنها يجب أن تكون الأحرص على تطبيق سياسة الجريدة واستراتيجيتها في السياسة الثقافية..وستبادر لتهنئتي على زاويتي (حبل الذهب السري) التي تشير لارتباط الجوائز المشبوهة بالصهيونية بالأدلة والوثائق، قبل أن تناديني لمحاسبتي على نشر زاوية الدكتورة ناديا خوست التي أشارت فيها لجائزة ديفيد ارنولد (نجيب محفوظ) المشبوهة، التي كنت مقتنعة بنشرها تماما.. ومن هنا بدأت الخطوات العملية لحملتها ضد كل من أشار للخطأ.. لكن ردة الفعل و"شخصنتها" للأمور-التي راحت تقنع فيها القاصي والداني- بالاعتماد على موضوعات مفتعلة ولا تتناسب والتاريخ المهني الذي أحمله أنا وزميلي سعيد هلال وتسفيه الموضوع والإمعان بالخطأ الذي أغرقت نفسها فيه، اضطرني للخروج العلني عن صمتي معها لأروي ما شرحته للكثير من الزملاء الذين كنت أتناقش وإياهم بخطورة الهم الثقافي (بحكم عملي كرئيسة للقسم الثقافي) هذا الهم الذي التقط الملحق عكسه وصار يروج له من باب الخدمات المتبادلة والثقافة الشرق أوسطية الجديدة التي تجمعهم: من الاحتلال الجميل والظريف لمجلة "جسد" وصاحبتها التي أعلنت أن الهدف مجلتها الجنسية يتمثل في إحداث ثقب "في الثقافة العربية"، و"أن جسدنا هو مستقبلنا..". إلى النشر والترويج لروايات الإباحية تحت غطاء الحداثة في وجه ما يطلق عليه "اللغة والثقافة الخشبية" بما تنطوي عليه من الثوابت الوطنية والقومية.. إلى عشرات الموضوعات التي سأختار منها واحدا الآن تاركة المجال للباقي إلى وقت آخر.. إليك عزيزي القارئ هذا الموضوع لتحكم عليه بنفسك، وقد أشرت إليه للسيدة رئيسة التحرير في غمرة ماأشرت إلية فجاء وبالا عليّ من التهديد والوعيد بالتصريح والتلميح وصولا للقرارات الرادعة بحقي وعلى ماذا ؟ اتفاق غريب المعنى.. ماذا يعني هذا؟ نشر ملحق أبواب في الصفحة (18) العدد (6) الموافق 20 كانون الأول 2009م موضوعا بعنوان (مراكشي في بيروت) لا يهمني فحواه بمقدار ما يهمني ما ذيل به الموضوع: (إن النشر تم بالاتفاق مع موقع "كيكا")!! والسؤال المطروح كيف يمكن لتشرين أن تتفق مع "موقع كيكا" بالنشر؟ وهل قامت مؤسسة الوحدة التي تنتمي لها مؤسستنا بالاتفاق مع الموقع المذكور؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك من الذي سمح لخليل صويلح مشرف الملحق وأحد كتاب الموقع نفسه، أن يتفق بالنشر ترويجيا مع هذا الموقع؟ وبالتالي ما معنى تجاهل رئيسة التحرير لمثل هذا الموضوع وما هو تبريرها، وهي المشرفة المباشرة على الملحق..؟ وأخيرا ماذا يخدم النشر بالاتفاق مع هذا الموقع الذي لايتفق بأفضل حالاته مع توجهاتنا لا السياسية ولا الثقافية ولا الإستراتيجية؟؟ إلى هنا يبدو التساؤل حول ما يمكن لموقع "كيكا" أن يقدمه لإسم جريدة عريقة ذات تاريخ كبير في الإعلام السوري كـ "تشرين" كي تتفق معه؟؟ والسؤال لماذا وعلى ماذا؟ "كيكا"والتسامح في تعريف الموقع لنفسه يقول انه: "فضاء للحرية والتسامح"، وإذا عرفنا أن الموقع أسس في آذار 2003، أي في غمرة احتلال بلد صاحب الموقع من القوات الأمريكية، وفي غمرة قيام أكبر تظاهرات عرفها التاريخ جالت شوارع العالم، يمكننا أن ندرك فيه معنى التسامح المقصود، وبخاصة أن صاحب الموقع مثقف عراقي يعيش منذ سنوات طوال في بريطانيا ومتزوج من بريطانية تدير مع زوجها مجلة بانيبال،-والذي حفل الملحق بتتبع أخبارهما ونتاجهما وجوائزهما_ ويشرفان على جائزة بيروت 39،التي عهدت فيه مؤسسة (هاي فيستيفال) جائزتها لصاحب الموقع، وهو الذي يتمتع بحظوة كبيرة في المؤسسات الثقافية الانكليزية، ويعتبر أساسيا في مشروع جائزة البوكر العربية (المشبوهة) التي تأتي بالتعاون مع مؤسسة "فايدنفيلد للحوار الاستراتيجي"!!.. وفايدنفيلد كما هو معروف صهيوني ملتزم عمل مستشارا لحاييم وايزمن، ورئيسا لجامعة بن غوريون..الخ، والذي تشترك المديرة التنفيذية لمؤسسة فايدنفيلد "ساشا هافيتشيك" بعضوية جائزة "البوكر" العربية مع صاحب هذا الموقع. مامعنى "كيكا"؟ جاء في افتتاحية صاحب الموقع عندما أطلق جريدته الالكترونية في آذار 2003، أنه سمى موقعه على اسم طفل ولد (أصم وأبكم) كان الناس يسمونه "كيكا"، وعندما سألت أمي –كما يقول صاحب الموقع- من أين جاءت هذه التسمية؟.. فقالت بكل قسوة لأنه أخرس وأطرش.. لقد أحببت أن أسمي هذه الجريدة باسم الإنسان الذي ولد يتيما وبلا لغة، في جغرافية هلامية، ترسم في كل فترة بشكل مختلف، لأني متأكد من أنه لايمكن أن ينحاز في الأخير إلا للقيم الإنسانية.. ترى ماذا يعني شعار "كيكا" هذا حتى تتفق معه جريدة تشرين بالنشر؟ وماذا تعني الجغرافية الهلامية؟ هي بالتأكيد ما التقطتها عشرات الأقلام العربية في الغرب –كما التقطناها- حين أكدت لي رسالة حولها وصلتني بهذا الصدد وبشكل خاص لتصف معي هذه السطور بالقول: "أبلغ ما قيل في وصف ثقافة العولمة الغربية المطروحة علينا، أنها بلا لغة، وتسبح في جغرافيا هلامية، وأما المثقف المعولم فهو "كيكاوي" أصم أبكم والأفضل أعمى،  كي لا يعارض إعادة تشكيل الجغرافيا (الهلامية) من قبل القوى الغربية في كل فترة بشكل مختلف! والكيكاويون ينحازون إلى قيم إنسانية عامة هلامية هي الأخرى ليس بينها بالتأكيد مقاومة العدوان والعمل على رفع الظلم، ومن هنا يمكننا ملاحظة أن الصفات الكيكاوية (لاأسمع، لاأرى، لاأتكلم عن الاحتلال والنهب الامبريالي) سمة مميزة للقائمين أو المنخرطين في المؤسسات الثقافية الغربية المعولمة".. المقاومة في مضمون موقع "كيكا" الآن!!!! لا شك بأن الموقع يعرف نفسه بأنه: "ليس له أي أهداف سياسية، وانه يناهض الأفكار المتزمتة بكل أشكالها الدينية والسياسية والعرقية". إلا أن نظرة بسيطة على محتوياته تدل عليه: موضوعات بالجملة عن مجلة الجنس العربية الوحيدة ومحتوياتها وتكثيف موضوعاتها وحوارات مع صاحبتها مرفقة بعشرات الروابط (للدعاية والترويج).. هذه من تتفق تشرين بملحقها معها!!! موضوعات بالجملة تركز في حوارها مع من روج لروايتها ملحق تشرين (رواية الشذوذ التي صودرت في مطار القاهرة)... صور تتهكم وتسخر من المقاومة، هذه من تتفق تشرين بملحقها معها؟؟!!!.. وغيض من فيض.. وقد تبين الصور المرفقة الدلالة القاطعة على مانقول.. وبعد، لزاما علينا أن نعيد السؤال وباستغراب العارف لنسأل ماذا يعني أن ينشر الملحق الثقافي في تشرين عبارته (بالاتفاق مع موقع كيكا)؟؟ سؤال يترك برسم المهتمين لئلا تحرف الجريدة العريقة "تشرين" عن سياستها، ولا يعنينا في الأمر ما هو "كيكا" ومثله عشرات المواقع التي ظهرت مع قدوم الاحتلال الأمريكي للعراق، وإنما يعنينا جريدتنا كيف تتفق بالنشر مع هكذا موقع؟؟.. وما هي مصلحة سياسة الجريدة العليا بالارتباط به؟؟ ونهاية، ذنبنا الذي يشرفني وزميلي سعيد أن ندفع ثمنه عقوبة ونقلا ومنعا من الكتابة،ويشرفني أنني أشرت للخطأ ولم أسكت ولن أسكت عنه لأنني لم أكن شيطانا أخرس في حياتي كلها، فكيف والموضوع في مثل هذه الخطورة!!! وللحديث صلة....

أخبار ذات صلة

• كيف يسيء هذا الكاريكاتير لأحاسيس السوريين يا رئيسة تحرير تشرين؟؟!!... بقلم :د. رغداء مارديني
• رئيسة تحرير "تشرين" لـ "الأخبار" اللبنانية: لأنني امرأة أتعرض لحرب أشباح لاأخلاقية.. ومادة وحيدة نشرت عن مجلة "جسد" في الصحيفة
• هل احترق "أبواب" في أتون "جسد".. ؟! علي هاشم
• من يدفع أجر العازف..؟ بقلم: د. رغداء مارديني
• الحرب دون صواريخ!.... بقلم: د. ناديا خوست