جهينة نيوز:
فجأة ودون سابق إنذار، عادت عمليات التفجير لتطال المدن العراقية، وتقتل المئات من العراقيين دفعة واحدة. وقد استهدفت التفجيرات مدنا يسيطر عليها الائتلاف الشيعي في العراق، ما يذكّر بحقبة سابقة نشط فيها تنظيم القاعدة الذي تثبت الظروف والأيام أنه لا يتصرف ويتحرك من دون غطاء إقليمي ودولي وتحديداً السعودي والأميركي.
لماذا كل هذا الدم العراقي المستباح اليوم؟ لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه التفجيرات في العراق، لا بد من النظر الى مسألة الانسحاب الأميركي من بلاد الرافدين والذي يدخل حيز التنفيذ في 31/12/2011 أي بعد ثلاثة أشهر تقريبا، حسب الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. وللدقة أكثر يجب النظر إلى الرغبة الأميركية بموافقة إيران على التمديد لجيش الاحتلال الأميركي في العراق لمدة سنتين مقبلتين حسب المعلومات التي حصل عليها موقع "الانتقاد" من مصادر عربية في بيروت.
وفي سياق التفاصيل التي نوردها نقلا عن المصادر العربية الواسعة الإطلاع، هناك رغبة اميركية بالبقاء في العراق لسنتين جديدتين ومن اجل ذلك طلبت الولايات المتحدة الأميركية من المملكة العربية السعودية الاتصال بالمسؤولين الإيرانيين والتفاوض معهم بالنيابة عن واشنطن حول أمور المنطقة بما في ذلك سوريا ولبنان وأفغانستان والعراق على أساس أن واشنطن تريد (تطنيش) من جانب طهران على تمديد وجود قواتها لمدة سنتين. وتقول المصادر إن السعوديين اتصلوا بالجانب الإيراني وأبلغوه طلبهم بالتفاوض نيابة عن أميركا، وقد حصل في البداية تجاذب بين الجانبين الإيراني والسعودي حول مكان المفاوضات حيث رغبت السعودية ان تكون في العاصمة السعودية الرياض، وقد تجاوز الجانب الإيراني هذا الأمر وكان من المفترض أن تعقد المفاوضات هذه الأيام غير أن سببا ما أوقف الاتصالات بين الطرفين.
المصادر العربية تضيف أن الجانب الأميركي كان ينتظر ردا إيرانيا عاجلا على طلبه في البقاء في العراق غير ان طهران لم تعط جوابا حتى الآن، كما ان الأميركيين ضاقوا ذرعا بتجاهل المالكي وحكومته لطلباتهم المتكررة بإعطاء جواب على البقاء من عدمه، وقد وصلت الأمور بقائد القوات الأميركية في العراق إلى الإعلان للصحافة جهارا بأن على المسؤولين العراقيين إعطاؤنا جوابا حول رغبتهم في بقاء الجيش الأميركي في العراق او رحيله.
من هنا تتضح أسباب التفجيرات الدموية الأخيرة في سبع عشرة مدينة عراقية، فضلا عن الحملة الغربية الخليجية التركية على سوريا تحريضا وتهديداً كما تفعل تركيا يوميا، فبيت القصيد في كل ما يجري في سوريا منذ أربعة أشهر فضلا عن تفجيرات العراق الدامية يوم امس هو الحاجة الأميركية لموافقة إيران على بقاء قواتها في العراق، وما دام أن الجانب الإيراني لم يعط بعد جوابا شافيا يرضي واشنطن، فالأتباع العرب والأتراك جاهزون لتقديم الخدمات في سوريا عبر الضغوط السياسية وتسليح المعارضة وفي العراق عبر خروج أبو مصعب الزرقاوي من قبره ليحصد أرواح العراقيين الأبرياء في شوارع مدنهم من دون رأفة ورحمة.