جهينة نيوز:
بدأت الأزمة المتواصلة في ليبيا أمس، تمهد لتعميق التدخل العسكري البرّي هذه المرة من قبل حلف شمال الأطلسي وحلفائه العرب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في طرابس كما على الجبهة الشرقية وطفت على السطح مؤشرات جديدة حول مخططات غربية للوجود العسكري في المستقبل القريب على أرض ليبيا، وأخرى حول تفاصيل لم يكشف عنها سابقا من عملية ال"ناتو".
وكان لافتا حديث المعارض الليبي أحمد شيباني لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الذي قال فيه إن "ليبيا تحتاج إلى المساعدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك من اسرائيل".
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إنه "قد يكون من الضروري وجود قوات عسكرية (على الأرض) للمساعدة في المحافظة على النظام". كما أكدت الصحيفة وجود عدد من جنود القوات الخاصة البريطانية في ليبيا رغم النفي الرسمي لذلك.
وكشفت شبكة "فوكس نيوز" الاخبارية الاميركية أن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت فريقاً من المختصين إلى ليبيا حيث تمكنوا من تدمير عدد من الصواريخ المضادة للطائرات، مشيرة إلى أن واشنطن كلّفت كذلك خبراء للعمل مع الثوار لمراقبة هذه الأسلحة بهدف ضمان أن لا تصل إلى أيادي قوات القذافي أو المتشددين على حد سواء. ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله إن هؤلاء الخبراء تمكنوا حتى الآن من تدمير 30 صاروخا مضادا للطيران من صنع روسي، مضيفا أن مهمة الفريق تقتصر على حماية مخازن الأسلحة الفتاكة.
وردا على سؤال عما اذا كانت أسلحة الدمار الشامل الليبية وخصوصا أكثر من عشرة أطنان من غاز الخردل في مكان آمن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع ديف لابان "نعم". ورفض المتحدث إعطاء تفاصيل حول هذه الاسلحة الكيميائية، مكتفيا بالقول انها "أسلحة ومواد خطرة... ونحن نبقي مراقبتنا قائمة". وأكد المتحدث الاميركي ان لا خطط على الاطلاق للولايات المتحدة لإرسال قوات أميركية الى ليبيا لحماية الاسلحة الكيميائية. كما أفاد لابان بوجود فرق وحدات خاصة تابعة للأردن وقطر والإمارات في العاصمة طرابلس ومناطق أخرى داخل ليبيا، نافيا أي وجود أميركي مع هذه الوحدات.
كما دعا وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد اوين في مقال نشرته صحيفة "تلغراف" إلى إنشاء قوة تدخل سريع في ليبيا. وكتب "هناك فرصة كبيرة الآن أمام بريطانيا وفرنسا لتكونا على مستوى مسؤولياتهما في مجلس الأمن، عبر إنشاء نواة قوة تدخل سريع مجهزة جيدا، تحت لواء الامم المتحدة، وتأمين طائرات وحاملات طائرات إذا لزم الامر". وأضاف أن "قوة كهذه تستطيع أيضا أن تستمد مواردها من روسيا والصين وأميركا".
وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الولايات المتحدة وفرنسا "ستواصلان جهدهما العسكري حتى يستسلم القذافي ومعسكره" في ليبيا، وذلك اثر اتصال هاتفي مع الرئيس الاميركي باراك أوباما، والتقى ساركوزي رئيس وزراء المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل.