كريمات ومستحضرات تجميل...تتجاوز شرطها الإنساني

الثلاثاء, 8 كانون الأول 2009 الساعة 21:30 | مجتمع, تحقيقات

جهينة- أماني حسين الموصللي: تنتشر في أسواقنا العديد من الكريمات والمركبات والخلطات والتي صارت تباع، وللأسف الشديد، دون أدنى استشارة طبية، وباتت متوفرة في كافة الأسواق ومحلات التجميل والمشاغل النسائية، ولا تخلو منها أيضاً بعض الصيدليات، حتى أصبح من الصعب التكهن بماهية هذه المنتجات... ولاسيما أن بعضها يحمل ترخيصاً صحياً!؟ وبات الإقبال على شرائها غزيراً جداً، وبدأت تسلب تفكير النساء اللواتي يرغبن في الحصول على بشرة نضرة خالية من التصبغات والبقع السمراء كما يعتقدن. فالكثيرات منهن يمكن أن يدفعن مبالغ طائلة مقابل أي مركب يمكن أن يضيف لهن حتى ولو لمسة تغيير نحو الأفضل للشعور بالثقة الأكبر. وراح العديد من التجار وأصحاب المحلات يروّجون لهذه الكريمات، على أنها خلطات كاملة الجودة وخالية من الأضرار والآثار السلبية. ولكن الحقيقة المرّة عكس ذلك، فمعظم هذه الخلطات والكريمات تحتوي على نسب عالية من مادة الزئبق السامة!!.. ولدى الرجوع لسجل الأطباء الاختصاصيين لمعرفة ما هي أضرار مثل هذه الكريمات «المزأبقة» أدهشتنا كثرة الأسماء التي تعرّضت لأضرار هذه الكريمات، إما بندبات مدى الحياة... أو تسمم جلدي أو حروق، اصفرار دائم، طفح جلدي، وعلى المدى البعيد سرطان الجلد، وهذه الحالات إما خلال الاستعمال الآني للكريم أو على المدى البعيد. قبل الاستعمال... انتبهي! في كتابها الموجّه إلى وزارة الاقتصاد والتجارة، أكدت مديرية الشؤون الفنية والجودة أن دورياتها قامت بسحب عينتي كريم ماركة «بوهلي» إنتاج شركة «ي» حلب- سورية، بموجب ضبطي العينتين /648358/ تاريخ 26/2/2009 - و/648401/ تاريخ 11/2/2009، وتبين نتيجة التحليل أن العينتين مخالفتان للمواصفة رقم 645/2006. ضرورة... وليست كماليات تقول تهاني– موظفة: أنا أتعرّض للشمس الحارقة يومياً، ما جعل بشرتي حساسة جداً.. لذا أنا أستعمل كريمات كثيرة لتفادي أشعة الشمس، ومؤخراً استعملت ماركة «بوهلي» والمفروض أن أدرأ باستخدام هذا الكريم أخطار الشمس، ولكن العجب العجاب هو ما ترينه في بشرتي الآن، حروق طفيفة وتقشرات أكاد أجنّ منها، وتكاد تتعب نفسيتي. وتضيف مبتسمة: يبدو أن ثمة مشكلة في منتجاتنا المحلية، بمن يسوّقها ومن يراقبها، أو في بشرتي أنا، لا أدري إن كانت بشرتي هي المسبب ولاسيما بعد استعمال كريم بوهلي!! وتنهي كلامها بتنهد: الحمد لله أننا وجدنا من يدير لنا بوصلة الأمان نحو قبلة الحقيقة. لن ألدغ مرتين.. وتؤكد عبير- طالبة جامعية- أنها تعتمد كل الاعتماد في انتقاء الكريمات على رأي والدتها، فهي النبراس الأول والأخير لها، وغالباً ما تختار لها ماركات أجنبية لوثوقها بها، فبعد أن تعرّضت لآثار الكريمات الوطنية وسلبياتها كما تقول، آثرتْ أن تبقى بشرتها نضرة بعيدة عن الاحتراق والندبات وما شابه، فهي كانت تعاني لسنتين من أخطار الكريم الوطني.. ولن تكرر التجربة، وتنهي كلامها بالقول: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. العجز عن الإدراك.. إدراك؟ وتسأل دعاء- سكرتيرة: كيف يمكننا الوثوق بالمنتجات التجارية؟! فنحن نسمع عنها كثيراً من خلال الترويج لها والإعلان عنها بشتى الطرق، ونأتي ونشتريها، فنجدها كاملة الصلاحية والترخيص وإلخ... لكن حين نأتي لاستعمالها، سرعان ما تخيب آمالنا وتتألم جيوبنا وتتشوّه أشكالنا، هذه الكريمات أصبحت ضرورة ملحة من ضرورات الحياة، فكيف لنا أن نتبيّن الحقائق ونحن نصدق أو لا نصدق؟؟!! أم إن العجز عن الإدراك... إدراك؟! وبقيت نيفين- وسام- هديل- ربا، يرفضن الكريمات الصناعية ويحبذن الكريمات الطبيعية التي يصنعنها. وما أدراك... ما الزئبق الزئبق معدن طبيعي يصنّف على أنه أحد المعادن الثقيلة، ويوجد في الطبيعة على هيئة ثلاثة أشكال: الزئبق المعدني: وهو سائل لا رائحة له ولونه أبيض فضي لامع، يتبخر بمجرد تعرضه للحرارة، ويستخدم عادة في المجالات الطبية مثل موازين الحرارة، حشوات الأسنان، كما أنه يستخدم في الصناعة... المفاتيح، البطاريات. الزئبق العضوي: ويتكوّن من اتحاد الكربون بالزئبق، ومن أنواعه الميثيل الزئبقي والايثير الزئبقي، والفينيل الزئبقي، وتستخدم هذه المواد عادة في مطهرات التنظيف في المنازل وفي المبيدات الحشرية. أما الزئبق غير العضوي فيكون على شكل مسحوق أبيض أو بلورات، وهذا النوع من الزئبق هو المستخدم في كريمات المستحضرات التجميلية والممزوج بالنشادر أو مع عناصر أخرى منشطة في كريمات البشرة. إن النسب العالية من الزئبق المتوفرة في تلك الكريمات والخلطات المبيّضة للبشرة، يمتصها الجلد وتؤدي إلى خلل في الأعضاء الداخلية، وخصوصاً الجهاز العصبي والكليتين، وقد تكون عاملاً مؤهباً لفشل تلك الأجهزة أو مساعداً في قصور وظائفها وعدم القيام بها على الوجه الأكمل. لذا ينصح الأطباء بالابتعاد عن تلك الكريمات، حتى لا يعرض الإنسان صحته للخطر، ولاسيما النساء في مرحلة الحمل، وأن يكونوا أكثر حكمة ووعياً عند استعمال تلك الأنواع من الكريمات، حتى يجنبوا أنفسهم الأخطار المحدقة بهم، جراء التسمم بالزئبق. وللتموين.. عيون ترصد!! السيد زياد هزاع... معاون مدير التموين في حديثه عن هذا الموضوع قال: تم سحب عينات من مواد التجميل من منتجات ذلك المعمل الكائن في حلب، وتبين خلال التحليل وجود مادة الزئبق ضمن مكونات الكريم، وبناءً على ذلك توجهت الدوريات المختصة «كون المخالفة جسيمة» إلى الأسواق، وتم سحب عينات إضافية من الماركة نفسها، ومن هذا الصنف بالتحديد، وأيضاً أربع عينات أخرى، وعند صدور التحليل تبين وجود عينتين مخالفتين لاحتوائهما على مادة الزئبق، وهناك عينات مطابقة. ويضيف هزاع: وعلى ضوء ذلك تم حجز المواد المخالفة أصولاً، وإعلام مديرية التجارة حسب عائدية المنتج، بنوع المخالفة وشهادات التحليل، لإبلاغ المنتج المخالفة الخاصة به. وكذلك إعلام وزارة الاقتصاد، ومديرية حماية المستهلك، ومديرية التجارة الداخلية بحلب. حيث أكدت مديرية التجارة أنها قامت بسحب عينات إضافية من قبلها، بناءً على كتبنا، وسيتم التحليل من قبلهم. وستحال الضبوط إلى القضاء المختص أصولاً، والعينات المخالفة تم حجزها أيضاً أصولاً في مديرية التجارة الداخلية بدمشق، أسوة بالإجراءات المتبعة إزاء كل المواد المخالفة. وحماية المستهلك... تتابع!! ولم تغفل مديرية حماية المستهلك أمر المتابعة، حيث توجهت «جهينة» بالسؤال، حول انتشار مواد ومستحضرات التجميل المخالفة، إلى السيد عماد القصير مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الذي أكد أنه بناء على رأي وزارة الصحة، فيما يخصّ مستحضرات التجميل التي تباع في الأسواق، وهي غير مسجلة لديها، وتزاول بعض المحلات المهنة دون ترخيص وتبيع مستحضرات مخالفة للمواصفات، نقوم بالتعميم على مديريات التجارة في المحافظات بسحبها من الأسواق وتنظيم الضبوط اللازمة وإحالة أصحابها إلى القضاء. فإذا كانت المنتجات مستوردة نخاطب بشأنها الجمارك، أما إذا كانت المنتجات مصنّعة محلياً، فنبحث عن مكان التصنيع من خلال الباعة، أو مندوبي المبيعات، أو من خلال السيارات الجوالة. ولدينا الكثير من المصادرات فيما يخصّ هذا الشأن. وعلى صعيد تصنيع الأدوية من الأعشاب، يقول القصير: نتابع عملية الإعلان المضلل لهذا الموضوع، وننصح المستهلك ألا يقبل بأي إعلان إن لم يكن موثّقاً بسجل صناعي ومكان العمل «سجل تجاري». مضيفاً: أعلمنا المطابع بألا يطبعوا أي لصاقة إلا بوجود صاحب العلاقة، وتم توجيه الصحف والإعلام الخاص والعام بعدم قبول نشر أي إعلان لأي فرد أو مؤسسة، إلا بعد أن تكون المنتجات تحمل السجل الصناعي والتجاري ومكان العمل، ليكون هذا الإعلان على مسؤولية صاحب العلاقة بالذات. وللمستهلك... دوره في ظل كل ما يجري من انتهاكات وتجاوزات للشروط الإنسانية أولاً، وللأخلاق المهنية ثانياً.. يبقى همنا واهتمامنا إزاء هذه المؤشرات السلبية كلها هو المستهلك، الذي يجب أن يكون أكثر وعياً في اختيار المنتج الذي يقتنيه، وأكثر دراية بمكونات المنتج، وفترة صلاحيته، وأن يكون الشراء من مراكز موثوقة، وأن يأخذ للتجربة أولاً... لذا نهيب بالمستهلك، وخصوصاً السيدات، أن يكون هو الفيصل أولاً وأخيراً، وأن يتسلح بالخبرة، ويكون لديه زاد معرفي يحوي فروقاً دلالية، ليستطيع أن يضع حدوداً فاصلة فيما يشتري. ويجب أيضاً أن يشارك في التبليغ عن أي منتج مخالف للمواصفات ليساهم في الحدّ من انتشار هذا الفساد والغش المستشري في أسواقنا وبعض محلاتنا وبضاعتها التي «لا ترحم».


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا