دروب دمشق.. كتاب فرنسي جديد يفضح تحريف الإليزيه للحقائق في سورية

الثلاثاء, 14 تشرين الأول 2014 الساعة 03:36 | , ثقافة

دروب دمشق.. كتاب فرنسي جديد يفضح تحريف الإليزيه للحقائق في سورية

جهينة نيوز:

يقدم كتاب دروب دمشق للصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو معلومات مؤكدة من مصادر داخل دائرة اتخاذ القرار في فرنسا حول قيام الرئيس فرانسوا هولاند بتحريف تقارير أجهزة الأمن الفرنسية بخصوص ما قيل إنه هجوم كيميائي وقع في ريف دمشق في آب من العام الماضي.

ويؤكد الصحفيان في كتابهما أن “الادارة الفرنسية أصرت على حذف فقرة من تقرير الاستخبارات تقول بانه من الممكن أن التسرب الكيميائي حصل بسبب إصابة مستودع أو مختبر تابع للمعارضة بقصف تقليدي للجيش السوري” موضحين أن التقرير الذي عرض على الجمعية الوطنية لم يتضمن هذه الفرضية.

وكانت السلطات السورية حذرت في اكثر من مناسبة من أن التنظيمات الإرهابية تمتلك أسلحة كيميائية قدمتها لها دول في المنطقة ليتم استخدامها واتهام الجيش العربي السوري بذلك وقد وثقت سورية هذه الحقائق في رسائل موجهة لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبالعودة للكتاب الفرنسي فان دار النشر “روبير لافون” التي أصدرته نشرت تقديما وملخصا له يتحدث عن العلاقات الفرنسية السورية وكيف أنها لم تكن بوتيرة واحدة بل اتسمت بالتقلب مع أمزجة الرؤساء الفرنسيين ما أوصلها لما هي عليه الآن واستند المؤلفان إلى وثائق عن اجتماعات في قصر الاليزيه والخارجية الفرنسية ضمت شخصيات رفيعة ومعنية بالملف السوري.

وأبرز ما نشر عن الموضوع في الصحافة الفرنسية حتى الآن مقاطع مختارة من الكتاب نشرتها مجلة لو بوان في عددها الصادر في 9 تشرين الأول الجاري حيث وصفت الكتاب بـ الاستثنائي ونشرت مقاطع تضمنت تفاصيل مهمة عن الأزمة السورية كما كانت تبحث في أروقة الخارجية والإليزيه وفي أجهزة الاستخبارات والأمن.

وتحت عنوان “شجار عنيف في الخارجية” يروي الكتاب حادثة مشاجرة “عنيفة جدا” حول سورية وقعت في أحد مكاتب وزارة الخارجية في باريس في ربيع عام /2011/ أي في بداية الأزمة في سورية وكان آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا حيث حاول مسؤولون فرنسيون منهم مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التاثير على تقارير سفير باريس في دمشق وتحريفها لتوافق طموحات باريس العدائية لسورية في حين كان السفير إيريك شوفالييه يؤكد أن هذا لن يتم وأن القيادة السورية باقية.

وبالتفصيل يروي الكتاب ما جرى في اجتماع داخل الخارجية الفرنسية في مكتب مدير الوزارة هيرفيه لادسو بين السفير الفرنسي في دمشق شوفالييه ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الشرق الأوسط نيكولا غاليي بحضور كل من مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا سابقاً السفير الفرنسي في لبنان حالياً باتريس باولي ومدير وضع الرؤى المستقبلية في الوزارة جوزيف مايلا والدبلوماسيين المكلفين بالشأن السوري.

وعندما أكد السفير شوفالييه أن “النظام السوري لن ينهار والرئيس السوري صلب وباق في منصبه وانه سفير قريب من الميدان” مؤكدا بذلك ما تضمنته تقاريره الدبلوماسية المرسلة من دمشق رد عليه مستشار ساركوزي بعدائية “معلوماتك لا تهمنا.. توقف عن سرد الحماقات لا يجب أن نتمسك بالحقائق بل يجب أن ننظر أبعد من أنوفنا”.

ويقول المؤلفان نقلا عن الحاضرين للاجتماع إنهم فوجئوا بكلام مستشار الرئيس واتضح لهم ان لم يات ليستمع للتحليلات بل “جاء في مهمة محددة.. فرض المسار الذي يقول إن انهيار النظام السوري حتمي” لكن شوفالييه دافع عن نظريته المضادة لما يريد الإليزيه فرضه وحجته كانت أنه “يقابل المعارضة السورية باستمرار وهو لا يزال يشعر بأن القيادة السورية لديها مقومات قوية للبقاء ودعماً خارجياً يعتمد عليه” ليرد عليه المستشار مجددا “لا نكترث لمعلوماتك ” ويرد شوفالييه ” تريد مني أن أكتب شيئاً مغايراً لمهمتي كسفير” .

ويتناول الكتاب العلاقة الهشة بين الدبلوماسيين الفرنسيين وأجهزة الاستخبارات والصراع بين جهازي الاستخبارات الداخلية والاستخبارات الخارجية حول سورية حيث بدت تقارير الطرفين متناقضة عام 2011 إذ يشرح دبلوماسي كان على اتصال بالجهازين أن “كليهما كانا مقتنعين بأن الدولة السورية لن تنهار لكن الاستخبارات الداخلية لاحظت بسرعة دور السلفيين والجهاديين في المظاهرات بينما استمر الجهاز الخارجي بإرسال تقارير تشوه صورة الوضع في سورية”.

ويشكل كشف هذه الحقائق في هذا التوقيت عن كيفية صنع القرار في فرنسا اليوم فرصة أمام الرأي العام لاعادة النظر بنظرته لما كان يسمى جمهورية النور إذ إن الأجندات الشخصية والتبعية المطلقة لواشنطن والارتهان لأموال شيوخ النفط حول السياسة الفرنسية لسياسة شخصية لا تمت للعمل المؤسسي بصلة فتزور

التقارير وتحرف الحقائق وكل همها الربح الشخصي لأن فرنسا كانت تخسر من رصيدها السياسي والأخلاقي خلال السنوات الثلاث الماضية.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أ.يسرا عباس
    8/11/2014
    13:58
    وطني الغالي
    ان ما حدث بالماضي ببلدنا من تآمر من اكبر دولة استعمارية فرنسا وما خططوه وما حرضوه عبر اعلامهم المباع سلفا لقطر وانهم لا يملكون ادنى حقيقة واضحة عما يحدث وان كانوا يعرفون فهم ومن معهم خطط للدمار والوحشية التي ربوا عليها الارهابيين تحت ما يسمى ما اقترحوا تسمياته تحت دروجهم وهذا كله استهتار بالفكر الانساني ا ويتوقعون لا احد يعلم نحن بسوريا الصغير والكبير من اراد لبلدنا السوء ولمسنا الحنان من الدول الشريغة الصديقة التي ما زالت تقف الى جانبنا وانكثرت ايدي الاعداء وتكالبت الا ان ارادة الله فوق كل شيء ونحن منتصرون باذن الله ومع حكومتنا ومع رئيسنا الغالي ومع جيشنا البطل المفاوم نسير ونفول الله اكبر على الاعداء

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا