منحوتات عالمية تحاكي الحضارة السورية

الأحد, 13 حزيران 2010 الساعة 23:33 | , فن وتشكيل

جهينة نيوز: يضم معرض الملتقى الدولي الأول للنحت على الخشب الذي افتتح مساء اليوم في صالة تجليات 12عملاً نحتياً خامته الأساسية هي الخشب السوري المستقدم من مناطق مختلفة من سورية. ويقدم الفنانون الإثنا عشر المشاركون في المعرض رؤيتهم لسورية الإنسان والحضارة من خلال تشكيلات متنوعة جمعت بين التجريد والتعبير المباشر وأحياناً عمدوا إلى البحث عن الروابط المشتركة بين الشرق والغرب كنوع من التلاقي الثقافي الحتمي بين شتى الحضارات. وغلبت على أعمال المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري الأحجام الكبيرة في حين تنوعت مواضيعها بين الأساطير والحضارة السورية والتجريد البحت فضلاً عن حالات تعبيرية تتمحور حول المرأة. وجاء هذا المعرض كحصيلة للملتقى الذي أقيم في قلعة دمشق لمدة اثني عشر يوماً شارك فيه 12 فناناً من سورية وعدد من الدول الأوروبية. وقال الفنان أكثم عبد الحميد مدير المعهد المتوسط للفنون التطبيقية ومنظم الملتقى: أن أعمال الفنانين المشاركين في الملتقى عكست الثقافات المتعددة لبلدانهم وجاء كل منها تعبيراً يجمع بين الأسلوبية الخاصة للفنان وتمازج مخزونه الثقافي مع ما شاهده خلال زيارته إلى سورية مضيفاً أنني فوجئت بالاشتغال الفني المختلف لكل فنان بعد أن كنت متوقعاً نوعاً من التشابه في الأعمال ولاسيما أنهم جميعاً من قارة أوروبا. وأوضح عبد الحميد أن السوية الفنية العالية للأعمال المنجزة جاءت نتيجة الأدوات الحديثة المستخدمة في انجازها بدقة وزمن قياسي رغم الحجوم الكبيرة لجذوع الأشجار التي تم العمل عليها وهذا ما شكل تجربة جديدة استفاد منها طلاب قسم النحت في المعهد. وأضاف لم يتم تقييد الفنانين المشاركين في الملتقى بموضوع أو فكرة محددة ولكن تركنا الخيارات متاحة لهم وقال لاحظنا أن أغلب الفنانين تأثروا بالثقافة الفكرية لبلاد الشام مثل عمل الفنانة البلغارية الذي حاكى الأساطير البابلية إضافة إلى منحوتة الفنان الجورجي التي ضمت نماذج ورموزاً متعددة لحضارات الشرق. ولفت عبد الحميد إلى أن ما يجمع بين الفنانين بجنسياتهم المختلفة هو احترامهم لمادة الخشب التي جعلتهم يحققون أعمالاً ذات رؤية جمالية وبصرية مميزة استفاد منها الطلاب خلال فترة الملتقى وسيستمتع بها الجمهور خلال فترة المعرض. ويشارك الفنان عبد الحميد بعمل فني يحمل عنوان /الوما/ يقول عنه أنه عبارة عن امرأة تقف على شط البحر الأبيض المتوسط وهي ترفع يديها وكأنها تومي للناس الذين يقفون على الضفة الأخرى من البحر وتريد أن تعرفهم بما هو موجود من حضارة وتاريخ في سورية مضيفاً أن العمل عبارة عن كتلة نحتية تجسد امرأة تلبس الزي السوري الخاص مطعماً بزخارف مختلفة لها علاقة بتاريخ سورية وحضارتها. من جهته بين النحات الإسباني فرناندو الفاريز أنها المرة الأولى التي يشتغل فيها على خامة الخشب بعد اشتغال مطول على خامتي الحجر والرخام لذلك فإنه سعى من خلال عمله إلى نقل خبرته السابقة إلى الخامة الجديدة دون أن يكون في ذهنه فكرة أو موضوع محدد وقال: إن منحوتتي عبارة عن مجسم له وجهان الأول محدب والثاني مقعر حاولت أن أسقط فيه أحاسيسي المختلفة بشكل تجريدي. فيما قال النحات الإسباني ميغل ايسلا: أن عملي يمثل سورية وفق رؤيتي الخاصة ومن يشاهد منحوتتي يعرف أنني أرى سورية كشجرة مثمرة لا تخلو من العطاء أما على الصعيد التقني فعملت على نحت الثمار كل على حدة ولصقها بالجذع الأساسي الذي كنت حريصاً على أن احترامه وابقائه ككتلة واحدة. فيما قالت الفنانة الألمانية تانجا رودر: حاولت في عملي أن أنحت شيئاً من ذاتي ورؤيتي للحياة وعلاقة الإنسان بمحيطه وفي هذا الملتقى عندما شاهدت المكان وسطوع الشمس القوي في سورية تعمدت تلوين عملى باللون الأبيض كدلالة على مسحة النور التي تعيشها هذه البلاد. وأقيمت منذ بدء الملتقى مجموعة من النشاطات الفنية والثقافية أهمها تصوير فيلم جاء بعنوان /خشب من بلادي/من انتاج المؤسسة العامة للسينما واخراج نائل تركماني الذي قال: إن هذا الفيلم الذي يمتد ل30 دقيقة سيتم دمجه مع فيلم سابق صورته خلال ملتقى النحت العالمي الذي أقيم في دمشق عام 2008 لتكون النتيجة فيلماً يتكلم عن حضارة سورية وتاريخها من خلال أحاديث الفنانين المشاركين في الملتقيين وانطباعاتهم عنها. وأوضح تركماني أن التصوير اعتمد على كاميرا عفوية أثناء انجاز الفنانين لأعمالهم وسيتم منتجة هذا العمل مع حديث عن المواقع الأثرية السورية والأوابد النحتية إضافة إلى لقاءات فنية خاصة مع المشاركين في الملتقى تتعرض إلى رؤيتهم في التعامل مع الخامات الطبيعية السورية. يشار إلى أن الفنانين المشاركين في الملتقى هم أكثم عبد الحميد ومحمد بعجانو وعماد كسحوت من سورية أما المشاركون من أوروبا فهم ميغل ايسلا وفرناندو الفاريز، اسبانيا وبيتر بيتروف، بلغاريا وخريستوس لانيتيس، قبرص وغنيسا بتروفا، بلغاريا وأرليندو أريز، البرتغال وتانجا رودر، ألمانيا وجامبر جيكيا، جورجيا وجينتي تافانكسيف، ألبانيا.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا